إذا كنت تشعر باليأس من حالة العالم، فيمكنك على الأقل، وفقًا لبعض العلماء أن تكون شاكراً لأن هذا ليس عام 536 ميلادية، إذ أن علماء العصور الوسطى، وليس علماء القرن الحادي والعشرين، هم من وصفوا عام 536 ميلادية بأنه أسوأ عام في الحياة.
ويعتقد المؤرخون أن بركانًا هائلاً ثار في ذلك العام، فملأ الهواء بالرماد البركاني، وبالطبع، لم يكن لدى غالبية الأشخاص المتضررين من الكارثة أي فكرة عما كان يحدث فقد عرفوا فقط أن العالم أصبح مظلمًا للغاية لفترة طويلة جدًا.
ولم تشرق الشمس في أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا لمدة 18 شهرًا كاملة أو كما قال المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس، بثت الشمس ضوءها بدون سطوع، مثل القمر، طوال العام، وفقا لما ذكره موقع هيستورى فاكت.
في ذلك الصيف، انخفضت درجات الحرارة بأكثر من 30 درجة في أجزاء من أوروبا وآسيا (حتى تساقطت الثلوج في الصين)، لذا فشلت المحاصيل، مما أدى إلى انتشار المجاعة والجوع والركود الاقتصادي.
كتب العديد من الأشخاص عن هذا في ذلك الوقت فقد اختفت الشمس بين عشية وضحاها، بعد كل شيء - لكن الأكاديميين لم يأخذوا الروايات على محمل الجد حتى أواخر القرن العشرين.
في عام 1983، تم افتراض أن ثوران بركاني هو مصدر الظلام، ولاحظ الباحثون الذين فحصوا حلقات الأشجار في أيرلندا في التسعينيات حدوث انخفاض حاد في درجات الحرارة في القرن السادس.
وفي عام 2018، نشر باحثون دراسة تشير إلى بركان باعتباره السبب المحتمل فى تلك الكوارث بعد تحليل نوى الجليد المحفورة من الأنهار الجليدية.
وقال المؤرخ مايكل ماكورميك لمجلة ساينس إن عام 536 م لم يكن أسوأ عام حتى ذلك الحين فحسب، بل كان أيضًا "بداية واحدة من أسوأ الفترات التي يمكن أن يعيشها الإنسان" فبعد خمس سنوات اندلع الطاعون الدبلي الأول، مما أدى إلى القضاء على ما يصل إلى نصف سكان الإمبراطورية الرومانية الشرقية.