لا يتوقف الاحتفال بميلاد السيد المسيح عند يوم الميلاد، بل تتبعه سلسلة من الأعياد التي تحمل رموزًا ومعاني روحية عميقة وتشكل لوحة متكاملة من الأحداث المقدسة في حياة المسيح. عيد الغطاس وعيد ختان السيد المسيح هما من أبرز هذه المناسبات، حيث يعكسان مراحل مهمة في حياة المسيح على الأرض.
يظهرعيد الغطاس التذكار السنوي لعماد المسيح، بينما يرمز عيد الختان إلى طاعته للشريعة وتجسده الكامل كإنسان. هذه المناسبات دعوة مستمرة للتأمل في معاني التجسد والخلاص، مع الله من خلال فهم أعمق لرسالة الميلاد وما بعدها.
برمون عيد الميلاد المجيد
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الميلاد المجيد يوم 7 يناير، وبعد انتهاء مدة صوم الميلاد المجيد، حيث يسبق الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ما يعرف باسم "برمون عيد الميلاد المجيد". وتُعني كلمة برمون "الاستعداد فوق العادة" ويُطلَق هذا اللقب على اليوم الذى يسبق عيدي الميلاد والغطاس، وهي كلمة يونانية.
ويصام يوم البرمون انقطاعيا حتى الغروب، ويصلى القداس فيه بالطقس السنوي المعتاد، ولكن تصلى في القداس جميع سواعي الأجبية حتى الساعة الثانية عشرة، ولا يؤكل فيه سمك.
وبالنسبة لأيام البرمون، فإذا جاء العيد يوم الأحد يكون البرامون يومي السبت والجمعة، وإذا جاء العيد يوم الإثنين يكون البرامون أيام الأحد والسبت والجمعة، وإذا كان السبت أو الأحد ضمن البرامون يصامان بدون انقطاع، لكن لا يؤكل فيهما السمك، وبخلاف تلك الحالات يكون البرامون يومًا واحدًا.
عيد الغطاس المجيد
يحل عيد الغطاس المجيد لهذا العام في 19 يناير، وتحتفل الكنيسة بهذا العيد سنويًا تذكارًا لعماد السيد المسيح، وهو من الأعياد السيدية الكبرى، ويسمى بعيد بالغطاس لأن المسيح اقتبل فيه العماد بالتغطيس بالإجماع. كما يُعرف أيضًا بعيد "الظهور الإلهي"، أي ظهور السر العظيم فيه، فظهر الابن الكلمة في الأردن متجسدًا وتعمد في الماء، والروح القدس ظهر بهيئة حمامة واستقر عليه، وصوت نادى من السماء "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت 3: 17)، فهو إحياء ذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن على يد القديس يوحنا المعمدان.
عيد الختان
يعتبر عيد الختان هو أحد الأعياد السيدية الصغرى للكنيسة الأرثوذكسية، إذ تحتفل الكنيسة به يوم 14 يناير، ويمثل تذكار ختان المسيح، ويخص ختان السيد المسيح بالجسد فى لحم الغرلة حسب وصية الله المقدسة التى جاءت فى (تك 17: 9 – 14) إذ يقول الله: "هذا هو عهدى الذى تحفظونة بينى وبينكم وبين نسلك من بعدك، يختن منكم كل ذكر، فتختنون فى لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بينى وبينكم ابن ثمانية أيام يختن كل ذكر فى أجيالكم.. فيكون عهدى فى لحمكم عهداً أبدياً.. وأما الذكر الأغلف الذى لا يختن فى لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها إنه قد نكث عهدى"، وذلك حسب موقع الأنبا تكلا هيمانوت.