يواصل الوسطاء من مصر وأمريكا وقطر جهودهم المكثفة لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار وإنجاز صفقة لتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، وسط مؤشرات إيجابية بإمكانية الإعلان عن التوصل لاتفاق بنهاية الأسبوع الجاري.
ونجح الوسطاء في تحقيق اختراق حقيقي في العملية التفاوضية والدفع نحو التوافق بين حماس وإسرائيل على بعض البنود الخلافية في مسود الاتفاق التي قدمت إلى الطرفين خلال الساعات الماضية، ويترقب الشارع الفلسطيني لا سيما في غزة الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
في القاهرة، قال مصدر مطلع إن الجهود المصرية القطرية تهدف لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في أسرع وقت، مشيرا إلى وجود جولات مكثفة من محادثات غزة مقررة في العاصمة المصرية لوضع للمسات الأخيرة على التفاصيل المتبقية من اتفاق التهدئة.
فيما، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية محمد الأنصاري، اليوم، الثلاثاء، وجود تفاصيل عالقة بين حركة حماس وإسرائيل في مفاوضات وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الجزء الأكبر من هذه التفاصيل يرتبط بآلية التنفيذ.
أوضح المتحدث باسم الخارجية القطرية في مؤتمر صحفي من العاصمة القطرية أن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيكون بعد وقت قصير جدا من التوصل إليه، مشيرا إلى أن المفاوضات وصلت إلى المراحل النهائية بشأن الاتفاق، مضيفا: "نأمل أن نحصل على أخبار جيدة بشأن اتفاق غزة".
وأضاف الأنصاري: لا نخوض في تفاصيل ما يجري في المفاوضات وسلمنا مسودات الاتفاق للطرفين ولكنا تجاوزنا العقبات الرئيسية في الخلافات بين الطرفين بشأن الاتفاق.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية القطرية أن حماس وإسرائيل في نقطة هي الأقرب للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، مؤكدا تسليم الوسطاء لمسودات لاتفاق وقف إطلاق النار إلى حماس وإسرائيل وتجري المحادثات الآن بشأن التفاصيل النهائية.
بدورها، قالت قيادة حركة حماس إنها تجري سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية، حيث وضعتهم في صورة التقدم الحاصل في المفاوضات الجارية في الدوحة.
وعبر قادة القوى والفصائل الفلسطينية - بحسب بيان لحماس - خلال هذه الاتصالات عن ارتياحهم لمجريات المفاوضات، مؤكدين ضرورة الاستعداد الوطني العام للمرحلة القادمة ومتطلباتها.
وأكدت حماس والقوى المختلفة على استمرار التواصل والتشاور حتى إتمام اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي وصل إلى مراحله النهائية، معبرين عن أملهم أن تنتهي هذه الجولة من المفاوضات باتفاق واضح وشامل.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية وصلت إلى "مراحل متقدمة"، ومن المتوقع الإعلان قريبًا عن اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين.
ويشمل الاتفاق المرتقب إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا في المرحلة الأولى، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن 55 ومرضى.
ومن المقرر تنفيذ المرحلة الأولى على مدى 42 يومًا، مع بدء الإفراج عن الرهائن المدنيين، ثم المجندات.
وعلى الجانب الفلسطيني، سيتم السماح لسكان غزة بالعودة إلى المناطق الشمالية من القطاع ضمن ترتيبات أمنية محددة.
بدوره، أكد وليد العوض عضو المجلس المركزي الفلسطيني أن الدولة المصرية لم تدخر جهدا منذ اليوم الأول للعدوان المستمر على قطاع غزة، مشيدا بالموقف السياسي المصري الذي كان واضحا بالتاكيد على وقوف مصر الدائم مع الشعب الفلسطيني ورفض العدوان كما كان حاسماً في رفض التهجير نحو سيناء وفق ما خطط له الاحتلال.
وأشار "العوض" في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من شمال غزة إلى أنه ومنذ لحظات العدوان الأولى قدمت مصر العديد من المبادرات والرؤي لوقف المحرقة والحد من استمرار الخسائر، مؤكدا أن مصر واصلت دورها دون كلل في أطول مفاوضات غير مباشرة، ولم تكن مصر فيه مجرد وسيط بل داعم ومؤيد للحقوق الفلسطينية، لافتا إلى أن هذا الدور أكسب مصر مكانة إضافية بما يمكنها من قطع الطريق على محاولات تجاوز دورها المركزي على المستوى الاقليمي والعالمي.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، يُتوقع الإفراج عن حوالي 1300 أسير فلسطيني في المرحلة الأولى، مع التركيز على نقل المعتقلين المدانين بعمليات قتل إلى قطاع غزة أو دول أخرى.
ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الثانية من الاتفاق بعد 16 يومًا من تنفيذ المرحلة الأولى، لتشمل الإفراج عن 65 أسيرا إسرائيليا سواء أحياء أو جثامين.
في الوقت نفسه، رفض مصدر حكومي إسرائيلي طلب حركة حماس بتضمين جثمان السنوار في الصفقة، مشددًا على أن ذلك "لن يحدث".
على جانب آخر، قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إنه يعتقد أن اتفاقا بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة قد يكتمل بحلول نهاية الأسبوع.
وأضاف ترامب، في مقابلة مع موقع "نيوز ماكس": "نحن قريبون جدًا من التوصل إلى صفقة، وعليهم إنجازها، إذا لم يتمكنوا من إنجازها، فستكون هناك الكثير من المشاكل هناك، الكثير من المشاكل التي لم يروا مثلها من قبل، وسوف ينهونها. وأنا أفهم أنهم ينهونها، وربما بحلول نهاية الأسبوع. لكن يجب أن يتم ذلك".
في غزة، أكد المحامي الفلسطيني حسن الأستاذ أن مصر تعتبر واحدة من الدول العربية الرائدة التي لعبت دورًا محوريًا في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والحفاظ على قضيته العادلة خاصة في ظل حرب الإبادة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث برزت مصر كداعم رئيسي للشعب الفلسطيني ليس فقط على المستوى السياسي والدبلوماسي ولكن أيضًا على المستوى الإنساني وسعت بكل جهد لمنع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وحماية حقوقهم المشروعة.
وأشار المحامي الفلسطيني في تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أنه منذ اللحظات الأولى للحرب على غزة كان لمصر دور دبلوماسي نشط في المحافل الدولية والإقليمية من خلال دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار ومناشدتها المجتمع الدولي للتدخل العاجل لإنهاء المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، مع تأكيدها القوي على ضرورة احترام القانون الدولي وحماية المدنيين من الاعتداءات الوحشية التي يتعرضون لها من قبل جيش الاحتلال.
وأوضح أنه على المستوى الإقليمي عملت مصر على توحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية؛ فقد استضافت القاهرة عدة اجتماعات عربية ودولية لبحث سبل إنهاء الصراع ودعم حقوق الشعب الفلسطيني على مبدأ "حل الدولتين" الذي يُعتبر الحل الأمثل لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
وأشاد المحامي افلسطيني بالدور الكبير الذي لعبته مصر منذ بداية الحرب على غزة وهو سعيها الحثيث لمنع تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه باعتباره أحد الأهداف التي كانت يعمل عليها جيش الاحتلال خلال حربه ضد المدنيين، مشيدا بالتحذيرات المصرية الواضحة من أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرًا معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولحقوق الإنسان، وعملت مصر على تعزيز التضامن العربي والدولي لمواجهة أي مخططات تهدف إلى تغيير الواقع الديموجرافي في الأراضي الفلسطينية وقد نجحت مصر من خلال تحركاتها الدبلوماسية في لفت انتباه العالم إلى خطورة هذه القضية مما أدى إلى زيادة الضغط الدولي على الاحتلال لوقف أي محاولات تهجير.
يُعد دور مصر في حماية حقوق الشعب الفلسطيني دورًا متعدد الأبعاد حيث شمل أيضًا الجوانب القانونية والسياسية فقد دعمت مصر بقوة إلى محاسبة الاحتلال الذي ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني سواء من خلال المحاكم الدولية أو عبر آليات الأمم المتحدة ودعت مصر إلى ضرورة إعادة إحياء عملية السلام العادلة والشاملة التي تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية بما في ذلك حق تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقد أكدت مصر أن أي حل دائم يجب أن يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة بما في ذلك حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وأضاف: على الصعيد الإنساني فالدور المصري كان واضحاً في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، فمنذ بداية الحرب فتحت مصر معبر رفح في عدة مراحل لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بما في ذلك الأدوية والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية، كما سمحت بسفر الجرحى والمرضى الفلسطينيين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية مما ساهم ذلك في إنقاذ وعلاج حياة المئات، كما أطلقت مصر حملات شعبية ورسمية لجمع التبرعات لدعم الشعب الفلسطيني مما يعكس التضامن الكبير بين الشعبين المصري والفلسطيني ولم تكتفِ مصر بالدعم المادي بل قدمت أيضًا دعماً لوجستياً وفنياً لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين في الوقت المناسب.
وفي ظل التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية تبقى مصر شريكًا أساسيًا في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحماية مصالحه فمن خلال دورها الدبلوماسي النشط ودعمها الإنساني الكبير وسعيها الحثيث لمنع التهجير القسري، أثبتت مصر أنها حصن منيع للقضية الفلسطينية، واستمرار هذا الدور سيظل عاملًا رئيسيًا في تحقيق السلام العادل والدائم الذي يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويضمن له العيش بكرامة وسلام.
في غزة، تدخل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة يومها الـ466 على التوالي، إذ كثفت آلة القتل الإسرائيلية الغارات الجوية والقصف المدفعي في مختلف مناطق قطاع غزة، ففي خان يونس استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلاً بحي المنارة جنوب مدينة خانيونس.
وأفادت مصادر فلسطينية باستشهاد 12 نازحا، بينهم نساء وأطفال، أثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمنزلهم صباح اليوم الثلاثاء في خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية، بارتقاء 10 شهداء في قصف إسرائيلي على منزل عائلة مسمح الذي يؤوي نازحين من عائلة عابد بحي المنارة جنوبي مدينة خان يونس، مشيرة إلى أنه جرى انتشال 4 شهداء، مبينة أن طواقم الإنقاذ تجري عمليات انتشال الآخرين
وفي دير البلح، اشتعلت النيران في خيام النازحين على شاطئ دير البلح جراء قصف للاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، قال المدير الطبي للمستشفى الإندونيسي، إن الاحتلال استهدف الطابق الثاني للمستشفى أمس وخلف دماراً كبيراً، مشيرًا إلى أنه دمر مولدات الكهرباء ومحطات الأكسجين في المستشفى.
في السياق نفسه، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة التقرير الاحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الاسرائيلي المستمر لليوم الـ 466 على قطاع غزة، مؤكدة ارتكاب الاحتلال الاسرائيلي 4 مجازر ضد العائلات النازحة في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 61 شهيدا و281 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأكدت الصحة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 46,645 شهيدا و110,012 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.
في تل أبيب، دعا رئيس حزب "عوتسما يهوديت" ووزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن جفير، الثلاثاء، وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إلى توجيه تهديد مشترك من حزبيهما بالانسحاب من الحكومة الإسرائيلية، في محاولة لمنع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من الموافقة على صفقة وقف الحرب على غزة وتبادل أسرى.
واعتبر بن جفير، في مقطع فيديو، أن "الصفقة الجاري نسجها هي صفقة استسلام لحماس. وأدعو زميلي الوزير بتسلئيل سموتريتش إلى الانضمام إليّ، وأن نتعاون معا ضد صفقة استسلام لحماس. وعوتسما يهوديت وحده ليس قادرا على منع الصفقة، وأقترح أن نتوجه سوية إلى رئيس الحكومة ونبلغه بأنه إذا مرر الصفقة سننسحب من الحكومة".