في مشهد نادر.. أسرة تزف جنازة ابنها بالزغاريد في الدقهلية.. زينوا النعش بالبلالين وأفرع النخيل..هانى ضحية عصابة للتنقيب عن الآثار وتوفى خلال الحفر بحثا عن كنز..وماهو سر الشيخة أم خلود عرافة مقابر الفراعنة..صور

الأحد، 05 يناير 2025 02:07 م
في مشهد نادر.. أسرة تزف جنازة ابنها بالزغاريد في الدقهلية.. زينوا النعش بالبلالين وأفرع النخيل..هانى ضحية عصابة للتنقيب عن الآثار وتوفى خلال الحفر بحثا عن كنز..وماهو سر الشيخة أم خلود عرافة مقابر الفراعنة..صور مكان الحفر
كتب بهجت أبو ضيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشهد نادر، قلما يتكرر، أسرة تشيع جثمان ابنها بالزغاريد وكأنه عريس يتوجه إلى الكوشة، النعش ضم جثمان شاب ما زال في مقتبل العمر، يحمله أقاربه وأصدقائه لتشييع جنازته إلى مثواه الأخير،والدته أصرت على تزيينه بالبالونات الملونة، وأفرع النخيل، في الوقت الذي تصدح فيه زغاريد النساء المهيبة، في أقاصي الفضاء، معلنة الوداع، تتقدمهم والدته في طابور منظم بملابس سوداء، لا تكاد تتميز في ظلام الليل.. مع السلامة ياهاني.. مع السلامة ياحبيبي.. هكذا فارقته بتلك الكلمات قبل أن توارى جسده التراب.

"هاني" شاب يقيم بصحبة أفراد أسرته، بـ محافظة الدقهلية، يعمل في أكثر من مهنة، طالما تدر عليه دخلا حلال، كان يحلم مثل غيره من أبناء جيله، بمستقبل هادئ، وظيفة أو فرصة عمل مناسبة، ثم، زواج وأبناء، واستقرار بأسرة بسيطة، لكن تلك الأماني سرعان ما تبددت، عندما عرض عليه شخص من أبناء قريته، مشاركته في أعمال حفر وسط أرض زراعية، مقابل أجر مغري.


في بادئ الأمر شعر "هاني" بالقلق من تلك الفرصة التي تعتبر مجزية بالمقارنة مع مثيلاتها، لكن صاحب العمل سرعان ما أقنعه، خاصة بعد ما أوهمه أن الحفر لإنشاء بئر، ولا يمثل أي خطورة، وأن أشخاص آخرين سيشاركون في العمل.


وافق " هاني" على طلب صاحب العمل، وغادر منزله، بعد توديع والدته، ووسط أرض زراعية، أعلى تبة رملية، طلب منه صاحب العمل البدء في الحفر بمساعدة آخرين، وبدأ الشاب في الحفر ظنا منه أن البحث بدافع حفر بئر، لكن الأمر اتضح عقب ذلك أنه بدافع التنقيب عن الآثار، وأن هؤلاء الأشخاص استعانوا بسيدة شهرتها الشيخة "أم خلود"، للعثور على كنز أثري مدفون في باطن الأرض، أسفل التبة الرملية.


واصل "هاني" وشركائه الحفر، حتى وصل العمق إلى ما يقرب مترين، وخلال تواجده بمفرده داخل الحفرة، انهارت الرمال عليه، ودفن جسده أسفلها، ففارق الحياة، ليجد صاحب العمل نفسه متورطا في جريمة، فاستعان بالآخرين، وتمكنوا من انتشال واستخراج جثته، محاولين إسعافه، إلا أنهم تأكدوا من وفاته.
أسرع صاحب العمل للاتصال بوالده، وأخبره بوفاة إبنه قائلا" تعال بسرعة خد جثة إبنك"، لم يصدق الأب في بادئ الأمر ما سمعه، فاستعان بعدد من أفراد أسرته، وتوجهوا للقاء صاحب العمل في المكان الذي حدده له، ليعثر على جثة إبنه، فنقلها سريعا بواسطة سيارة إلى مسكنه، ويقرر إبلاغ رجال المباحث بعد تأكده من وجود شبهة جنائية في وفاته.


بدأ فريق البحث الجنائي في تكثيف التحريات، لكشف ملابسات الشاب، وتم تحديد هوية المتهمين، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاههم، وأمرت النيابة بدفن الجثة، بعد إنهاء الإجراءات المطلوبة، ويتسلم أفراد الأسرة الجثة تمهيدا لدفنها.


رفضت أسرة "هاني" أن يمر مشهد وداعه عاديا، خاصة والدته التي قررت أن تحول جنازته إلى زفة، كأنها تزفه لحفل زفافه، فعلقت البلالين، وأفرع النخل على سيارة نقل الموتى التي أوصلت جثمانه إلى المقابر، كما زينت النعش بها، وودعته بالزغاريد في المشهد الأخير لفراقه.


خلال حديث والدة "هاني" مع اليوم السابع، طالبت بالحصول على حق إبنها، مؤكدة أنه تعرض للاحتيال على يد المتهمين، حيث نجحوا في الإيقاع به، ثم تسببوا في وفاته، متهمة إياهم بقتله، كما وجه والده اتهاما لهم خلال الاستماع لأقواله، أمام جهات التحقيق المختصة بالدقهلية، بالتسبب في مقتله.


أقوال المتهمين خلال التحقيق معهم، كشفت عن سيدة تدعى الشيخة أم خلود، تمثل دورها في تحديد مكان الحفر، حيث أوهمتهم بقدرتها على معرفة الأماكن التي تحتوي على كنوز أثرية مدفونة، وحددت لهم عدة أماكن للتنقيب، حتى استقرت على مكان أعلى تبة رملية، تحيط بها أرض زراعية.


الشيخة أم خلود "العرافة"، تدعي قدرتها على الكشف عن الأماكن التي تحتوي على آثار، وتتحدد مهمتها في إخبار الراغبين في التنقيب، بتلك الأماكن، مقابل حصولها على مبلغ مالي، إلا أنها تحرص على عدم الكشف عن هويتها الحقيقية للمتعاملين معها، خشية القبض عليها، حال كشف الأجهزة الأمنية عن نشاط الباحثين عن الكنوز المدفونة في باطن الأرض.


أحد المتهمين خلال تحقيقات النيابة، قال " كان في شيخة إسمها أم خلود، ومعرفش عنها حاجة، قالت أننا نحفر في المكان دا، وأجاب على سؤال النيابة عن علاقته بها " أنا معرفهاش، شركائي هما اللي جابوها".

من جانبها أمرت النيابة العامة بالدقهلية، بتشكيل لجنة أثرية، لمعاينة موقع التنقيب عن الآثار، الذي شهد مصرع شاب خلال أعمال الحفر، لبيان كون المكان آثري من عدمه، وتبين من خلال المعاينة التي أجراها مفتشوا آثار الدقهلية، أن محل الواقعة غير خاضع لقانون حماية الآثار، رقم 117، لسنة 1983، وأن أقرب موقع أثري من المكان، هو تل آثار كوم الحمامات، ويبعد كيلو متر تقريبا.

وكشفت تحريات رجال المباحث بمديرية أمن الدقهلية، هوية المتهمين المتورطين في التنقيب عن الآثار، والذي انتهى بمصرع شاب، نتيجة انهيار حفرة عليه، حيث تبين أن المتهمين المشاركين في عملية الحفر والتنقيب هم "السيد. ل" 51 سنة، موظف مقيم بمنطقة المقطم في القاهرة، و"حماده. إ" 35 سنة عامل مقيم بالدقهلية، و"أيمن. ع" 41 سنة عامل مقيم بميت غمر، و"صبري. ص" 35 سنة، مزارع، مقيم بقرية تابعة لمركز كفر البطيخ في دمياط.

0b01abac-74d0-4166-a44a-d1235f03f9e2 (1)
تزيين النعش بالبلالين
0b01abac-74d0-4166-a44a-d1235f03f9e2
تشييع جنازة الشاب 
0edd6161-897d-423d-81e8-6dfecff47734
تعليق البلالين على النعش
cde7e73c-a7ed-4b2e-a70b-be71853f43cc
جانب من الجنازة
d1e137d1-5cce-4176-b4ea-fc2b2165f220
تزيين سيارة نقل الموتى 
d194808e-794f-493f-8524-c7ee53f9e56d
جانب من الجنازة
ff1ebedd-17e0-4c33-b786-27626e7d13b1
أسرة الشاب يزينون سيارة نقل الموتى 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة