تتطور الأحدث سريعا في سوريا من الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد، والذي أصدرت وزارة التربية والتعليم في الإدارة الجديدة، قرارا باستبدال كل العبارات والصور والدروس المرتبطة بنظام الأسد من كل المواد الدراسية، كما أجريت تعديلات في مادة التربية الإسلامية، على المناهج الدراسية من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث الثانوي.
وتم استبدال عبارات من قبيل "مبدأ الإنسانية" بـ"الأخوة الإيمانية"، و"أن يبذل الإنسان روحه في سبيل وطنه" بـ"أن يبذل الإنسان روحه في سبيل الله"، كما تم حذف اسم الملكة زنوبيا من أحد الدروس.
في الوقت التي كشفت فيه تقارير صحفية نشرتها "ذا صن" البريطانية عن تعرض الرئيس السوري السابق بشار الأسد لمحاولة اغتيال عن طريق التسمم أثناء وجوده في روسيا، وذلك يوم الأحد الماضي.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها المنشور ، أن تقارير صحفية أشارت إلى محاولة اغتيال استهدفت الأسد. وأوضحت أن الحساب الإلكتروني للجنرالSVR - الذي يُعتقد أنه يُدار من قبل أحد كبار الجواسيس السابقين في روسيا- أفاد بأن الأسد، البالغ من العمر 59 عاما، شعر بالتعب يوم الأحد وطلب مساعدة طبية، وأضاف الحساب أنه بدأ بعد ذلك مباشرة بالسعال الشديد والاختناق.
وأشار المصدر إلى أن "هناك دلائل قوية تشير إلى احتمال تعرضه لمحاولة اغتيال"، وبحسب التقارير، فقد تلقى الأسد العلاج في شقته، وزُعِم أن حالته استقرت بحلول يوم الاثنين.
وبحسب صحيفة "ذا صن"، فقد وردت تقارير تفيد بأن الفحوصات الطبية أظهرت وجود سم في جسم الأسد، إلا أن هذه الادعاءات لم تدعمها أي مصادر مؤكدة ولم يصدر أي تعليق رسمي من روسيا.
من ناحية أخرى، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا)، الجمعة، عن مسؤول أمني في مدينة حمص قوله إن قوات الأمن دخلت أحياء العباسية، والسبيل، والزهراء، والمهاجرين، وبدأت عمليات البحث والمتابعة والتفتيش عمن سماهم "فلول مليشيات نظام الأسد"، استكمالاً لحملة التمشيط بالمدينة.
كما أفادت مصادر محلية في مدينة حمص أن جهاز الأمن العام السوري ألقى القبض على محمد نور الدين شلهوم، المتورط في تعطيل كاميرات سجن صيدنايا وسرقة الملفات من السجن قبيل وصول فصائل المعارضة عند تحرير دمشق.
ووفق المصادر، فإن محمد نور الدين شلهوم كان يعمل بإمرة قريبه قائد مجموعة "أسود الحرس الجمهوري"، المدعو حسان شلهوم، وأسهم مع آخرين في تعطيل كاميرات سجن صيدنايا وسرقة الملفات قبيل تحرير السجن.
وذكرت المصادر أن محمد وقريبه حسان، المنحدرين من بلدة تلفيتا بريف دمشق، عملا على تأمين انسحاب جميع الحواجز التابعة لنظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، المحيطة بسجن صيدنايا قبيل وصول فصائل المعارضة.
وأكدت المصادر أنه بعد ھروب العناصر العسكرية من سجن صيدنايا ومحاولة الناس الدخول للسجن أطلق أفراد من عائلة شلهوم في تلفيتا النار عليھم في محاولة لحماية السجن بدل عناصر النظام.
وأشارت المصادر إلى أن محمد وحسان شلهوم كانا يتعاونان مع عناصر من "حزب الله" اللبناني لتصنيع وترويج المخدرات في سوريا، في حين ينسب إلى خالد شلهوم، شقيق حسان، امتلاك معمل لإنتاج الكبتاغون وتجارته.
سياسيا، وصل وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك إلى دمشق الجمعة، في أول زيارة رفيعة المستوى من دول غربية.
وجال بارو وبيربوك في سجن صيدنايا قرب دمشق الذي يشكل رمزا للقمع في ظل حكم بشار الأسد، قبل أن يلتقيا معا قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، وفق وزارتي خارجية البلدين.
وكتب الوزير الفرنسي في منشور على إكس الجمعة "معا، فرنسا وألمانيا، نقف إلى جانب السوريين، في كل أطيافهم". وأضاف أن البلدين يريدان "تعزيز انتقال سلمي وفعال لخدمة السوريين ومن أجل استقرار المنطقة".
ومن جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الجمعة أنها تسعى لمساعدة سوريا على أن تصبح "دولة قادرة على القيام بوظائفها وتسيطر بالكامل على أراضيها"، وذلك في بيان صدر قبيل وصولها إلى دمشق.
وقالت بيربوك إنه على الرغم من "الشكوك" حيال هيئة تحرير الشام التي تقود تحالفا من فصائل معارضة أطاحت بالرئيس بشار الأسد مطلع ديسمبر، "علينا ألا نضيع فرصة دعم الشعب السوري في هذا المنعطف المهم".
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية، الجمعة، عزم بلاده زيادة برنامج مالي للمواطنين السوريين الراغبين في العودة إلى بلدهم، في أعقاب الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر.
وأضاف المتحدث: "نريد التوسع في البرنامج مستقبلاً لمن يرغبون في الرحيل طوعاً"، لافتاً إلى أن ألمانيا ستوفر نفقات سفر بقيمة 200 يورو (نحو 205 دولارات) وتكاليف بدء مشروع تجاري بقيمة 1000 يورو لكل بالغ يرغب في مغادرة ألمانيا.
وتابع: "أعتقد أن الوضع لا يزال غير واضح تماماً بالنسبة لتحركات العودة بأعداد كبيرة".