مرصد الأزهر يحذر من سعي نتنياهو وعصابته لإشعال حرب دينية شاملة تهدد المنطقة

الأحد، 08 سبتمبر 2024 02:57 م
مرصد الأزهر يحذر من سعي نتنياهو وعصابته لإشعال حرب دينية شاملة تهدد المنطقة مرصد الأزهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ، تقريرا له ، تزامنًا مع دخول العدوان الصهيوني على غزة شهره الثاني عشر،  أن شهر أغسطس المنصرم شهد اقتحام ما يزيد عن 7000 مستوطن لباحات الأقصى المبارك، وذلك في إطار العديد من الفعاليات والمناسبات الصهيونية (فضلًا عن الاقتحامات اليومية المعتادة)، إضافة إلى التصريحات شديدة التطر ف، والتي تعكس جرأةً غير مسبوقة تجاه الحرم القدسي الشريف.  

وفيما يلي عرض لأبرز الانتهاكات التي تعرض لها الأقصى على يد الاحتلال في أغسطس الماضي:

• في يوم الأحد 11 أغسطس: شارك مئات المستوطنين في سلسلة بشرية حول المسجد الأقصى المبارك من حائط البراق إلى باب الرحمة، استجابةً لدعوة أطلقتها جماعات الهيكل المزعوم؛ مطالبين بإعادة الاستيطان في جوش قطيف (قلب قطاع غزة)، وإعلان السيادة الصهيونية الكاملة على المسجد الأقصى المبارك. كما شارك في تلك الفعالية التي أطلقوا عليها "سلسلة النصر"، عضوين من أعضاء الكنيست اليمينيين (ليمور سون هار ملخ، وتصفي سوكوت) اللذان أعلنا دعمهما لتلك الفاعلية.

وكان الصحفي "ينون ميجال" قد نشر، عبر صفحته على منصة إكس، صورة لنشطاء من جماعات الهيكل (المزعوم) وهم يتدربون على ممارسة طقوس البقرة الحمراء، التي تهدف إلى التبشير ببناء هيكلهم (المزعوم) على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.

• يوم الثلاثاء 13 أغسطس (التاسع من آب بالتقويم العبري): كان الأقصى على موعد مع ذكرى ما يُطلق عليه "خراب الهيكل"؛ حيث شهدت باحات الأقصى المبارك اقتحام نحو 3 آلاف مستوطنًا منذ الفترة الصباحية للاقتحامات التي تمتد خلال فترة الصيف من 7 صباحًا إلى الحادية عشر ونصف ظهرًا، حيث حوَّلت قوات الاحتلال ساحات الأقصى المبارك لثكنة عسكرية، بهدف تأمين المستوطنين المتطرفين الذين رفعوا علم كيانهم الغاصب داخل باحات المسجد المباركة. وكان على رأس المقتحمين وزير الأمن الصهـ يوني الداخلي، إيتمار بن جفير (للمرة الثالثة منذ العدوان على غزة)، برفقة عدد من المسئولين الآخرين، مثل: وزير النقب والجليل "يتسحاق فاسرلئوف"، وعضو الكنيـست "عميت هاليفي"، صاحب مخطط تقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود، وعدد من حاخامات الصهيونية الدينية من أصحاب الفكر المتطرف.

ومن تصريحات "بن جفير" في ذلك اليوم: "هناك تقدمٌ كبيرٌ جدًا في فرض السيادة الصهـيونية والسلطة على المسجد الأقصى، وسياستنا تسمح لليهود بالصلاة فيه". كما رفض المسؤول المتطرف المباحثات الساعية إلى وقف العدوان على غـ زة بقوله: "يجب ألا نذهب إلى المؤتمرات في الدوحة أو القاهرة، بل الانتصار على الفلسـ طينيين وتركيعهم".

• في يوم الأحد 25 أغسطس: قامت مجموعة من المستوطنين بقيادة الحاخام "إليشع ولفسون" (رئيس المدرسة الدينية اليهودية في القدس المحتلة) بممارسة الصلوات التلمـودية، والسجود على أعتاب باحات المسجد الأقصى المبارك. في مشهد استنكرته بعض الطوائف اليهودية، واعتبرته بمثابة إلقاء مزيد من الوقود على النار المشتعلة، فيما وصفه آخرون بـ"المشهد التاريخي".

وفي تصريح لـ"ولفسون" يعكس فيه السياسة الصهــيونية المتبعة تجاه الأقصى، ذكر فيه أن شرطة الاحتـلال تسمح لليـهود بالصلاة والسجود عند باحات الأقصى، معقبًا: "نحن ننتصر ونرى بأمِّ أعيننا تحقيق النبوءات، وبفضل هذا سيتم بناء الهيكل... فكما سُمِح لنا بالصلاة والسجود في هذا المكان الآن، فإن إعادة بناء الهيـ كل ليست منا ببعيد".

وبحسب بيان المدرسة الدينية، فإن الحاخام "ولفسون" ورفاقه قد أدَّوا صلاة شكر، وانبطحوا باسطي أيديهم وأرجلهم؛ وهو نوع من الطقوس التعبدية مسموح به فقط فيما يُطلقون عليه زورًا جبل الهيكل (المزعوم)، يعنون: الأقصى المبارك. كما أشارت "المدرسة" إلى أن الوضع القائم الآن لم يكن ليسمح بمثل هذا النوع من الصلوات (بحسب القانون)، بيد أنه في الأسابيع الأخيرة لم تقم الشرطة باعتقال الأشخاص الذين أدَّوا الصلوات في (جبل الهيـ كل) بحسب قولهم. وعقب انتشار مقاطع فيديو للمتطرفين الصهاينة وهم يسجدون في باحات الأقصى المبارك، واصل وزير الأمن  "بن جفير" تصريحاته المتطرفة بحق الأقصى المبارك؛ حيث صرح في لقاءٍ أجراه، صباح الخميس 26 أغسطس، عبر إذاعة جيش الاحتـ لال، أنه يعتزم القيام ببناء كُنيّسٍ خاصٍ باليهود في الحرم القدسي الشريف. ويعتبر هذا من أقوى التصريحات التي تأتي على لسان مسؤول أمني، والتي تؤكد نوايا الاحتلال الخبيثة في تقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا.

• في إطار سعيها لتهويد المسجد الأقصى، قامت منظمة "بيادينو" بإطلاق موقعًا باللغة العربية للتعريف بالأقصى باعتباره هيكلًا لليـ هود، وإعطاء معلومات مغلوطة للقارئ العربي حول الحرم القدسي؛ إذ تزعم المنظمة أنها ستنشر من خلال الموقع فيديوهات تشرح من خلالها لأبناء العالمين الإسلامي والعربي، بل والعالم أجمع، علاقة اليـ هود بالحرم القدسي، وتحطيم ما أسمته كذبة تسمية جبل الهيكل بـ"الأقصى". كما احتفلت هذه المنظمة عبر صفحتها على موقع "فيس بوك" بتسجيل رقم غير مسبوق في أعداد مقتحمي المسجد الأقصى خلال العام العبري –الذي بدأ 15 سبتمبر 2023 وينتهي في 2 أكتوبر 2024 - حيث أعلنت منظمة "بأيدينا من أجل الهيـ كل" اقتحام ما يزيد عن 50 ألف مستوطن لساحات المسجد الأقصى منذ بداية العام العبري، بزيادة تقدر بنحو 8% عن العام قبل الماضي والذي كان يعدّ هو العام الذي شهد أكبر عدد من المقتحمين، إذ اقتحم خلاله 46344 مستوطن باحاته المقدسة، وبزيادة تقدر بنحو 14% عن العام العبري الماضي، والذي شهد اقتحام 43893 مستوطن.

• في يوم الثلاثاء، 27 أغسطس: وافق مكتب رئيس وزراء الكيان الصـهيوني وقيادة الأمن القومي على خطة وزارة التراث إصدار جولات إرشادية لليهـود في المسجد الأقصى المبارك، بتمويل يقدر بـ2 مليون شيكل، من ميزانية الحكومة. وردًا على هذا الإعلان، صرحت وزارة التراث أنها "تعتزم إطلاق جولات إرشادية في المسجد الأقصى المبارك، والتي ستسمح لأول مرة لآلاف اليـهود، ومئات الآلاف من السياح الذين يزورون الأقصى كل عام، بالاستماع إلى التراث اليـهودي للأقصى بنسخة تاريخية دقيقة، خالية من الروايات البديلة والكاذبة (بحسب زعمهم).

• يتعرض الأقصى يوميًّا (عدا الجمعة والسبت) لاقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتـلال، على فترتين (صباحية ومسائية) في محاولة لتغيير الأمر الواقع بالأقصى ومحاولة فرض السيادة الكاملة عليه.

من جانبه، حذر مرصد الأزهر من أن الصمت المطبق أمام ما يتعرض له الأقصى المبارك من تصريحات متطرفة وانتهاكات واقتحامات متواصلة من قبل المستوطنين وكبار قادتهم وحاخاماتهم، وأداء الصلوات والطقوس التلـ مودية والسجود الملحمي، وسط موافقة وحماية شرطة الاحتلال التي كانت حتى وقتٍ قريبٍ تمنع ذلك، قد يدفع الصـ هاينة في القريب العاجل إلى التجرؤ على هدم مصلى باب الرحمة وبناء معبد يهودي، كخطوة أولية تمهد لبناء الهيـكل المزعوم، الأمر الذي سيؤدي إلى إشعال حرب دينية شاملة تهدد المنطقة برمتها.

وتأتي تلك الخطوات والتصريحات المتطرفة مع تعاظم سياسات التهويد التي تنتهجها الحكومة اليمينية الأكثر تطرفًا منذ خيم الاحتـلال شبحه على أرض فلسطين، والتي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، متمثلة في تكثيف الاقتحامات وتشجيع المتطرفين اليـهود على أداء الصلوات العلنية، وتقديم الدعم المالي لهم، وإطلاق الحملات الترويجية للهيكل المزعوم لخلق حالة من الوعي المزيف، ومحاولات تقسيم الأقصى زمانيًّا ومكانيًّا بين المسلمين واليهـ ود، لفرض واقع جديد، مع تضييق القيود على وصول المسلمين، وسن القوانين التي تمنع أعمال الترميم بالمسجد في وقتٍ تتزايد فيه المخاطر جراء الحفريات الصـ هيو نية المتكررة.


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة