تسعى الدول الغربية بشكل متزايد لتنويع سلاسل الإمداد الخاصة بها وتقليل الاعتماد على شرائح أشباه الموصلات من تايوان والصين.
وذكرت مجلة بوليتيكو في تحليل أوردته بنسختها الأوروبية أنه في العام الماضي، وقع الاتحاد الأوروبي والهند مذكرة تفاهم للتعاون في المشاريع المشتركة والشراكات التكنولوجية، بينما يقوم الاتحاد ببذل جهود مماثلة مع فيتنام، التي توفر وصولًا استراتيجيًا إلى طرق الشحن الرئيسية.
وأعلنت شركة إنفينيون، أكبر مصنع شرائح في أوروبا، عن خطط لزيادة قوتها العاملة في الهند وفيتنام، مشددة على الدور الحاسم لأشباه الموصلات في الاقتصادات الحديثة.
وأكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على طموح الهند في أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في سلسلة إمداد أشباه الموصلات العالمية، ملتزمًا باستثمارات كبيرة في التعليم والتدريب لتلبية احتياجات الصناعة.
وأشارت المجلة إلى أنه مع ذلك، يواجه إنشاء نظام بيئي فعال لأشباه الموصلات في هذين البلدين تحديات، خاصة وأن تصنيع أشباه الموصلات يتطلب استثمارات ضخمة ويحتاج إلى عمالة ماهرة.
وعلى الرغم من تقدم الهند في تجميع الهواتف المحمولة، لا تزال تفتقر إلى القوى العاملة اللازمة للإنتاج المتقدم لأشباه الموصلات. وحاليًا، تنتج فيتنام حوالي 500 مهندس مؤهل سنويًا، وتمثل فقط 4% من التجارة العالمية المتعلقة بأشباه الموصلات. وبالمثل، على الرغم من أن الهند تضم عددًا كبيرًا من خريجي الهندسة، إلا أن نسبة صغيرة فقط جاهزة للعمل في الصناعة.
وعلاوة على ذلك، لا تزال هناك مخاوف سياسية واقتصادية، خاصة في الهند، حيث قد لا يؤدي تصنيع أشباه الموصلات إلى خلق عدد كافٍ من الوظائف لتخفيف البطالة. وينتقد بعض الخبراء، بما في ذلك رجهورام راجان، محافظ بنك الاحتياطي الهندي السابق، الحكومة الهندية بسبب العقبات الكبيرة التي تواجهها في سعيها لتحويل البلاد إلى مركز لأشباه الموصلات.
ورغم هذه العقبات، تظل كل من الهند وفيتنام مصممتين على تطوير صناعاتهما في مجال أشباه الموصلات.. فقد أعلنت الحكومة الهندية عن خطط لإنشاء ثلاث وحدات تصنيع جديدة ونظام دعم سخي يغطي ما يصل إلى 70% من تكاليف المشروع.. وفي غضون ذلك، استثمرت الولايات المتحدة 2 مليون دولار في مبادرات أشباه الموصلات في فيتنام، وتزداد التعاونات بين الشركات الأمريكية ونظيراتها الفيتنامية.
وخلصت المجلة بالقول إنه بينما يشكل الاعتماد الغربي على تايوان والصين في شرائح أشباه الموصلات مخاطر كبيرة، فإن الهند وفيتنام مؤهلتان لأن تصبحا قوى تصنيع محتملة. ويمكن أن تعيد جهودهما في تنمية القوى العاملة الماهرة وإقامة قدرات الإنتاج تشكيل مشهد أشباه الموصلات، على الرغم من أن الطريق نحو ذلك مليء بالتحديات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة