قالت وكالة أسوشيتبرس الأمريكية إنه رجال الإطفاء فى ولاية كاليفورنيا حصلوا على استراحة بسيطة مع هدوء الطقس خلال الساعات القليلة الماضية بعد أن قضوا عطلة نهاية الأسبوع وهم يكافحون اتساع حرائق لوس أنجلوس التى دمرت آلاف المنازل وقتلت ما لا يقل عن 24 شخصا. إلا أنهم ينظرون بعين الحذر إلى توقعات الأرصاد التى تشير إلى مزيد من الرياح.
وفى حال اشتدت الرياح، فإن المنازل المحترقة والوديان بالفعل قد تشتعل النار بها مجددا، وتنقل الجمر إلى الأراضى غير المحترقة على بعد أميال فى اتجاه الريح، ويمكن أن تؤدى الحرائق الجديدة إلى تعقيد الأمور.
وارتفع عدد قتلى الحرائق مساء أمس الأحد بعد تحديث من الجهات الطبية فى مقاطعة لوس أنجلوس. ومع وجود 16 شخصا على الأقل لا يزالوا مفقودين، فإن السلطات ترجح ارتفاع العدد.
وسمح الهدوء النسبى أمس الأحد لبعض الناس بالعودة إلى المناطق التى سبق إخلاؤها.
وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية تحذيرا شديدا من النيران الخطيرة حتى يوم الأربعاء، مع استمرار الرياح التى تصل سرعتها إلى 80 كيلومتر فى الساعة، والريح فى الجبال الذى يصل إلى 113 كيلومتر فى الساعة. وسيكون يوم غدا الثلاثاء الأكثر خطورة، وفقا لتحذير ملل النيران دينس بارنز.
وقال بيرنز أمس الأحد: "ستكون هناك موجة مد وجزر على مدار اليومين المقبلين، وفى ليلة الغد ستزداد شدة الحرائق بشكل كبير".
وقال بيرنز أن الحرائق الجديدة الناجمة عن نفخ الجمر قد حدث على مسافة تصل إلى 3.2 كيلومتر أو أكثر فى اتجاه الريح من المناطق التى احترقت بالفعل.
يأتى هذا فى الوقت الذى يعمل فيها المسئولون على إنشاء قاعدة بيانات على الإنترنت للسماح للسكان الذين تم إجلاؤهم بمعرفة ما إذا كانت منازلهم قد تضررت أو دمرت. وفى الوقت نفسه، حثت رئيسة الإطفاء فى مدينة لوس أنجلوس كريستين كرولى الناس على الابتعاد عن الأحياء المحروقة.
وفى الوقت الذى لا تزال فيه حرائق الغابات مشتعلة وتحرق أجزاءً كبيرة من مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، فإن عمدة المدينة كارين باس وغيرها من المسئولين المحليين كانوا على اتصال مع أعضاء من الإدارة القادمة بشأن زيارة محتملة من جانب الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وبحسب ما ذكرت قناة CBS News، فإن باس قالت عند سؤالها من الصحفيين، الأحد، عما إذا كانت تشعر بالقلق بشأن عداء من ترامب وفريقه، أجابت بالنفى. وأكدت باس أنها على تواصل مع عدد من الأعضاء البارزين فى فريق ترامب.
وقال باس إنها شاركت فى دعوة الرئيس القادم للمجئ إلى لوس أنجلوس، شاركت مع الحاكم، وتحدثت مباشرة مع الإدارة القادمة فى اليوم السابق وكانت مكالمة جيدة.
وأشارت باس إلى أن فريق ترامب قدم ردا إيجابيا بشأن الزيارة المحتملة، على الرغم من أنه لم يتم تأكيد تاريخ محدد بعد.
ويوم الجمعة، أرسل حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم خطابا لترامب يدعوه للمجيء إلى الولاية لمشاركته فى استطلاع الدمار الواسع الذى سببته الحرائق القاتلة. وجاء هذا بعد أن ألقى ترامب اللوم على نيوسوم وقادة لوس أنجلوس فى الكوارث الطبيعية، وقال أن قرارتهم فاقمت من الأزمة.
من ناحية أخرى، تتزايد الانتقادات لعمدة لوس أنجلوس بسبب إدارتها للأزمة، وقالت صحيفة نيويورك تايمز أن باس، التى كانت موجودة خارج البلاد عندما اشتعلت الحرائق، تواجه انتقادات من سكان لوس أنجلوس، وقال كثيرون منهم انه لم تكن هناك تحذيرات كافية من المسئولين بشأن احتمالية الحرائق المدمرة، حتى على الرغم من أن توقعات الأرصاد الجوية تنبأت بخطر شديد.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن كارين باس، عضو الكونجرس السابقة والديمقراطية التى تم انتخابها عمدة للوس أنجلوس فى 2022، كانت فى غانا يوم الثلاثاء الماضى، وقت بداية اشتعال الحرائق، ضمن وفد أرسله الرئيس بايدن للمشاركة فى تنصيب رئيس البلاد الجديد.
ولم تعد باس إلى لوس أنجلوس إلا ظهر الأربعاء، بعد أن احترق أكثر من ألف منزل واضطر أكثر من 100 ألف شخص على ترك منازلهم.
وكانت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية فى لوس أنجلوس قد بدأت فى التحذير من "ظروف جوية قاسية للحرائق" يوم الأربعاء، وأصبحت التحذيرات أكثر خطورة يوم الأحد، مشيرة إلى "نمو سريع للحرائق وسلوك متطرف مع أى حرائق تندلع".
إلا أن كارين باس نشرت تحذيرها الأول على X بشأن عاصفة الرياح يوم الاثنين، عندما كانت بالفعل فى غانا. لم يرسل مكتبها بيانًا إخباريًا حول خطر الحرائق حتى حوالى الساعة 11 صباحًا يوم الثلاثاء، بعد اندلاع الحريق فى باسيفيك باليساديس بالفعل.
من ناحية أخرى، رصدت صحيفة نيويورك تايمز تزايد الطلب على رجال الإطفاء "البرايفت" للقيام بالعمل بشكل خاص بعيدا عن التعاقد الحكومى، وذلك لإطفاء الحرائق المستعرة فى لوس أنجلوس منذ أيام.
وذكرت الصحيفة أن استئجار أطقم مكافحة الحرائق الخاصة يتكلف آلاف الدولارات فى اليوم، وأغلب هؤلاء يعملون بعقود حكومية أو مع شركات التأمين. لذلك يقوم الأثرياء من أصحاب الممتلكات فى لوس أنجلوس بمهاتفتهم وطلب خدماتهم بشكل مباشر.
وأشارت الصحيفة إلى أن ريك كاروسو، الملياردير مطلور العقارات الذى يمتلك مركزا للتسوق فى باليساديس، تشاور مع موظفى الأمن الخاصين به لإرسال رجال إطفاء من ولاية أريزونا للعمل بشكل خاص لإنقاذ مركزه التجارى، يوم الثلاثاء الماضى، ولم يسمه بالفعل ضررا كبيرا. وقال إنه حاول أيضا دون نجاح إنقاذ المنازل القريبة منه.
وبحلول صباح الأربعاء، وبعد أن جفت صنابير المياه فى المنطقة أو اصبح ضغطها ضعيفا، استدعى كاروسو شاحنات مياه خاصة للمساعدة.
قال السيد كاروسو، الذى ترشح لمنصب عمدة لوس أنجلوس فى عام 2022 وخسر أمام كارين باس، فى مقابلة يوم الأربعاء: "ممتلكاتنا قائمة. كل شيء حولنا اختفى. الأمر أشبه بمنطقة حرب".
ومع استمرار اشتعال الحرائق، أعرب المسؤلون والعديد من ملايين الأشخاص الذين يعيشون فى لوس أنجلوس عن حالة من الغضب والصدمة والإحباط إزاء الكيفية التى طغت بها الحرائق على جهود استجابة الطوارئ، على الرغم من كونها غير مسبوقة. وأصبح السؤال الأساسى المطروح هو ما إذا كان بإمكان إدارات الإطفاء فى المدينة والمقاطعة استئجار رجال إطفاء إضافيين بسرعة أكبر، وما إذا كان مثل هذه التعبئة الأسرع كانت لتمنع الحرائق من الانتشار بهذه السرعة.
إلا أن بعض أصحاب العقارات لم يعتمدوا على الوكالة الحكومية، ولجأوا بدلا من ذلك غلى رجال إطفاء للعمل بشكل خاص، مثل الذين ساعدوا فى إنقاذ ممتلكات كاروسو. وتقول نيويورك تايمز أن هؤلاء أصبحوا موردا مرغوبا فيها فى بعض المجتمعات الأكثر ثراءً فى جنوب كاليفورنيا، والأكثر تعرضا للحرائق.