على الرغم من أنهم محاصرون خلف القضبان، ويقبعون فى السجون لتهم خطيرة من بينها تهريب المخدرات، إلا أن هذا لم يمنع السجناء فى بريطانيا من التفكير فى استخدام التكنولوجيا الحديثة لتوصيل المواد غير المشروعة إليهم داخل سجونهم، دون أن تستطيع السلطات حتى الآن الإمساك بهم.
حيث نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا عن زيادة استخدام المسيرات لتوصيل المخدرات وغيرها من المواد غير المشروعة إلى السجون فى بريطانيا، وتحديدا فى إنجلترا وويلز.
ووجدت الجارديان، بموجب طلب فى إطار حرية المعلومات، أنه كان هناك 1296 حادث طائرة بدون طيار فى السجون فى إنجلترا وويلز فى الأشهر العشرة حتى نهاية أكتوبر 2024، وهى زيادة 10 أضعاف منذ عام 2020.
من جانبه، قال رئيس اللجنة القضائية بمجلس العموم البريطانى، العمالى أندى لاستر، إنهم سيحتاجون إلى مزيد من الأموال لمكافحة الارتفاع السريع فى استخدام المسيرات لنقل المخدرات، حيث أظهرت الأرقام أن عدد التوغلات بالمسيرات سيتضاعف ثلاث مرات فى غضون عامين.
وقال لاستر، إن الأرقام تدق أجراس الإنذار بشأن أمن السجون. وأضاف: لم نكن لنشهد هذه الزيادات فى الحوادث إذا كانت مصلحة السجون على رأسها. من الواضح أنهم يلعبون.
وتابع قائلا إنه من المزعج أن الجريمة المنظمة وكل من يقوم بتشغيل المسيرات يتقدمون فعليًا بخطوات... على الأشخاص الذين من المفترض أن يحافظوا على أمن السجون..
مع متوسط حوالى 130 حادثا يتعلق بالمسيرات شهريًا، من المتوقع أن يزيد عدد عمليات التوغل إلى أكثر من 1550 بحلول نهاية عام 2024، أى أكثر من ثلاثة أضعاف 478 حادثة فى عام 2022.
ونظرًا لأن العديد من عمليات التسليم بطائرات بدون طيار تحدث فى الليل تحت جنح الظلام، يُعتقد أن الرقم الحقيقى أعلى من ذلك بكثير.
وفى الشهر الماضى، قال كبير مفتشى السجون تشارلى تايلور أن الزيادة فى استخدام المركبات الجوية الكبيرة بدون طيار كانت "قلقه الأول"، وقد زادت من احتمال استخدام الأسلحة النارية لتسوية حروب المناطق أو فى محاولات الهروب.
وفى تقرير حديث صادر عن مفتشى تايلور فى سجن جارث، بالقرب من ليلاند فى لانكشاير، ورد أن عددا كبيرا من الطائرات بدون طيار كانت تحلق إلى السجن فى الليل لتسليم المواد الممنوعة إلى نوافذ الزنازين، حتى أن أحد السجناء قارنها بالمطار.
وتقول الجارديان أن تجارة المخدرات فى السجون مربحة للغاية، لدرجة أن العصابات تسعى إلى استقطاب طيارين ماهرين للغاية من عالم الجريمة لنقل حمولتهم إلى نوافذ الزنازين.
واستمرت عمليات تسليم الممنوعات بالدرونز فى عام 2024 على الرغم من القوانين التى تم تقديمها فى يناير الماضى، والتى جعلت تحليق مسيرة فى نطاق 400 متر من أى سجن مغلق أو مؤسسة للأحداث فى إنجلترا وويلز جريمة جنائية. ويمكن أن يواجه مشغلو المسيرات المخالفين للقواعد غرامات تصل إلى 2500 جنيه إسترلينى، فى حين يواجه أولئك الذيم تم ظبطهم وهم يهربون مواد غير مشروعة ما يصل إلى 10 سنوات فى السجن.
وقامت بعض السجون بإدخال تقنية مضادة للمسيرات للكشف عن وجود المركبات الجوية غير المأهولة المعروفة اختصارًا باسم UAVs فى الأماكن القريبة، لكن يعتقد أن الكثير منها لا يعيق بشكل فعال اقتراب هذه الأجهزة.
وتقول الجارديان إلى الوضع المتداعى لكثير من السجون سهل عمليات تسليم وقحة للزنازين، حيث يستخدم السجناء عصى المكانس ومعدات أخرى لالتقاط المواد المهربة من خلال النوافذ التى يتم اختراقها بسهولة.
وفى الشهر الماضى، بدأت لجنة القضاء فى مجلس العموم والتى تضم أعضاء من عدة أحزاب تحقيقا حول معالجة المخدرات فى السجون، وكان أحد الجوانب التى تم التركيز عليها هو الزيادة الحادة فى تسليم المواد المخدرة عبر الدرونز.