تعد صناعة السكر واحدة من أقدم الصناعات المصرية التي بدأت على يد محمد علي باشا عام 1818، بالتزامن مع التوسع في زراعة محصول القصب على مساحات واسعة من أراضي صعيد مصر، وخاصة في المنيا.
وذكر الكاتب البريطاني جيمس ماكوان في كتابه “مصر كما هي” أن الخديو إسماعيل أقام 19 مصنعاً لإنتاج السكر في مصر عام 1868، كان أبرزها في أبوقرقاص بالمنيا، ليسجل بذلك تاريخاً طويلاً ومشرفاً لهذه الصناعة الحيوية، غير أنه توقف لمدة عام عن العمل، وكان ذلك أحد أهم الملفات التى عمل عليها اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا خلال الاشهر القليلة الماضية وهى مدة توليه المحافظة، لإعادة المصنع من جديد إلى الإنتاج، تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسى بإحياء الصناعات الاستراتيجية ومنها السكر.
وكانت لحظات تشغيل الماكينات داخل المصنع ايذانا بعهد جديد فى الصناعة داخل هذا المصنع العريق، ليكلل جهود المحافظة بالانتاج وانطلاق عهد جديد بين المزارعين ومصنع السكر
قال الكيميائى صلاح فتحى، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لشركة السكر والصناعات التكاملية، أن مصنع أبوقرقاص من أقدم مصانع السكر فى مصر و الشرق الأوسط ويضم المصنع نحو 1800 عامل بخلاف العمالة غير المباشرة مثل السائقين والعاملين في كسر وشحن القصب، و تشغيل المصانع بكامل طاقتها الإنتاجية سيساهم في سد الفجوة الحالية بين الإنتاج والاستهلاك من السكر، التي تتراوح ما بين 500 إلى 800 ألف طن سنويا، ويُنتج المصنع جزءاً من إجمالي الإنتاج المحلي للسكر، والذي يتراوح ما بين 2.4 مليون طن إلى 2.8 مليون طن سنوياً.
واضاف العضو المنتدب قائلا، أن تشغيل مصنع سكر ابوقرقاص هذا العام، اول مصنع من مصانع شركة السكر على مستوى الجمهورية يبدأ في استقبال محصول القصب مرة اخرى بعد توقفه العام الماضي عن انتاج السكر من القصب فقط، موجهاً الشكر لمحافظ المنيا على تقديم كافة الدعم لنجاح الشركة في بدء المصنع من جديد.
واوضح العضو المنتدب قائلا أن الشركة استعدت بتجهيز كل القطاعات وصيانة المعدات و الآلات والجرارات الزراعية وعربات النقل الثقيل بمصانع ابوقرقاص، و يوفر المصنع العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وسوف يتم تقديم كافة الدعم للمزارعين وتوفير كافة احتياجاتهم
واكد العضو المنتدب على الأهمية الاقتصادية لمحصول قصب السكر نظرا لارتباطه بالعديد من الصناعات الأخرى كالسكر المبلور والمولاس والعسل الصناعي والكحول بجميع مشتقاته والخل وحامض الخليك الثلجي وخميرة الأعلاف وغاز ثاني أكسيد الكربون والفيناس والمذيبات العضوية والمواد اللاصقة وكبريتات الصوديوم وخميرة الخبز الطازجة والجافة والعطور ومستحضرات التجميل والزيوت والعجائن العطرية ومكسبات الطعم والراحة،و هناك حوافز لزيادة الكمية الموردة، وتشجيع المزارعين على زيادة المساحة المزروعة الغرس الربيعي والخريفي وزيادة إنتاجية الفدان.
فيما قال اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، أنه بعد توقف مصنع السكر العام الماضي عن إنتاج السكر من القصب، و عقب جهود المحافظة بكافة أجهزتها المعنية في دعم المزارعين والتواصل معهم لتعزيز الإنتاج وتذليل العقبات وتقديم كافة التسهيلات لهم من أجل ضمان زيادة الإنتاج وتحقيق الاستدامة الزراعية التي تساهم في النهوض بالاقتصاد الوطني، عاد المصنع من جديد لانتاج السكر من القصب.
ولفت كدوانى إلى أن قصب السكر هو أحد المحاصيل الاستراتيجية التي تتميز بها المحافظة وتقدر المساحة المنزرعة حوالي 27 ألف فدان تقريبا، ويعمل مصنع سكر أبو قرقاص، بطاقة إنتاجية 6 آلاف طن قصب يوميا، و6 آلاف طن بنجر يوميا، إلى جانب العديد من المنتجات الأخرى، التي يتم استخراجها من عصير قصب السكر، والتي تتنوع ما بين (الكحول النقي، وخميرة للأعلاف الحيوانية، و علف حيواني).
وقال المحافظ أن قرار نقل المحصول مجانا من الزراعات حتى تسليمه لمصنع السكر، جاء لتحفيز المزارعين على اعمال التوريد، وكذلك تشجيع المزارعين على زيادة المساحة المزروعة العام القادم، وذلك لإعادة هذا الصرح العملاق إلى العمل بكامل طاقته الانتاجية من جديد.
مصنع السكر، سكر ابوقرقاص، صناعة السكر، اخبار المنيا، محافظة المنيا
وأكد المحافظ على ضرورة مواصلة العمل والإنتاج لتنمية هذه الصناعة، وتشجيع المزارعين على زراعة تلك المحاصيل الاستراتيجية المهمة، والتوسع في زراعتها وزيادة الإنتاجية، و تولى المحافظة اهتماما خاصا بدعم القطاع الزراعي ومساندة مزارعي قصب السكر في مواجهة التحديات، انطلاقا من أهمية هذه الزراعة كمصدر رئيسي للإنتاج المحلي.
اثناء-تحميل-السكر-_1
اثناء-تغليف-السكر-
احد-العمال-اثناء-تححميل-السكر-
السكر-بعد-التغليف-