قطاع المعاهد الأزهرية يعدل درس الإرهاب بمادة الثقافة الإسلامية للأول الثانوى.. تسلط الضوء على العوامل المسببة للإرهاب.. وتوضح مفهوم جماعات العنف الإرهابية.. وتضع الحلول لمواجهته

الجمعة، 10 يناير 2025 02:00 م
قطاع المعاهد الأزهرية يعدل درس الإرهاب بمادة الثقافة الإسلامية للأول الثانوى.. تسلط الضوء على العوامل المسببة للإرهاب.. وتوضح مفهوم جماعات العنف الإرهابية.. وتضع الحلول لمواجهته قطاع المعاهد الأزهرية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أدخلت لجنة تطوير المناهج بقطاع المعاهد الأزهرية ، بعض التعديلات الاضافية على درس التحذير من الانضمام لجماعات العنف والإرهاب، بمادة الثقافة الإسلامية لطلاب الصف الأول الثانوى، وذلك لتحصين الطلاب من الانزلاق نحو هذا الخطر ، وتضمن الدرس ما يلى:

التحذير من الانضمام لجماعات العنف والإرهاب

أولا : تعريف الإرهاب:

الإرهاب بمفهومه العام هو : تلك الأفعال التي تستهدف ترويع فرد، أو جماعة، أو مؤسسة، أو دولة، عن طريق ممارسة العنف، أو التهديد، وإشاعة الخوف، وعدم الاستقرار؛ من أجل تحقيق أهداف لا تجيزها الأعراف ولا القوانين.

ثانيا : مفهوم جماعات العنف والإرهاب:

تطلق جماعات العنف والتطرف ويقصد بها تلك الجماعات التي انحرفت عن الفهم الصحيح للإسلام، وتشددت وغالت في تطبيق النصوص الشرعية، وانحرفت عن الوسطية والاعتدال، واتخذت مبادئ وأصولا متعددة خالفت بها جمهور الأمة الإسلامية، فقامت بتكفير المسلمين ، واستباحة دمائهم ودماء شبابهم، وأعملت القتل والتفجير والتخريب والتدمير في العالم، وأصبح لها دول تمولها وتدعمها وتشد من أزرها بغير هدى وبصيرة، وأسهمت في تشويه صورة الإسلام في الداخل والخارج، ومن ثم وجب التحذير منها، ومن الاستماع لدعاتها؛ لأنهم أهل شر وبغي وعدوان، ومن الأنضمام إليها.

ثالثا  الأدلة القاطعة على وجوب التحذير من الأنضمام لجماعات العنف والإرهاب:

إن الأدلة على وجوب مقاومة جماعات الشر والعنف والتطرف

كثيرة، منها:

1 - تحذير النبي ﷺ المسلمين منهم، فقد قال عنهم في الحديث الصحيح: «يأتي في آخر الزمان قوم، حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم».

2 - أنهم يستبيحون الدماء المعصومة، فيقتلون النفس الإنسانية التي حرم الله سبحانه وتعالى قتلها؛ وذلك في قوله سبحانه وتعالى : ﴿ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ﴾ [الأنعام: ١٥١].

3- جرأتهم على تكفير المسلمين لمجرد المخالفة في الرأي أو المذهب.

4- التعصب في الرأي، والتشدد والغلو في الدين.

5- استحداثهم فتاوى شاذة أسهمت في تفريق شمل الأمة الإسلامية، وساعدت في تشويه صورة الإسلام والمسلمين في الداخل والخارج، ومن هذه الفتاوى ما يتعلق بتكفير الحكام والمجتمعات المسلمة، ووجوب الهجرة من البلاد الإسلامية، ورفض مبدأ التعايش السلمي الذي قرره الإسلام بين مختلف الشعوب.

6- سوء الظن بالآخرين، وإغفال أعمالهم الحسنة، وإظهار سيئاتهم وسقطاتهم وتضخيمها؛ وذلك لتسويغ أفعالهم الإجرامية وخداع العامة والبسطاء أنهم يسعون لرد حقوقهم المسلوبة.

7-هجرتهم من المجتمعات المسلمة، واتخاذهم البراري والصحاري سكنا لهم، بذريعة أن المجتمعات المسلمة مجتمعات جاهلية، تجب الهجرة منها.

8- جمودهم على ظاهر النص الشرعي، وعدم مراعاة مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها ما أوجد عندهم إشكالية في الفهم والتطبيق للنصوص الشرعية.

9- التساهل في التبديع والتفسيق، مع الاضطراب الشديد في توصيف مفهوم البدعة حتى جعلوها محتملة لوجوه شتى.

10 - غرس روح الغلو والتطرف في نفوس الشباب.

11 - إلغاء مفاهيم المواطنة، والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد؛ ما يعزز روح  الخلاف والانقسام بين طبقات المجتمع.


12 - استدعاء أقوال الفقهاء القديمة التي قيلت في واقع معين وسياق خاص وجعلها من الأحكام الشرعية المطلقة، والمنطبقة على كل زمان ومكان، ومحاولة إنزالها على واقعنا المعاصر؛ ما أثر بالسلب على ثقافة التعايش التي دعا الإسلام إليها في مواطن متعددة، كما في قوله سبحانه وتعالى : يتأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ﴾ [الحجرات: ١٣].

13 - إسهامهم في انتشار ظاهرة التدين الشكلي الخالي من الإخلاص لله سبحانه وتعالى وحسن مراقبته، واتخاذ مظهر خاص في الشكل والثياب، والتكبر على الناس، والنظر إليهم باحتقار، وادعاؤهم أنهم وحدهم الفاهمون للقرآن والحديث، وأن من يخالف مذهبهم تجب مقاطعته وتفسيقه وتكفيره، وقد حذر النبي ﷺ من مثل هذا في قوله : «إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم .

14 - مساهمتهم في ظهور الإرهاب الفكري، وممارستهم للإرهاب الحسي في العصر الحاضر.


رابعا: العوامل المسببة للإرهاب:

إن العوامل المسببة للإرهاب كثيرة ومتنوعة، فمنها ما يكون سياسيا، ومنها ما يكون اجتماعيا، أو اقتصاديا، أو فكريا، أو تربويا، أو نفسيا، وأهم هذه الأسباب يرجع إلى:

1- رعاية بعض الدول والأنظمة السياسية للإرهاب؛ مما يتسبب في اتساع نطاقه على المستوى العالمي بظهور العديد من المنظمات الإرهابية التي تنفذ أهداف هذه الدول والأنظمة.

2- وقوع كثير من الدول تحت تأثير ظواهر اجتماعية سلبية؛ مثل الفقر، والجهل، والبطالة ، والفساد؛ مما يجعلهم فريسة سهلة للإرهاب.

3- ضعف الخطاب الديني والثقافي والإعلامي الذي يحصن الأفراد من الوقوع في مستنقعات الإرهاب من جهة، ويقاوم الإرهاب والأصوليات الجامدة التي تدعو إلى إبطال إعمال العقل في قراءة النصوص وفهم الواقع من جهة أخرى.

4- كثرة الأبواق المأجورة الكارهة السلام العالم عموما، ومصر خصوصا، والتي تعمل على نشر خطاب الكراهية وبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، بما يكدر سلمه وأمنه الاجتماعي.

خامسا : كيفية مواجهة الإرهاب:

إن معرفة أسباب الإرهاب وآلياته تعين على مواجهته على الأصعدة كافة، كل في مجاله وميدانه، فالجندي والشرطي دورهم الفعال في مواجهة الإرهاب والتصدي له بالقوة، وللأسرة دورها الكبير الذي يبدأ من تماسكها واستقامتها لتكون بيئة صالحة لحسن تربية الأبناء وتنشئتهم النشأة التي تجعل منهم لبنة في بناء المجتمع لا هدمه، وللعلماء والمثقفين والإعلاميين دورهم الهام في تفنيد أفكار المتطرفين، ونشر الوعي السليم؛ تحصينا للشباب من الانجراف في مستنقع الإرهاب الوبيل. ولا يتم القضاء على الإرهاب إلا بالعمل، كل في مجاله.

سادسا : طرق الوقاية من الانضمام لجماعات العنف والإرهاب:

يمكن وضع بعض الطرق الرئيسة التي تسهم في الوقاية من الأنضمام لجماعات العنف والتطرف كما يأتي:

1 - نشر الفكر الأزهري الوسطي :

وذلك من خلال المناهج الدراسية ، والمنابر الوعظية، والمؤسسات الإعلامية ، والمؤتمرات العلمية والندوات التثقيفية، وإصدار الكتب والدوريات والمطبوعات العلمية التي تؤصل للمنهج الوسطي في فهم الإسلام، وتسهم في القضاء على ظاهرة التطرف والعنف باسم الدين.

2 - التصدي الدائم لكل ما يروجه الغلاة والمتطرفون: وذلك من خلال مناقشة أفكارهم بالتي هي أحسن، ونقض أصولها وفق المنهج الأزهري الوسطي في فهم الإسلام.

3- توفير فرص عمل للشباب، وإشراكهم في الأعمال الخيرية:فإن الفراغ الذي ينتاب الشباب في الدول التي تعاني من الإرهاب يؤدي إلى كثير من الخواء الفكري عندهم، ومن ثم تستغل هذه الجماعات هذا الفراغ في دعوة الشباب إلى الفكر المتطرف.

4- عدم فتح المنابر الإعلامية، والمواقع الإلكترونية التي تستغلها جماعات العنف والتطرف في نشر أفكارها، واستقطاب الشباب من خلالها، والتحذير من مشاهدتها والتعامل معها.

5- غرس محبة الوطن في نفوس الشباب، وترسيخ قيم التعايش السلمي بين المجتمعات.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة