بدأ عام 2025 مع بعض التأثيرات الجوية الناتجة عن التغيرات المناخية، وخاصة الجفاف ، تعانى معظم دول العالم من موجة جفاف غير مسبوقة والتى أصبحت تمثل كارثة حقيقية لتأثيرها على المحاصيل الزراعية وانخفاض خزانات المياه فى العديد من الدول، ولكن ما يعد صدمة حقيقية تلك الصور التى تم نشرها عن جفاف نهر الأمازون الذى يعتبر الأكبر فى العالم، حيث منطقة الأمازون تمتلك خمس المياه العذبة على الكوكب، وهو ما ينذر بخطر حقيقى يؤدى إلى المجاعات.
تعانى البرازيل من موجة جفاف شديدة، أثرت بشكل واضح على محصول البن، والآن يحد الطقس الجاف من نمو فول الصويا فى البرازيل مما يضع المزارعين هناك فى حالة تأهب، حسبما قالت صحيفة لا اكسبانثيون المكسيكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوقعات لمحصول فول الصويا فى عام 2025 فى البرازيل، أكبر منتج ومصدر فى العالم، حوالى 170 مليون طن مترى، ولكن الإنتاج فى ريو جراندى دو سول، حيث كانت الأمطار نادرة، ضرورى لتحقيق الهدف، رقم قياسى، وفقًا لبعض شركات الاستشارات الخاصة.
وقالت عالمة الأرصاد الجوية الزراعية لوآنا كاردوسو من وكالة الزراعة فى ريو جراندى دو سول "لقد مرت بعض المناطق بأكثر من 15 أو 20 يوما دون هطول أمطار كبيرة، وبدأ نمو فول الصويا يتأثر إلى حد ما".
ويمكن أن تحصد الولاية، التى تقع على الحدود مع الأرجنتين وتعد من كبار منتجى الحبوب وتعانى من الجفاف، أكثر من 20 مليون طن، وقالت كاردوسو "نحن لم نصل بعد إلى فترات الحصاد الحرجة ـ لكننا فى حالة تأهب".
وقالت خبيرة الأرصاد الجوية الزراعية فى هيئة المناخ الريفى لودميلا كامباروتو إنه من غير المتوقع هطول أمطار فى المنطقة الشمالية الغربية من الولاية، وهى واحدة من أهم المناطق، خلال الأيام الـ12 إلى 15 المقبلة.
وكان الجفاف فى البرازيل أدى إلى انخفاض إنتاج محصول البن، وذكرت شركة كوكسوب، وهى تعاونية البن الرئيسية فى البرازيل، أن الجفاف فى أكبر اقتصاد فى أمريكا اللاتينية أدى إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل.
وأفادت التعاونية أيضًا أن أشجار البن تعانى من الإجهاد المائى أيضا فى بعض الأوقات مثلما حدث فى الفيضانات الأخيرة وتعرضها لأمطارًا كبيرة خلال الـ 120 يومًا الماضية، ويشهد اقتصاد العملاق الأمريكى الجنوبى جفافا هائلا جعل الهواء فى ساو باولو.
أما فى المكسيك، فإنها تعانى من موجة جفاف شديدة حتى مايو 2025، وتوقعت اللجنة الوطنية للمياه (كوناجوا) منذ الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر أن يستمر موسم الجفاف فى عام 2025 لمدة 6 أشهر تقريبًا، وينتهى فى مايو 2025، وفى نهاية عام 2024، فى التقرير الأخير الذى قدمته هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (SMN) فى المكسيك، عانت حوالى 300 بلدية من أنواع مختلفة من الجفاف.
ووفقا لصحيفة لا ناثيونال فقد انخفض منسوب المياه هو ظاهرة طبيعية ودورية تشير إلى الفترة من العام التى تصل فيها المسطحات المائية (الأنهار والبحيرات والسدود) إلى أدنى مستوى لها بسبب انخفاض هطول الأمطار.
ويرجع ذلك أساسًا إلى انخفاض معدل هطول الأمطار فى أوقات معينة من العام، ومن الجدير بالذكر أن هذا الأمر مؤقت ويمكن التنبؤ بمدته.
ومن ناحية أخرى، فإن الجفاف ظاهرة مناخية أطول أمداً وأكثر شدة، وتتميز بنقص مستمر فى هطول الأمطار دون المعدل الطبيعى فى منطقة معينة. ولها عواقب أكثر خطورة، مثل فقدان المحاصيل، ونقص مياه الشرب، وحرائق الغابات، والتصحر. يمكن أن يستمر هذا لسنوات، ومن الصعب التنبؤ بمدته.
وفقًا لأحدث تقرير قدمته هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (SMN) من خلال مراقب الجفاف فى المكسيك، خلال شهر ديسمبر، حافظت الدورة المضادة للأعاصير فى المستويات الوسطى من الغلاف الجوى على بيئة مسائية دافئة فوق معظم المكسيك، مما عزز السماء الصافية ولا أمطار، خاصة فى شمال شرق البلاد، والهضبة الشمالية وجزء من الهضبة الوسطى.
ونتيجة لهذه الظواهر الجوية، زادت المناطق التى تعانى من الجفاف المتوسط إلى الشديد خلال شهر ديسمبر. انتهى عام 2024 مع تأثر 38.1% من المكسيك بالجفاف المعتدل إلى الاستثنائى، بزيادة قدرها 6.9% مقارنة بمنتصف ديسمبر 2024.
كما أن الجفاف أصبح التهديد الرئيسى لأكبر أنهار العالم، حيث يعد نهر الأمازون، أكبر نهر وأحد أكثر الأنهار رمزية فى العالم، فى حالة طوارئ الآن، وأعلنت السلطات الكولومبية والبرازيلية تلك الطوارئ لمواجهة أشد موجة جفاف خلال الخمسين عامًا الماضية، لقد أصبح التنقل بين المدن شبه مستحيل، ومن المفارقات أن نقص مياه الشرب أصبح الآن حقيقة يائسة فى منطقة غنية بالموارد المائية، فقد أصبح هذا النهر مهدد بالاختفاء مع أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من 50 عاما.
وأشارت صحيفة دياريو ليبرى البرازيلية إلى أن السكان والسلطات فى حالة طوارئ فى الوقت الحالى، فيما أصيبت وسائل النقل بالشلل فى منطقة الأمازون.
وفى كولومبيا، يمر نهر الأمازون، بأخطر موجة جفاف خلال الخمسين عامًا الماضية، مما يؤثر بشكل خطير على المجتمعات فى المنطقة، وقد أصابت الأزمة النقل النهرى بالشلل، وهو أمر حيوى لربط السكان، وكشفت عن النقص الواضح فى مياه الشرب فى منطقة غنية بالموارد المائية.
تظل السلطات المحلية وسكان منطقة الأمازون الكولومبية فى حالة تأهب فى مواجهة الوضع الذى يعرض بقاء الآلاف من الأشخاص للخطر.
ويعانى الآلاف من سكان مقاطعة إكيتوس، فى منطقة لوريتو، بالفعل من عواقب الصيف المبكر الذى تنبأت به الخدمة الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا فى بيرو (Senamhi) على الغابة البيروفية، وتسببت الظروف الجوية فى انخفاض حاد فى مستوى نهر الأمازون، مما أدى إلى تقطع السبل بالقوارب وتعقيد النقل النهرى فى منطقة تعتبر الأنهار هى الوسيلة الرئيسية للاتصالات.
بالإضافة إلى ذلك فإن هناك أكثر من 420 ألف طفل فى ثلاثة بلدان فى منطقة الأمازون حاليًا يتأثرون بمستويات مثيرة للقلق من ندرة المياه والجفاف، وفقًا لتقديرات جديدة صادرة عن اليونيسف.
ونتيجة لذلك، فإن الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم وحماية الطفل، فضلاً عن أنشطة الزراعة وصيد الأسماك، تتعطل بشكل خطير فى المنطقة، مما يعرض حياة هؤلاء السكان للخطر.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، "على مدى قرون، كانت منطقة الأمازون موطنا لموارد طبيعية قيمة: "إننا نشهد تدمير النظام البيئى الحيوى الذى تعتمد عليه الأسر والذى يحرم العديد من الأطفال من الحصول على الماء والغذاء الكافى، فضلاً عن الرعاية الصحية والمدارس"، "لحماية أطفال الأجيال الحالية والمستقبلية، يجب علينا التخفيف من آثار الأزمات المناخية الشديدة. "إن صحة الأمازون تؤثر أيضًا على صحة جميع الناس على هذا الكوكب."