أصبحت التجمعات التنموية التي نفذتها الدولة في مناطق وسط سيناء، مثالًا حيًا على التحول الكبير الذي شهدته الأرض الصحراوية في قلب سيناء، وهذه المشروعات لم تقتصر على تحقيق أهداف التنمية فقط، بل ساهمت في إعادة الحياة إلى مناطق كانت في السابق قاحلة ومنسية، واستطاعت الدولة من خلالها إنشاء نقاط تنموية جديدة تساهم في عملية الإعمار والزراعة واحتلال المساحات الصحراوية الشاسعة التي لم يُستفد منها سابقًا.
بدأت الجهات التنفيذية بمحافظة شمال سيناء، بالتعاون مع باقي الجهات المعنية، بتسليم المنازل والأراضي الزراعية للمنتفعين من مختلف محافظات مصر، بعد أن وُجهت الدعوات للمتقدمين للاستفادة من هذه التجمعات التنموية عبر إجراءات تمليك تهدف إلى استقرار المواطنين في الأراضي المحددة لهم، ويحصل كل مستفيد على منزل و5 أفدنة زراعية في هذه التجمعات التي تم تجهيزها بكل ما يلزم من خدمات.
وحسب البيانات الرسمية لمحافظة شمال سيناء، تم تجهيز 10 تجمعات تنموية في المنطقة، منها 6 تجمعات بمركز نخل و4 تجمعات بمركز الحسنة، وشملت هذه التجمعات كافة الخدمات الأساسية، مثل المدارس، المساجد، الملاعب الرياضية، المحلات التجارية، إضافة إلى البنية التحتية التي تضمنت آبار مياه، خزانات تخزين المياه، وغرف تحكم للكهرباء.
تقدم هذه التجمعات نموذجًا مثاليًا للتنمية المستدامة التي تُعنى بتوفير فرص عمل جديدة للشباب وتحقيق استقرار المواطنين في أرض سيناء. ففي مركز نخل، تم إنشاء تجمعات مثل النثيلة 1، النثيلة 2، طويل الحامض، صدر الحيطان، والتمُد، أما في مركز الحسنة فقد تم إنشاء تجمعات مثل "الخفجة"، "خشم القاد"، "الدفيدف"، "النوافعة"، و"الكيلو 61 ببغداد".
هذه التجمعات تحتوي على 5 أفدنة لكل مستفيد، بالإضافة إلى منزل مجهز بالكامل، تشمل جميع الخدمات الضرورية من مدارس ومساجد وميادين رياضية، مما يوفر للمواطنين بيئة حيوية مناسبة للعيش والعمل.
أعرب عدد من سكان سيناء عن ارتياحهم لهذه المبادرة التنموية التي غيرت واقعهم بشكل كبير، الشيخ عطية أبو قردود، من رموز قبائل مركز نخل، تحدث عن أهمية هذه التجمعات قائلاً: هذه التجمعات تعكس رؤية الدولة في تحسين حياة المواطن السيناوي اليوم، بعد أن كان الكثيرون يعتقدون أن الحياة في سيناء صعبة، أصبحت لدينا الآن فرص عمل وزراعة وسكن، وهذه المبادرات ستعزز من استقرارنا وتساهم في رفع مستوى معيشتنا".
أما الشيخ عبدالله جهامة من رموز مركز الحسنة، فقد أضاف قائلاً: "نحن في وسط سيناء كنا نعاني من عزلة، ولكن هذه التجمعات جعلت لدينا طموحات جديدة في الزراعة والإعمار، وإن توفير 5 أفدنة لكل أسرة يشجع على التوسع في الزراعة، وهذا سيسهم في توفير احتياجاتنا من الغذاء ويوفر فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة".
وأشار الشيخ بلال سويلم، من رموز مركز الحسنة أيضًا، إلى أن هذه التجمعات ستكون خطوة كبيرة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي للمنطقة.
وقال: "الفرص التي تقدمها هذه التجمعات للشباب كبيرة جدًا، يمكننا استثمار الأرض في الزراعة والأنشطة الأخرى، وهذا يعني خلق فرص عمل جديدة ورفع مستوى المعيشة.
يعتبر إنشاء 3 مراكز خدمات زراعية متكاملة لخدمة مشروعات التجمعات التنموية من أبرز خطوات دعم الأنشطة الزراعية. هذه المراكز ستكون مسؤولة عن تقديم الاستشارات الفنية للمزارعين الجدد وتوفير المواد والمعدات الزراعية اللازمة.
وفي هذا السياق، أكدت محافظة شمال سيناء على توفير الدعم المستمر للمستفيدين من هذه التجمعات الزراعية، مشيرة إلى أن كل شخص حصل على أرضًا زراعية ومسكنًا سيحظى أيضًا بتدريب مستمر على أساليب الزراعة الحديثة، لضمان نجاح المحاصيل وتحقيق أعلى مستوى من الإنتاج.
وأعلنت محافظة شمال سيناء ، أنه في إطار دعم القطاع الزراعي وتنمية المجتمع السيناوي، أطلقت وزارة الزراعة حملة لتوزيع السماد العضوي على المزارعين في التجمعات التنموية بمحافظة شمال سيناء، وذلك بعد زيارة وزير الزراعة واعتماده لهذه الكمية لدعم الزراعة المحلية.
وأعرب اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء، نيابة عن المحافظة والمزارعين، عن شكره لوزير الزراعة على دعمه المستمر، مؤكداً أن هذه الخطوة تُعد إضافة مهمة للجهود المبذولة لدعم المزارعين بوسط سيناء وتشجيعهم على تحسين الإنتاجية الزراعية.
من جهته، أشرف اللوء عاصم سعدون نائب المحافظ على عملية توزيع السماد، مع استمرار توزيع الكميات المتبقية على مختلف التجمعات لضمان وصول الدعم إلى جميع المستحقين.
.jpeg "التجمعات التنموية في وسط سيناء (1)")
ازدهار الزراعة فى وسط سيناء
.jpeg "التجمعات التنموية في وسط سيناء (2)")
تجمعات تنموية بوسط سيناء
.jpeg "التجمعات التنموية في وسط سيناء (3)")
تعمير فى كل مكان
.jpeg "التجمعات التنموية في وسط سيناء (4)")
التجمعات التنموية في وسط سيناء
