شيماء منصور تكتب من الكوميديا للأكشن.. كيف نجح محمد سعد فى تقديم شخصية الدشاش

الجمعة، 03 يناير 2025 06:00 م
شيماء منصور تكتب من الكوميديا للأكشن.. كيف نجح محمد سعد فى تقديم شخصية الدشاش محمد سعد بفيلم الدشاش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بمجرد الإعلان عن فيلم الدشاش وتفاصيله، وقد سيطرت حالة من القلق ممزوجة بالفرحة والترقب من قبل الجمهوروكذلك النقاد، وأخذ البعض يتساءل هل سينجح محمد سعد، فهناك من تنبأ بالنجاح وهناك أيضا من رأى أنه سيفشل، فهذا النوع من الأفلام جديد عليه، فقد تربع على عرش الكوميديا منذ بداية مشواره الفني، وأصبح واحدا من أهم الفنانين الكوميديين في مصر والوطن العربي، ولكن من كان يدرك موهبة سعد الحقيقية كان يعلم أنه سيفعلها وسينجح في تغير جلده وتقديم نوعية أعمال جديدة عليه.

بفلاش باك بدأت أحداث فيلم الدشاش، حيث حير الجمهور بلغز الورقة الصغيرة، التي يحملها الدشاش في جيبه، وهو يجلس في إحدى المساجد، لتعود بنا الحكاية لشخصية الدشاش، تلك الشخصية التي لا يقهرها أحد، لم يترك ذنبا إلا وفعله  ذكية للغاية وكذلك يملك من الأموال مالا يعد ولا يحصى، ولكن حصل عليها كلها بطرق غير مشروعة، تزوج من امرأة جميلة وبدا من أول مشهد جمعهم وجود مشاكل بينهم، له أخت تصغره في العمر وقد بدا أيضا تعلقها الشديد به، بجانب ذلك يمتلك كباريه ويرافق راقصة، ولديه مديرة أعمال تمتلك من الحنكة والذكاء مايجعلها تكسب له أي صفقة.

خسر صديق عمره بسبب صفقاتهم المشبوهة، وكره كل منهم الأخر وكأن هناك ثأر كبير بينهم، كل تلك الأحداث يتخللها ظهور عرض مرضي على شخصية الدشاش، لم يكترث له، فلعله ظن أنه من كثرة الإرهاق، أو التفكير المبالغ فيه، إلى أن سقط فجأة أثناء تقدم أحد الشباب لخطبته أخته، هذا الشاب الذي كشفه الدشاش وكشف نصبه عليه وعلى أخته فقرر طرده من المنزل، ثم سقط.

لعل تلك السقطة هي تغير في محور الأحداث، فقد ألتف الجميع حوله متأثرين، وباكيين، إلى أن فاق بعد أربعة أيام ، ليتفاجأ بالطبيب يبلغه بإصابته بورم خطير في المخ، وسأله هل يريد أن يعرف كم تبقى له في الحياة، فيرفض الدشاش أن يعرف وهو في حالة لا يرثى لها، فيكتب له ورقة صغيرة ويضعها في جيبه ويقول له إذا أراد ان يعرف كم تبقى له يفتح تلك الورقة.

" يارب لو ده عقاب منك ليا أستاهل.. عاصي ومليان ذنوب، بس مش عايز  أموت إلا وأنت راضي عني، وتقبل توبتي، بستغفرك يارب من كل ذنب عملته، محدش يعرفه غيرك، أفتحلي باب رحمتك يارب" بتلك الكلمات وبمشهد مؤثر أبكى الجميع، وأثبت كذلك تلك الموهبة الكبيرة التي يمتلكها محمد سعد، قدم محمد سعد واحد من أجمل المشاهد وهو جالس أمام باب المسجد المغلق بعد معرفته بإصابته بالسرطان، يطلب من الله أن يقبل توبته وأن يفتح له باب رحمته، ومن هنا تحول الدشاش من طاقة شر وظلم لطاقة خير، ووزع كل أملاكه على زوجته وأخته وأصحابه حتى أصبح لا يملك أي شيء ووهب ماتبقى من حياته لمساعدة الغير وفي بيت الله، خاصة أنه علم أن ليس أمامه الكثير بعدما فتح الورقة الذي وضعها الطبيب في جيبه ووجد أن شهور قليلة لا تتعدى الأربعة هي ماتبقت له.

وتحدث المفاجأة التي غيرت كل مسار الأحداث، ويعلم الدشاش أن كل من حوله قد خانه، حتى أقرب ماله وهي أخته التي لم تحبه يوما، ويبدأ الدشاش في الإنتقام من الجميع، ولكن بعد كل ذلك لم يستطع أن يعود لشره، وكأن الأشهر التي مكثها بالمسجد غيرت قلبه وجعلته نظيفا، وقرر أن يبدأ حياته من جديد.

الحقيقة أن سعد أبدع في تقديم الشخصية، لدرجة أنك تشعر مع كل مشهد لو أنك تقوم بالتصفيق الحار له وكأنه يقف على المسرح، ومن أسباب نجاح الفيلم أيضا باقي الأبطال الذين برعوا في تقديم أدوارهم مثل زينة التي طلت علينا بخفة دم وقدمت شخصية تبدو وكأنها الطيبة الوحيدة في الفيلم، وكذلك أحمد الرافعي الذي أعتاد أن يفاجأنا في كل دور يقدمه، ونحن على ثقة أن مازال لديه الكثير، بجانب نسرين طافش وحضورها المميز حيث قدمت دور زوجة الدشاش، وأخته الفنانة الشابة مريم الجندى الذي قدمت الدور أيضا بصدق، والفنان باسم السمرة الذي في الحقيقة لا تستطيع أن تتخيل ممثل أخر في الدور غيره، فكان الدور مناسب له تماما وهو أستطاع أن يضع فيه لمساته الذي لا يملكها غيره، والفنان محسن منصور ومحمد يوسف أيضا برعوا في تقديم أدوارهم، وكذلك الفنانة نسرين أمين التي قدمت دور الراقصة وكانت عشيقة الدشاش، فالحقيقة أن الجميع قد أبدع في الفيلم، فشكرا لكل صناع الفيلم ، وشكرا للمخرج سامح عبد العزيز الذي كانت رؤيتة واضحة في توجيه الشخصيات وإخراج الفيلم بشكل يبرز التحولات النفسية والعاطفية بشكل مميز، ونتمنى أن يقدم لنا النجم محمد سعد أدوارا مختلفة أخرى خلال الفترة القادمة لأننا على ثقة أنه مازال لديه الكثير.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة