لم تكن اكتشافات العلماء فى مجال الآثار الفرعونية متوقفة على الآثار الحجرية فقط بل كان للمخطوطات والبرديات الفرعونية نصيب كبير، حيث كشفت تلك المخطوطات عن مدى التقدم العلمى الذى وصل إليه الفراعنة فى عصرهم، وهى من الكنوز التى تم استخراجها فى مواقع مصر الأثرية.
تحظى البرديات المصرية القديمة بتقدير بالغ فى سوق المخطوطات الأثرية ومن وقت لآخر تظهر واحدة من هذه البرديات أو مجموعة منها فى المزادات العالمية، حيث تباع ورقة البردى الواحدة بأسعار تتجاوز المائة ألف دولار، وبعضها يعرض فى كبرى متاحف العالم بعدما تمت سرقة هذه المخطوطات ونقلها من مصر قبل سنوات طويلة، ومن هذه المخطوطات.
بردية أيبرس
3500 عام هى عمر بردية أيبرس أشهر وأطول وأضخم بردية طبية، والتى تعد أقدم سجل تاريخى لوثيقة علاجية محفوظة حتى الآن، ويرجع تأريخ البردية إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد، ذلك لأنها تحمل تاريخ السنة التاسعة من عهد الملك "أمنحتب الأول" ثانى ملوك الأسرة الثامنة عشرة بالرغم من وجود أبحاث ترجح عودتها لعهد الملك أحمس، وتتألف من 110 صفحة بطول 21 مترا وعرض 30 سم متضمنة ما يقارب من 700 وصفة علاجیة لحالات مرضیة عديدة وهى عبارة عن مجموعة مؤلفات وبحوث فى مواضيع من أكثر من أربعين مصدراً مختلفاً، وعُثر على البردية فى الأقصر عام 1863م وسمیت بهذا الاسم تیمناً بعالم المصريات القديمة ألمانى الأصل جوروج إيبرس الذى اشتراھا فى الأقصر عام 1872م، ونقلها لجامعة لايبتسج الألمانية، حيث كان يعمل رئيسًا لقسم المصريات وحيث تقيم البردية حتى يومنا هذا، وتُرجمت للكثير من اللغات.
بردية برلين
برديات بروغش (برديات برلين 3038)، تُعرف أيضًا باسم برديات برلين العظمى وهي إحدى أوراق البردي المصرية الطبية القديمة المهمة، وقد اكتشفها جوزيبي باسالاكوا في سقارة في مصر، وقد حصل عليها فريدرش فيلهلم الرابع ملك بروسيا عام 1827 وأودعها متحف برلين، حيث لا تزال تقبع هناك، ويعود نمط الكتابة إلى ذلك الذي كان سائدًا في عهد الأسرة المصرية التاسعة عشر، ويعود تاريخها إلى الفترة بين 1350 و1200 قبل الميلاد، وتتكون أوراق البردى من أربع وعشرين صفحة من الكتابة، ويعد الكثير منها موازيًا لبردية إيبرس، وتعالج بعض محتوياتها موضوعات مثل تحديد النسل واختبارات الخصوبة.
كتاب الموتى
بيع قبل أربعة أعوام خلال عام 2018 نسخة من "كتاب الموتى" الفرعونى في مزاد مونت كارلو الفرنسى، وبلغ ثمن بيع الكتاب النادر، الذي يبلغ طوله 17.40 متر، ويضم مائتي بردية من البرديات المصرية القديمة، نحو 1.35 مليون يورو.
ويرجع تاريخ الكتاب في الفترة بين 594-588 قبل الميلاد، وهو مكتوب بخط هيراطس باستخدام الحبر الأسود، مع عناوين وأجزاء مهمة مكتوبة بالحبر الأحمر، وهو عبارة عن مجموعات تضم 200 وصفة سحرية، وضعها المصريون القدماء في مقابرهم لمساعدة المتوفى على المرور من مخاطر العالم السفلي والوصول إلى الحياة الآخرة، ويضم 227 صورة قصيرة مرسومة ومطلية باللونين الأسود والأحمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة