في ظل عالم يشهد تحولات متسارعة وأحداثاً مؤلمة، يأتي صوت الحكمة ليبعث في النفوس الأمل والتفاؤل، وفى ضوء أنوار الميلاد، نستمع إلى صوت رجل دين يحمل هموم شعبه، ويتطلع إلى مستقبل أفضل.
والتقى اليوم السابع المطران سامى فوزى، مطران الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية في مصر فى حوار شيق، متحدثا عن معنى الميلاد في ظل هذه الظروف، وعن آماله وطموحاته لمصر والعالم.
وقال المطران سامى فوزى مطران الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية في مصر إن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد هذا العام كان مميزا، حيث شاركنا ممثل عن الرئيس السيسى إلى جانب العديد من الهيئات الإسلامية العريقة في مصر حيث جاء ممثل عن الأزهر الشريف وومثل عن دار الإفتاء المصرية وكانت التهنئة تلمسنا جميعا ففرحتنا بالعيد لا تكتمل بدون إحساسنا بالمحبة الموجودة بالمجتمع.
وذكر المطران سامى فوزى، أن أمنياته في 2025 هي أمنيات كل المصريين أن يكون هناك رخاء العام القادم ونختبر بركة الله على السنة القادمة فصلواتنا ودعائنا لعام 2025 أن يكون ملئ بالبركة ويكون فيها اقتصاد أفضل وسلام في كل المنطقة.
وتحدث مطران الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية عن اختلافات الكنائس في الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ما بين 25 ديسمبر و7 يناير، مؤكدا أنه كان يوجد التقويم اليوليانى الذى صنعته الإمبراطورية الرومانية وهو تقويم أقل تعقيدا من تقويم الفراعنة فالفراعنة كانوا يقسمون السنة إلى 365 يوم وربع وكان لهم نظام في هذا التقسيم وبالتالى كان هناك فارق زمنى بين التقويمين يصل إلى 12 يوم فارق وتبنت الكنيسة الغربية التقويم الجديد لكن الكنيسة الشرقية استمرت بنفس التقويم القديم فهذا هو الذى صنع الفرق بين بين الموعدين.
وحول رسالة عيد الميلاد 2025 ذكر أنها رسالة نور لأن المسيح حينما أتى أتى بنور يكشف عن ظلمة وهى سنة جديدة نطلب فيها أن ينير الله حياتنا، مؤكدا أن عام 2024 كانت مليئة بالأحداث المؤلمة ورأينا أحبائنا في غزة الذىن يعانون حتى اليوم وفى لبنان والسودان وسوريا وأملنا ورجائنا أن تنتهى كل هذه الصراعات فليس هناك معنى لإراقة الدماء والصراع الذى يحدث في كل المناطق نتمنى أن ينتهى ويعيش الجميع في سلام وأمان فرسالة العيد رسالة سلام للجميع ومنهم المهمشين والفقراء.
وأشار إلى أن مصر أكثر دولة ذكرت في الكتاب فمنذ وقت سيدنا إبراهيم وسيدنا يوسف والنبى موسى وبعض الأنبياء رحلة العائلة المقدسة وزيارتهم للعديد من المناطق فهى لها مكانة خاصة جدا ويوجد أيات في الكتاب المقدس تقول "مبارك شعبى مصر" ومن مصر دعوت ابنى والعديد من الأيات الأخرى، فنحن شعب مبارك ومهما كانت الأوضاع حولنا تظل مصر أمنة ومستقرة فهذه بركة ربنا لنا كشعب مصر.
وأشار إلى أن العلاقات المسيحية الإسلامية متميزة في الكنيسة الأسقفية حيث يوجد المركز المسيحى الإسلامي بقيادة المطران منير حنا والهدف هو التكامل بين المؤسسات واستكمال رحلة الإيمان المسيحى للقادة المسلمين والأكاديميين وهناك رحلة تعلم وزيارات متكررة للأزهر الشريف ونتبادل المحبة والود بشكل كبير وهذا ما أعتدنا عليه في مصر.
وتحدث حول قانون الأحوال الشخصية قائلا إن هناك مشكلة كبيرة تتعلق بالحياة الشخصية لكل عائلة داخل الطائفة وداخل الكنيسة مثل موضوع الزواج وبطلان الزواج والطلاق وتتمنى الكنيسة وجود قانون موحد يمس حياة الأسرة.
وحول الشخصيات المؤثرة في حياة المطران سامى فوزى، قال إنه لا ينسى دور من سبقوه وكان لهم تأثير كبير في خدمته سنوات طويلة فهو رسم في الكنيسة من سنة 1990 وكان المطران غيث له تأثير كبير جدا وقيادة المطران منير للكنيسة ومن قادوا الكنيسة بطريقة روحية، فالكنيسة الأسقفية الإنجيليكانية موجودة في أكثر من 164 دولة وبدأت في مصر منذ 1839، وكانت أول كنيسة في الإسكندرية وتخدم الأجانب في هذا الوقت وأنتشرت في بعض المحافظات في الدلتا وبورسعيد والسويس وبدأت الكنيسة من حوالى 200 سنة ومرت بتطورات كثيرة خلال السنوات الماضية وتواجدنا الأكبر في أفريقيا بالإضافة إلى تواجدنا في أسيا وأوروبا.
وذكر أنه يتواصل طوال الوقت مع رئيس أساقفة القدس ويتمنى أن يساعد بكل الأشكال من أجل أهل غزة وأبدى حزنه الشديد من أخبار قصف المستشفيات وقتل الأطفال وهو نفس ما حدث منذ 2000 سنة مع جرائم قتل الأطفال الرضع، فما ذنب الأطفال الذين يموتون بسبب صراعات سياسية، ولذلك نتمنى أن يكون عام 2025 عام السلام لأن المسيح هو رئيس السلام.
ووجه المطران سامى فوزى رسالة شكر ومحبة وتقدير إلى الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف قائلا إنه يتمنى أن تقوى العلاقات أكثر وأكثر من الماضى، وقال عن البابا تواضروس إنه شخصية محبة للوحدة بين كل الطوائف الكنسية ومنفتح على كل الاختلافات ويقدم كل محبة لهم.
وأختتم المطران سامى فوزى حواره بأنه يصلى من أجل بلادنا مصر ومن أجل الرئيس السيسى وكل من هو في منصب ومن أجل أن تكون 2025 سنة مليئة بالبركة والإزدهار.
المطران سامى فوزى مع الزميل محمد الأحمدى
المطران سامى فوزى والزميل محمد الأحمدى
المطران سامى فوزى
جانب من اللقاء
جانب من المقابلة