يكون هواة الفلك على موعد اليوم السبت، مع واحدة من أجمل الظواهر الفلكية، وهى شهب الرباعيات، حيث ستصل الرباعيات أولى زخات الشهب الرئيسية لسنة 2025 ذروة تساقطها بسماء الوطن العربى اليوم السبت 4 يناير فى ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة بدون الحاجة لاستخدام أجهزة رصد خاصة وليس لها تأثير على كوكبنا.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أن هذه السنه تعتبر من السنوات المثالية لشهب الرباعيات فالقمر سيكون فى طور هلال بداية الشهر وسيغرب الهلال فى وقت مبكر من المساء تاركًا السماء مظلمة لرصد الشهب.
محلياً يتوقع أن تكون شهب الرباعيات فى أفضل أحوالها عند الساعة 03:00 صباحاً عندما ستكون نقطة إشعاعها (النقطة فى السماء حيث تنشأ منها) مرتفعة فوق الأفق الشمالى الشرقى وسوف تتساقط بمعدل يصل إلى حوالى 40 شهاب فى الساعة عند الرصد من موقع مظلم بعيد عن أضواء المدن.
نقطة إشعاع أو إنطلاق شهب الرباعيات توجد بالقرب مع كوكبة الدب الأكبر والنجم الساطع السماك الرماح فى الطرف الشمالى من كوكبة العواء ولكن لا يحتاج الراصد لتحديد نقطة إشعاع الشهب لانها تظهر من أى مكان فى السماء.
تنشأ زخات الشهب السنوية عندما تمر الكرة الأرضية أثناء دورانها حول الشمس خلال تجمعات من الأجسام النيزكية المتناثرة على طول مدارات المذنبات والكويكبات والتى تصطدم بأعلى الغلاف الجوى للأرض وتتوهج على إرتفاع يتراوح بين 70 و100 كيلومتر وتظهر لنا كشريط من الضوء وهذا يؤدى إلى حدوث زخات شهابية تتكرر على أساس سنوى.
مصدر شهب الرباعيات غامض ففى العام 2003 حدد بأن مصدرها الرئيسى هو الكويكب 2003 EH1، وإذا كان كذلك فإن الرباعيات مثل شهب التوأميات تأتى من جسم صخرى - وليس مذنباً جليدياً، يعتقد أن 2003 EH1 هو نفسه المذنب C / 1490 Y1 والذى رصد منذ 500 عام لذلك فإن القصة الدقيقة وراء مصدر الرباعيات تظل غامضة إلى حد ما.
و الشهب المرتبطة بأى زخات معينة تشع من نقطة مشتركة فى السماء، لذلك يمكن تمييز زخات عن غيرها بسهولة لأن مساراتها تبدو وكأنها تشع أو تنبعث من نقطة مشتركة فى السماء، وذلك لأن جزيئات الحصى فى أى تجمع معين تتحرك فى نفس الاتجاه تقريبًا عندما تعبر مدار الأرض، نظراً لوجود مدارات متشابهة جداً مع الجسم الأصلى الذى أتت منه وعليه فإنها تضرب الأرض من نفس الاتجاه تقريباً وبنفس السرعة.
ومن جانبه قال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن الرباعيات من زخات الشهب المتوسطة حيث يصل عدد الشهب فيها إلى 40 شهابا فى الساعة عند الذروة فى الظروف القياسية للرؤية وهى ظلمة السماء (عدم وجود القمر) وصفاء الجو، حيث تدخل الأرض فى مخلفات مذنب قديم يعرف باسم 2003 EH1 الذى تم اكتشافه عام 2003 حيث يتقاطع مداره مع مدارالأرض.
وأضاف أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية فى تصريحات له، أنه يستمر تدفق الشهب سنويا فى الفترة من 1 إلى 5 يناير ويبلغ ذروته هذا العام فى ليلة الثالث وصباح الرابع من يناير.
وتابع: أفضل وقت لرؤية زخات الشهب عموما يكون بعد منتصف الليل بعيدا عن اضواء المدينة، بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء تتساقط هذه الشهب كما لو كانت آتية من كوكبة العواء Bootes (بؤوتس) ولكن يمكن أن تظهر فى أى مكان آخر بالسماء.