أكد الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بعمارة الأرض والنفع بها، كما جاء في قوله تعالى: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه".
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن العمل في ذاته يحمل قيمة عظيمة، حتى وإن لم يظهر أثره على الفور، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، وهذا الحديث يعلمنا أن العمل لله تعالى هو غاية التفاني والإخلاص، حتى في اللحظات الحاسمة.
وأشار إلى أن الإمام ابن مالك، صاحب الألفية، قد أوصى ابنه بحفظ بيتين من الشعر في النحو قبل وفاته، مما يعكس الإخلاص والتفاني في طلب العلم والعمل الصالح، حيث قال: "من المحبرة إلى المقبرة"، ويُظهر هذا أن السعي وراء العلم والعمل الصالح يجب أن يكون بكل تفانٍ حتى اللحظة الأخيرة من العمر.
وفيما يتعلق بالأمن المجتمعي، شدد على أن الإخلال بالنظام المجتمعي يعد أمرًا مرفوضًا بشدة في الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان شديد النهي عن أي تصرفات تهدد استقرار المجتمع، مؤكدًا على أن الحفاظ على الأمن أمر أساسي في بناء مجتمع صالح ومستقر.
وأضاف أن حد الحرابة، في الشريعة الإسلامية يأتي كعقوبة لمن يحاول إفساد الأمن أو الإخلال بالنظام المجتمعي، ليكون رادعًا لكل من يعبث بأمن الناس، كما استشهد بحوار سيدنا موسى عليه السلام مع سيدنا هارون عليه السلام، عندما ذكر أن هارون عليه السلام قدم الأمن على الإيمان في موقفه في مواجهة فتنة السامري، موضحا أن المجتمعات التي لا تلتزم بالأمن لن تجد الاستقرار ولا النصح الصالح.
واختتم الدكتور وسام حديثه بالإشارة إلى أن الإيمان والأمان هما وجهان لعملة واحدة، حيث لا يمكن أن يتحقق الاستقرار في المجتمع إلا عندما يكون هناك إيمان حقيقي وأمن قائم.