ماذا يريد المبدع من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية؟.. مخرجون وكتاب ومنتجون ونقاد يجيبون.. انحياز للإبداع والنهوض بالفنون المصرية والعفو العام عن عشرات الأعمال الممنوعة ورعاية القوة الناعمة أبرز المطالبات

السبت، 04 يناير 2025 09:32 م
ماذا يريد المبدع من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية؟.. مخرجون وكتاب ومنتجون ونقاد يجيبون.. انحياز للإبداع والنهوض بالفنون المصرية والعفو العام عن عشرات الأعمال الممنوعة ورعاية القوة الناعمة أبرز المطالبات يسرى نصر الله
كتب - على الكشوطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كانت ولا تزال علاقة المبدعين بجهاز الرقابة على المصنفات، علاقة متوترة، طوال الوقت هناك شد وجذب ما بين المنع والرفض والتعديلات، ومع دخول جهاز الرقابة فى مصر لفصل جديد، بعد تولى جمال عيسى مهمة تسيير أعمال الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية خلفا للدكتور خالد عبدالجليل، وبالتزامن مع ترشيح الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال لتولى منصب رئيس جهاز الرقابة، «اليوم السابع» وجهت السؤال للمخرجين والكتاب ونقاد السينما للإجابة عن سؤال، ماذا يريد المبدع من الرقابة؟

يسرى نصر الله: نطالب بالانحياز للإبداع والنهوض بالفنون المصرية

قال المخرج الكبير يسرى نصر الله، إنه فى البداية يتمنى التوفيق للقائم بأعمال الرقابة جمال عيسى، فى مهمته الصعبة، متمنيا ألا يخضع لضغوط اللجان الإلكترونية الرجعية وجماعات الضغط التى تدعى تمثيل الشعب المصرى، وأن يكون انحيازه دائما للنهوض بالفنون المصرية وتمكينها من المنافسة عالميا.

عبدالوهاب شوقى: أطالب بالعفو العام عن عشرات الأعمال الممنوعة

قال المخرج عبدالوهاب شوقى، مخرج آخر المعجزات، والذى قال إن أمنية كل فنان هى العمل دون رقابة ووصاية، أكيد الأمل الكبير أن نبلغ مبلغ الدول المتحضرة بأن يكون دور الرقابة الوحيد هو وضع التصنيف العمرى على الفيلم.
وأضاف شوقى: «إننا نرى فى الرقيب حاميا للفن، مهمة الرقيب ليست إعلان الحرب على الفن، ونحن فى بلد لم يكتسب مجده الطويل من الفنون وحدها.. على الرقيب أن يحمى الفن، ويحارب لمصلحة السينمائيين، لا أن يكون خنجرا فى خاصرة السينما! خاصة وقد أثبتت التجربة أن منع الأفلام لا ينتج عنه شىء للدولة إلا اللوم العنيف».

وأضاف عبدالوهاب شوقى «لدينا أسماء براقة يحفظ التاريخ دورها فى حماية السينما المصرية ورعاية إنتاجاتها المهمة والجريئة وهم فى ذلك المنصب الحساس وعلى رأسهم الأديب العالمى نجيب محفوظ».

وأكمل شوقى: «أمنية أخرى مباشرة وواضحة أطلبها من الرقيب الجديد، وهى ما يشبه «العفو العام»، فالعهد السابق للرقابة حفل بمنع عشرات وعشرات الأعمال، سيناريوهات مهمة وجيدة لكبار المخرجين والكتاب دخلت الرقابة ولم تخرج منها رغم مرور السنوات.

المنتج جمال العدل: توفير مناخ كاف لموضوعات أكثر جرأة

قال المنتج جمال العدل، إنه يتمنى أن يرتفع سقف الحريات، ليتمكن الصناع من التصدى لموضوعات جديدة ومنفتحة، خاصة أننا فى عصر المنصات الرقمية وسقف الحرية الذى تتمتع به تلك المنصات كبير، والمطلوب الحرية لا بمعنى الخوض فى السياسة والدين بلا قيود وإنما يكون هناك قدر كاف يتحرك فيه المؤلف والمنتج لموضوعات أكثر جرأة وانفتاحا لصالح المشاهد، فهناك دول من حولنا أصبحت لديها حرية أكبر وما يرفض فى مصر يعرض فى الخارج، لأن الفن الحقيقى معروض وواضح.

معتز عبدالوهاب: دور الرقيب تطبيق القوانين

طالب المنتج معتز عبدالوهاب، الرقيب بأن يكون مدركا لأهمية المنصب وأنه ليس رقيبا على صناع الفن أو الفن نفسه ولكن دوره هو تطبيق القوانين التى نص عليها الدستور وليس المنع من بابه، وأنه إذا كان هناك خلاف قائم حول مشروع فنى يجب النقاش والتفاوض للوصول إلى حلول ترضى جميع الأطراف.

الناقد طارق الشناوى: أطالب الرقيب الجديد بالسير فى اتجاه معاكس

قال الناقد طارق الشناوى، إن كل ما يتمناه هو أن يسير الرقيب الجديد فى الاتجاه المعاكس للطريق الذى سار فيه صديقه الرقيب السابق الدكتور خالد عبدالجليل.

وأشار طارق الشناوى إلى أنه لا يجب أبدا أن يعرض السيناريو أو الفيلم على أى جهات غير جهاز الرقابة، مضيفا أنه يجب إعادة النظر فى الأفلام التى رفضت فى عهد الرقيب السابق وأن يحل المشكلات المتراكمة.

وأكمل طارق الشناوى حديثه بأن أفضل رقيب من وجهة نظره هو مصطفى درويش والذى كان نائب رئيس مجلس الدولة وناقدا ومتذوقا للسينما، وكان يحضر المهرجانات على نفقته الخاصة فهو حالة خاصة.

الناقدة صفاء الليثى: على الرقابة رعاية القوة الناعمة

ترى الناقدة صفاء الليثى، أن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية يجب ألا يتحول لجهاز لقهر المبدعين، متمنية أن يكون جهاز الرقابة مساند لصناعة السينما الحقيقية وإلا يتحول لجهة مرتعشة أمام بعض الأصوات التى تخنق الفن وتريد له الفناء.

وأشارت صفاء الليثى إلى أن القائمين على جهاز الرقابة يجب أن يكونوا متفهمين لطبيعة العمل الإبداعى، لأن العالم أصبح مفتوحا على كل الأفكار ولو تشددنا بما يتعلق بمنتجنا المصرى سوف نجده بعيدا عن الواقع المنفتح.

وأضافت  صفاء الليثى، يجب على الرقابة أن تكون فى مواجهة ما يعلو على مصلحة الوطن ومصلحة الوطن ليست فى دفن الرؤوس فى الرمال، لأن الفن بالأساس عملية تظهير، وبالتالى عرض الجانب الذى قد يعترض عليه البعض يأتى بغرض الكشف عنه ومواجهته، والرقابة يجب عليها أن تكون متفهمة ذلك وألا ترتعش تحت أى ضغط يمارس عليها، لأن دورها هو رعاية القوة الناعمة وضمانة عدم تعرضها للبطش.

الناقدة ماجدة خير الله: رقابة دون تعسف

طالبت الناقدة ماجدة خير الله، بأن يتحلى جهاز الرقابة على المصنفات الفنية فى مصر بالجرأة والموضوعية وأن تصبح لديه حرية يمنحها للمبدعين، وأن يكون له كيان وشخصية مستقلة وأن يتولى الجهاز مسؤوليته كاملة تجاه رقابة الأفلام ودون تعسف.

وأكملت ماجدة خير الله، أن المؤذى للنفس هو على سبيل المثال أن يمنع فيلم «آخر المعجزات» المثال دون أبداء أسباب وأن يمنع فيلم مثل فيلم «الملحد» رغم الموافقة على السيناريو والفيلم بعد تصويره.

الناقد أسامة عبدالفتاح: ضرورة إلغاء الرقابة على السيناريوهات

الناقد أسامة عبدالفتاح، قال إن كل ما يتمناه وينادى به هو إلغاء الرقابة على السيناريوهات والاكتفاء بالتصنيف العمرى، لتكون هناك حرية لصناع الأعمال فى تصويرها بكامل الحرية ثم تعرض على الرقابة بعد التصوير للحصول على تصنيف عمرى فقط مثلما يحدث فى العالم كله والحرص على إلغاء الرقابة على السيناريو قبل التنفيذ.

وطالب أسامة عبدالفتاح بأن تكون هناك شفافية وأن يتم الإعلان عن الملاحظات أو القرارات، ويخرج بيان من الرقابة يوضح أسباب عدم عرض فيلم بعينه، فهو أبسط حقوق للصناع وللجمهور أن يعرف لماذا منع عرض فيلما ما، فحالة الغموض التى تحيط بالأعمال الممنوعة يجعل صناعه فى حيرة مثل منع عرض فيلم آخر المعجزات.

الناقد زين العابدين خيرى: التصنيف العمرى أفضل شكل من أشكال الرقابة

قال الناقد والسيناريست زين العابدين خيرى، إنه يرفض شكل الرقابة الحالى فى جهاز الرقابة على المصنفات، خاصة أن الرقابة فى العالم كله لها شكل مختلف وأصبحت أكثر تحررا، وتتوقف عند التصنيف العمرى وفقط، وهو أفضل شكل من أشكال الرقابة، طالما أن العمل لا يحرض على الإرهاب أو العنف ولا يحتفى بشخصيات ثابت فى حقها أحكام قضائية وتحديدا فى قضايا الإرهاب.

وأشار زين العابدين خيرى إلى أن هذا الشكل من أشكال الرقابة هو الذى يضمن مرونة للمبدعين.

وأكمل زين العابدين خيرى، أن من أفضل الفترات التى مرت على جهاز الرقابة هى فترة الرقيب على أبو شادى، لأنه كان ناقدا ومبدعا على علاقة جيدة بالجميع سواء المبدعين أو المسؤولين فى الدولة.

وأوضح زين العابدين خيرى، أن فترة الخمسينيات والستينيات كنا نرى تدخل قيادات الدولة لصالح الأفلام مثلما حدث مع فيلم «شىء من الخوف»، لذلك لا بد على الرقابة أن تنتصر للحرية المسؤولة لأنها السبيل الوحيد لرفعة الصناعة.

الناقد رامى عبدالرازق: تفعيل لجنة التظلمات للتفاوض مع المبدعين

طالب الناقد رامى عبدالرزاق من الرقيب الجديد أن يعيد تفعيل قوانين الرقابة غير المفعلة والمتعلقة بالرقابة كتصنيف عمرى فقط، مع ضمانة أن يمرر المبدع عمله دون صراعات عنيفة أو تدخل جهات ليست ذات اختصاص، إضافة إلى أنه لا يجوز أن يبقى العمل فى الرقابة 6 شهور دون رد.

وأضاف عبدالرازق، أنه من الضرورى تفعيل لجنة التظلمات التى كانت ملجأ لكثير من صناع الأفلام للتفاوض، مطالبا بضرورة رفع سقف الحريات وتعطيل ومنع أى قرار شفهى غير مفهوم أو مبرر وأن يكون هناك دور للرقابة فى مراجعة التصنيف العمرى ومتابعته على مستوى العروض داخل السينمات فلا يصح أن يصنف عمل على أنه 16+ ونجد الأهالى فى السينمات تشاهد الفيلم مع أطفالهم أين دور الرقابة هنا؟

الناقد أندرو محسن: وضع جدول زمنى واضح للرد على الأعمال المقدمة

اتفق الناقد أندرو محسن مع الناقد رامى عبدالرازق، حيث طالب بضرورة وجود خطط واضحة لأسباب الرفض أو التصنيف العمرى لأى عمل، مع تفعيل التصنيف العمرى بشكل واضح ومفهوم، بحيث تكون أسباب حصول الفيلم على تصنيف ما موضحة للمشاهد وصناع الأفلام.

وأضاف أندرو محسن، أنه يجب وضع جدول زمنى واضح للرد على الأعمال الطلبات المقدمة لجهاز الرقابة، سواء سيناريوهات أو أفلام للعرض، والإعلان عن وجود رد نهائى من الرقابة، سواء بالقبول أو الرفض أو الملاحظات للجهة طالبة التقرير خلال المدة الزمنية المحددة، وإلغاء ما يسمى بعرض النقاد والصحفيين فقط فى المهرجانات، والاكتفاء بالتصنيف العمرى.

الناقد رامى متولى: تخفيف الاشتراطات للموافقة على منح التراخيص

تمنى الناقد رامى متولى أن يتم تخفيف الاشتراطات والمصوغات المطلوبة للموافقة على تراخيص الأعمال الفنية، وذلك لتسهيل الحصول على تراخيص السيناريو ويليه تراخيص العروض، وكذلك النظر مرة أخرى فى قرار ترقيب الأفلام المعروضة فى جمعيات الثقافة السينمائية، نظرا للدور المهم الذى تساهم به هذه الجمعيات فى نشر وتذوق فن السينما، وقرار ترقيب الأفلام يضع عوائق على عمل هذه الجمعيات

وأضاف متولى، إنه يجب النظر مرة أخرى فى قرارات الرقباء بالسماح بعروض الأفلام الاجنبية فى مصر، خاصة مع حالة الانفتاح والسيولة فى عروض الأفلام من خلال المنصات على سبيل المثال، وعليه يجب تخفيف القيود المفروضة على عروض الأفلام الأجنبية

الناقد محمد نبيل: يجب أن يكون هناك وعى بحجم متطلبات المرحلة

قال الناقد محمد نبيل، الفترة السابقة لم يكن هناك مناخ كاف بكل الأحوال لإتاحة مساحة أكثر حرية على مستوى تناول موضوعات بعينها أو الدخول فى تفاصيل محددة تعيق حركة الأفلام وتأخر عرضها أو طلب تعديلات كبيرة، أو مواجهتها لمصير مجهول مثل فيلم الملحد وسيناريو المخرجة هالة خليل أو فيلم القاهرة مكة والذى تم تعديله وتحول لفيلم الرحلة 404.

وأكد  محمد نبيل، أنه يجب أن يكون هناك وعى للمتطلبات المرحلة وأن فكرة المنع وسط تنامى قدرات المنصات الرقمية على المنافسة والحريات التى تمتع بها غيرنا من الدول ليس له معنى.

المخرجة هالة خليل: الرقيب يجب أن يتمتع بمهارات تمكنه من التوازن

قالت المخرجة هالة خليل عبر حسابها بموقع فيس بوك، إنه قطعا منصب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية غاية فى الصعوبة فلا يكفى أن يكون الرئيس مثقفا أو فنانا بل الأهم هو أن يتمتع بمهارات تمكنه من تحقيق التوازن بين التابوهات الثلاثة وبين حرية التعبير التى يكفلها الدستور.

وأضافت على رئيس الرقابة كذلك أن يتمتع بقدرة على معرفة الحدود الفاصلة بالإضافة الى تقييم جودة وأهمية العمل،  ففى تاريخ الرقابة كانت معظم المعارك التى يخوضها رئيس الرقابة من أجل تمرير فيلم يقترب من أحد تلك التابوهات هى معارك من أجل أفلام ذات قيمة فنية عالية، ففيلم بحب السيما للمخرج أسامة فوزى الذى تعرض لأزمة مع الرقابة، كان الرقيب فى ذلك الوقت بإمكانه إرسال نسخة السيناريو إلى الجهات الدينية المعنية والحصول على رفض وبالتالى تبرئة نفسه من أى مسؤولية.

وأكملت هالة خليل لإدراك الرقيب لقيمة الفيلم وقيمة المخرج أو كليهما أجاز السيناريو وتم تصوير الفيلم.. ولإدراك الرقيب أيضا أن الموضوع شائك دينيا قام بتشكيل لجنة من المثقفين والفنانين ورجال الدين والسياسة ليعرض عليهم الفيلم قبل إجازة عرضه، وتم عرض الفيلم وما زال يعرض مرات ومرات ولم تحدث بعد عرضه فتنة طائفية ولا أحدث قلاقل ولا تعرض الرقيب للمساءلة، وفيلم بحب السيما ليس وحده الذى تعرض لذلك.

p.4.5
p

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة