تحتدم المعارك فى السودان، وقالت شبكة أطباء السودان بأن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 14 آخرون نتيجة قصف مدفعى نفذته قوات الدعم السريع على مدينة أم درمان بحسب صحيفة التغيير السودانية.
وذكرت الشبكة فى بيان، أن الإصابات تم نقلها إلى مستشفى النو، حيث يعانى بعض المصابين من حالات خطيرة تستدعى رعاية طبية عاجلة.
وأدانت شبكة أطباء السودان استمرار عمليات القصف المدفعى التى تستهدف المناطق السكنية فى أمدرمان، والتى تعد من أكثر المناطق كثافة سكانية.
وشددت على خطورة الوضع الحالى فى ظل تزايد عودة المواطنين إلى المدينة بشكل تدريجي، مما يزيد من احتمال وقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين.
كما لفتت الشبكة الانتباه إلى تواجد أكثر من 61 مركز لجوء فى المدينة، مما يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية فى ظل تواصل النزاع.
ويشهد السودان منذ اندلاع الصراع المسلح بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع فى أبريل 2023 حالة من الفوضى والعنف المستمر.
مدينة أمدرمان، التى تعد واحدة من أكبر المدن السودانية وأكثرها اكتظاظًا بالسكان، أصبحت مسرحًا للعديد من الاشتباكات المسلحة والقصف العشوائي، مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا بين المدنيين.
ومع عودة العديد من السكان إلى المدينة فى محاولة لاستئناف حياتهم الطبيعية، ازدادت المخاطر على المدنيين.
والوضع الإنسانى فى أمدرمان يتفاقم مع تصاعد القتال، وسط غياب حلول سياسية فعالة لإنهاء الأزمة المستمرة منذ عدة أشهر، مما يترك السكان عالقين فى دوامة من العنف والمعاناة.
وفى السياق نفسه، كشفت صحيفة سودان تريبون، مقتل 7 مدنيين فى منطقة “السلمة شمال” بالكدرو شمال الخرطوم بحرى – شمال العاصمة الخرطوم- على يد قوات الدعم السريع رميًا بالرصاص فى سلسلة إعدامات متواصلة تنفذها بحق سكان تلك المناطق.
وشهدت مناطق السلمة شمال والدروشاب جنوب والسامراب الاسبوع الماضى اشتباكات عنيفة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع التى كانت تحاول التقدم باتجاه سلاح الأسلحة فى الكدرو.
واغتالت قوة من الدعم السريع أحد أعيان منطقة السلمة شمال، السر بابكر حمد، وستة أشخاص آخرين بعد أن أطلقت عليهم الرصاص أمام منازلهم.
وقالت مصادر فى المنطقة لصحيفو سودان تربيون أن عملية اغتيال الأشخاص السبعة جاءت بعد انسحاب الجيش إلى معسكر سلاح الأسلحة، حيث قامت قوات الدعم السريع بتمشيط المنطقة واغتيال هؤلاء الأشخاص.
وتشهد المناطق التى يتقدم فيها الطرفان أعمال عنف مروعة بعد انسحاب أحدهما، وسط اتهامات موجهة لمن تبقى من السكان بمساعدة ودعم الطرف الآخر.
وتسيطر قوات الدعم السريع على مدينة بحرى بشكل شبه كامل منذ اندلاع الحرب فى منتصف أبريل 2023، وصولاً إلى مدينة الجيلي، مع تواجد قوات الجيش داخل سلاح الأسلحة بالكدرو وسلاح الإشارة.
ونصبت قوات الدعم السريع مجموعة من المدافع المتنوعة والكاتيوشا على امتداد مناطق المزارع على الشريط النيلى من بحري، والمتاخمة لمدينة أم درمان، لقصف الأخيرة.
من جانبه، دعا قائد الجيش السودانى ورئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، خلال المنتدى الصينى الأفريقى المنعقد فى بكين، إلى تصنيف قوات الدعم السريع كمجموعة إرهابية، كما طالب بإعادة عضوية السودان فى الاتحاد الأفريقي.
وقال البرهان فى كلمته خلال جلسة “الحزام والطريق” لمنتدى التعاون الصينى الأفريقي، إنه “من الضرورى تصنيف مليشيا قوات الدعم السريع كمجموعة إرهابية”، كما طالب بالمساعدة فى القضاء عليها وإدانة أفعالها.
وأكد البرهان أن الكثير من الجرائم التى ارتكبتها الدعم السريع وما زالت ترتكبها صنّفت كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مشيرًا إلى أن ما حدث فى الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، لا يزال حاضرًا فى الأذهان، حسب تعبيره.
ووصف قائد الجيش ما يتعرض له السودان منذ 15 أبريل 2023 بأنه “مؤامرة كبرى”.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع هدفت من تمردها إلى الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، وخدمة أطماع قوى إقليمية غير راشدة، والتى من أجلها شنت الحرب على المواطنين العزّل ومؤسسات الدولة، بما يهدد وجود السودان ووحدة أراضيه، وفقًا لقوله.
وشدد البرهان على أن “كل ما يعانيه الشعب السودانى الآن ناتج عن تمرد هذه المليشيا، التى أصبحت تهديدًا للأمن والسلم المحلى والإقليمي”.
ودعا قائد الجيش السودانى ورئيس مجلس السيادة الدول الأفريقية إلى لعب دور إيجابى لدعم السودان فى تحقيق السلام والاستقرار، وإعادة النظر فى قرار تجميد عضوية السودان فى الاتحاد الأفريقي.
وأشار البرهان إلى أن على الأفارقة أن يأخذوا فى الاعتبار أهمية السودان للأمن والسلام فى الإقليم، وحاجته إلى إعادة البناء والإعمار.
وأكد أهمية التعاون الصينى الأفريقى فى مواجهة التحديات والتقلبات السياسية والمطامع الدولية.
وأثنى على الدول الأفريقية الشقيقة والدول الصديقة من خارج القارة التى وقفت إلى جانب السودان ودعمته فى هذه الفترة الحرجة، على حد تعبيره.
وأعرب عن أمله فى دور محورى للصين فى تكملة جهود الحكومة لإعادة التأهيل وإعادة البناء والإعمار لما دمرته الحرب فى السودان، وأن تسهم المبادرات الصينية، وعلى رأسها مبادرة الحزام والطريق، فى التعافى الاقتصادى والاجتماعي، وتحقيق السلام والاستقرار والازدهار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة