يلجأ تجار المخدرات إلى حيل وطرق غريبة، بابتكار وسائل حديثة، للتحايل على الإجراءات الأمنية فى المطارات والموانئ والمنافذ البرية والبحرية، لـ تهريب المخدرات بتنوع أساليبها، مما يستلزم تطور سريع لأداء الأجهزة الأمنية فى شتى أنحاء العالم، باستخدام أحدث أنواع التكنولوجيا فى رصد وضبط تجار المخدرات، والتى من بينها إخفاء المخدرات وخاصة الكوكايين والفنتانيل داخل الأجساد والأعضاء.
ويفضل بعض المهربين فى الآونة الأخيرة إخفاء المخدرات فى شحنات الفواكه والمخدرات إلا أن أصبح العديد منهم يلجأون إلى حيلة إخفاءها داخل الأجساد، وأصبحت السلطات خاصة فى أمريكا اللاتينية تترصد للكشف عن تلك العمليات.
واعتقلت السلطات البوليفية 12 مواطنًا بوليفيًا، ثمانية رجال وأربع نساء، عندما كانوا يسافرون على الطريق رقم 9 فى ثلاث مركبات، بالقرب من الحدود الدولية بين لا كوياكا وفيلازون، بعد التحقق من تناولهم كبسولات تحتوى على الكوكايين.
وبمساعدة الكلب "جاري"، تنبه رجال الدرك إلى ردة فعل كلب القوة عند مروره بممتلكات الركاب، وأجرت الطواقم الطبية فحوصات الأشعة السينية ورصد وجود أجسام غريبة فى بطون المواطنين. وبعد خمسة أيام من العلاج فى المستشفى وتحت حراسة الدرك، تم إخراج ما مجموعه 1122 كبسولة تبلغ 12 كيلوجراما 525 جراما من الكوكايين، وفقا لمجلة تودو البوليفية.
كما تم اعتقال رجلين حاولا تهريب أكثر من 180 كبسولة تحتوى على الكوكايين فى معدتهما، وكان أفراد الدرك هم الذين اعتقلوهم فى منطقة فولكان عندما كانا مسافرين من لا كوياكا على الحدود الأرجنتينية البوليفية فى رحلة قصيرة.
وأشارت المجلة إلى أن الدرك البوليفى أوقف سيارة مستأجرة كانت قادمة من المنطقة الحدودية مع الأرجنتين وبها رجلان، عندما قاموا بفحص شامل للسيارة، أخذ الكلب فى النباح بنفس الطريقة التى ينبح فيها عندما يكشف عن وجود مخدرات، ولذلك فقد أمرت السلطات بنقل الرجلين إلى المستشفى لإجراء أشعة سينية ليتمكنوا من التحقق من وجود أو عدم وجود أجسام غريبة داخل أجسادهم.
وأكدت الأشعة وجود 90 كبسولة فى بطن أحد الرجلين، والآخر تم الكشف عن 91 كبسولة، وبعد الفحوصات الميدانية تأكدوا أنها من مادة "الكوكايين" بوزن إجمالى 2 كيلو 193 جراما. وأمرت النيابة العامة بضبط المواد المخدرة والقبض على المتورطين بالمخالفة للقانون الخاص بالمخدرات.
وأشارت السلطات إلى أن طريقة نقل المخدرات داخل الجسم أصبحت شائعة على الرغم من أنها الأكثر خطورة على الصحة، حيث أنه من الممكن أن تمزق تلك الكبسولات أو المادة التى تغطى الكبسولة داخل الجسم ويمكن أن يسبب التسمم أو جرعة زائدة للشخص ويتوفى نتيجة ذلك على الفور.
نساء تهرب المخدرات فى الأماكن الحساسة فى أجسادهن
وعلى طريقة عصابات تجارة المخدرات الأشهر فى العالم بابلو إسكوبار التى نشطت فى الثمانينات، اعتقلت شرطة مدينة بارانكويلا الكولومبية ثلاث نساء بتهمة تهريب المخدرات إلى المكسيك بعد إخفائها فى مناطق حساسة من أجسادهن، وتم القبض عليهن فى نكار إرنستو كورتيسوز.
وذكرت صحيفة "التيمبو" التشيلية، أن تلك النساء التقين فى كافتيريا المطار وبعد فترة بدأت كل منهن تذهب إلى الحمام مما أثار الشبهات.
وقامت السلطات باعتقالهن بعدما تم تسجيل تحركاتهن بالمطار، واقتادت الشرطة المعتقلات الثلاثة إلى جهاز فحص عندما تحققوا من حملهن المخدرات، وأفادت شرطة مكافحة المخدرات أن رجلا وراء هذه الشبكة الإجرامية، وتم القبض عليه أيضًا فى مطار بيريرا.
كما أنه تم الإبلاغ عن حالات متعددة عن تهريب الفنتانيل فى التجاويف الداخلية للأعضاء وهو ما أثار حالة من الجدل حول تعرض هؤلاء المهربين لخطر كبير.
وفى تكساس، على الجانب الأمريكى من جسر كوردوفا الدولى للأمريكتين، اكتشفت السلطات – بمساعدة كلب مدرب – أن امرأة تبلغ من العمر 47 عاماً كانت تخفى عبوة مخدرات فى أعضاءها التناسلية، وكان شريكها، وهو رجل يبلغ من العمر 33 عاما، يخفى حزمة مماثلة أيضا.
وكانت حذرت هيئة الجمارك وحماية الحدود من اعتقال خمسة من مهربى الفنتانيل، جميعهم نساء، فى ثلاث عمليات تفتيش منفصلة، ومن بين المجموع، قامت ثلاث بإخفاء الفنتانيل فى تجويف داخلى للمنطقة الحساسة.
تهريب المخدرات وسط الفواكه والمخدرات
وفى المكسيك، أوقف عملاء من مكتب الجمارك وحماية الحدود (CBP)، شحنة من الميثامفيتامين بقيمة مليون دولار كانت تنوى العبور إلى الولايات المتحدة على طول الحدود بين تيخوانا وسان دييجو؛ وكان المخدرات متشكلة على هيئة "بطيخ".
وفى مارس الماضى، العام الماضى، اكتشف عملاء الجمارك وحماية الحدود أيضًا عند جسر أوتاى ميسا الحدودى، 574 طردًا تزن كل منها 2.9 رطل (1.3 كيلوجرام) وتقدر قيمتها بأكثر من مليون دولار.
وفى عامى 2016 و2022، أوقف عملاء الحدود بالفعل شحنات أخرى مماثلة مخبأة بين الجزر؛ علاوة على ذلك، اكتشف الحرس الوطنى فى فبراير الماضى 600 عبوة تحتوى على الكوكايين والميثامفيتامين كانت مخبأة فى شحنة من نبات الصبار أثناء سفرها على الطريق السريع فى جواناخواتو.
ومن الفواكه الأخرى التى يستخدمها تجار المخدرات لإخفاء المخدرات الليمون وجوز الهند، وفى فبراير 2022، أبلغ مكتب المدعى العام (FGR) عن ضبط 300 كيلوجرام من حبوب الفنتانيل مخبأة بين نخيل جوز الهند. وتمت مصادرة ثمار جوز الهند فى ولاية سونورا وكانت متجهة إلى الحدود مع ولاية أريزونا.
وأيضا علب طعام الكلاب والفلفل الحار وزجاجات الشامبو والكتب واللحوات، هى أماكن اختباء أخرى تستخدمها الجريمة المنظمة لتهريب الميثامفيتامين والكوكايين والفنتانيل؛ على الرغم من اكتشاف شحنات من الميثامفيتامين السائل كان من المقرر إرسالها إلى آسيا مؤخرًا فى زجاجات من التكيلا.
وفككت الشرطة الوطنية الإسبانية منظمة إجرامية قامت بإخفاء كميات من الحشيش داخل علب من الزيتون واستخدمت العلامات القانونية على العلب، حتى لا يتم ملاحظة أن البضائع غير قانونية، حيث أن هذه العلب كانت فارغة ثم تمن إعادة إملاءها بالمخدرات، وهى التى تعتبر إحدى الطرق المبتكرة الجديدة من قبل مجموعة من تجار المخدرات لنقلها إلى الدولة الواقعة فى أوروبا الشرقية.
كما أعلنت السلطات الأمنية الإيطالية الكشف عن مجموعة من تجار المخدرات الذين استخدموا "جبنة بارميزان " لنقل كميات كبيرة من الكوكايين، وتم مصادرة 125 كيلوجرام من الكوكايين، وربحت هذه العصابة الإجرامية 20 مليون يورو من خلال تلك العمليات التهريب، حيث أنهم قاموا بتنظيم شبكة لنقل المخدرات من هولندا وإرسال الشحنة إلى بيدمونت ومن ثم إلى المناطق الجنوبية من إيطاليا.
