رغم انسحاب عدد من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة من القاعة أثناء إلقاء بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال كلمته، واصل الكذب المنظم والاستخفاف بالرأى العالمى، فكان حديث كله تناقضات بدأه بترديد مغالطات بشأن قيام حماس والفصائل الفلسطينية بقطع الرؤوس واغتصاب النساء وقتل الأطفال الرضع، وأن إسرائيل ليس أمامها إلا الدفاع عن نفسها أمام إرهابيين لا يعرفون الا القتل والاغتصاب، وتجاهل 160 ألف فلسيطينى بين شهيد وجريح منذ 7 أكتوبر الماضى، وأعمال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقوبات الجماعية والتجويع فى حق الفلسطينيين.
بل واصل اتباع سياسة لى الحقائق والمراوغة من خلال تخصيص معظم كلمته عن إيران ودعم ذرائعها فى المنطقة، ودعوة العالم لمواجهة إرهاب إيران، وفى نفس الوقت يتحدث عن أن إسرائيل تسعى للسلام والازدهار.
فيما يتحدث عن النصر ثم يطالب حماس بالاستسلام وتسليم الرهائن وأن إسرائيل لن ترتاح حتى عودة الرهائن، وحتى يعود سكان الشمال الإسرائيلي إلى منازلهم، ومطالبا لبنان بالتخلى عن حزب الله متجاهلا آلاف الضحايا من اللبنانين منذ التصعيد مع حزب الله.
لذلك، أعتقد أن نتنياهو ذهب للأمم المتحدة ليدافع عن نفسه، ويوجه خطابا سياسيا وشعبويا للداخل الإسرائيلي من منبر الأمم المتحدة، وهذا اتضح عندما اتهم الأمم المتحدة بالبعد عن الحقيقة، وأنها لا تقف مع إسرائيل وتسمح للمتطرفين بشن حروب ضد تل أبيب، وكذلك التركيز على اتهام محكمة الجنائية الدولية بمعاداة السامية، إضافة إلى محاولاته أثناء كلمته لإظهار إسرائيل فى صورة الضحية، وشيطنة الآخرين.
وأيا كانت الأمور، هذا الخطاب المليئ بالتناقضات والمغالطات يمهد إلى التصعيد، خاصة مع حزب الله، ويؤكد أن إسرائيل ما زالت تتبع سياسة المراوغة والخداع الاستخفاف بالرأى العالمى، وأيضا مواصلة الخداع الاستراتيجي بشأن المناورة فيما يخص اقتراحات التهدئة التى يتم الإعلان عنها، وأن نتنياهو فى طريقه لمواصلة التصعيد بدعم وغطاء أمريكى.