أكّدت قيادة إدارة العمليات العسكرية في سوريا استمرار عقد الاجتماعات المتعلقة بدمج الفصائل في وزارة الدفاع السورية، ونشرت صورا تُظهر عقد قادة الفصائل المسلحة جلساتٍ تنظيمية مع القيادات العسكرية هناك للشروع في عملية انخراط الفصائل في مؤسسة الجيش.
اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل الجيش الوطني السوري
وكان قائد الإدارة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، قد تحدث في وقت سابق عن دمج جميع الفصائل في الجيش السوري الجديد.
ونشرت وكالة الأنباء السورية "سانا" صوراً لجانب من اجتماعات الفصائل المستمرة، الأحد، حيث تتابع وزارة الدفاع السورية عقد الجلسات التنظيمية مع القيادات العسكرية للبدء بعملية انخراط الفصائل في الجيش.
وقُتِل وأصيب 75 شخصاً في مختلف المناطق السورية خلال الفترة الممتدة من 27 نوفمبر الماضي وحتى 4 يناير الجاري، نتيجة انفجار ألغام أرضية وأجسام من مخلفات الحرب.
وذكر الدفاع المدني السوري أنه وثّق مقتل 32 مدنياً، بينهم 8 أطفال وامرأة، إضافة إلى إصابة 43 آخرين بجروح بالغة، من بينهم 19 طفلاً، خلال هذه الفترة بسبب انفجار مخلفات الحرب، لافتا إلى إصابة ثلاثة مدنيين بجروح إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات النظام السابق في قرية كفرموس بريف إدلب الجنوبي الأحد.
فيما، قتل 85 عنصراً من الفصائل التابعة لـ"الجيش الوطني السوري" المدعومة من تركيا و16 عنصراً من "قوات سوريا الديمقراطية" جراء الاشتباكات العنيفة في محيط سد تشرين شرق حلب، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إلى ذلك، يجرى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، الأحد، مشاورات سياسية ودبلوماسية في العاصمة القطرية، الدوحة، وذلك على رأس وفد سوري رفيع المستوى، في إطار جولة دبلوماسية عربية تشمل ثلاثة دول.
وذكرت الوكالة السورية الرسمية للأنباء "سانا" أن الوفد ضم أيضًا وزير الدفاع السورى المكلف، اللواء مرهف أبو قصرة، ورئيس الاستخبارات العامة السورية، أنس خطاب، في زيارة هي الأولى من نوعها لدولة قطر، لبحث آفاق التعاون والتنسيق بين البلدين.
والتقى الوفد السوري مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثان وأجرى مباحثات مع وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، محمد الخليفي.
وهذه هي الزيارة الخارجية الثانية التي يقوم بها الشيباني في أقل من شهر منذ أن أطاحت جماعات مسلحة ضة ببشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي.
ومن المنتظر أن يزور الشيباني أيضا الإمارات والأردن الأسبوع الجاري، وقال عبر حسابه على منصة أكس "نتطلع إلى مساهمة هذه الزيارات بدعم الاستقرار والأمن والانتعاش الاقتصادي وبناء شراكات متميزة".
وزار الشيباني السعودية في أول رحلة خارجية له، الأربعاء الماضي، وناقش المسؤولون السعوديون أفضل السبل لدعم الانتقال السياسي في سوريا.
في سياق آخر، أعلنت السلطات السورية الجديدة أن مطار دمشق الدولي، وهو الأكبر في البلاد، سيستأنف اعتبارا من بعد غد الثلاثاء، تسيير الرحلات الدولية من العاصمة وإليها، والتي توقفت عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي.
وقال رئيس هيئة الطيران المدني والنقل الجوي، أشهد الصليبي، لوكالة الأنباء الرسمية "سانا" : نعلن عن بدء استقبال الرحلات الجوية الدولية من وإلى مطار دمشق الدولي من تاريخ 7 / 1 / 2025"، أي بعد قرابة شهر على سقوط الأسد.
وأضاف: "نطمئن شركات الطيران العربية والعالمية بأننا في مرحلة إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق بمساعدة شركائنا كي يكونوا قادرين على استقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم".
وكان مطار دمشق يستقبل خلال الفترة الماضية طائرات تنقل مساعدات دولية أو أخرى تقلّ مسؤولين أجانب، واستأنف تسيير الرحلات الداخلية في وقت سابق.
إلى ذلك، أعلن مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية مازن علوش عقد اجتماع بين رئاسة الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مع وفد من عدة جهات تابعة للحكومة التركية جرى فيه التنسيق لاستلام كافة المعابر فى ريف حلب الشمالى من قبل الحكومة السورية الجديدة (جرابلس - الراعى - باب السلامة - الحمام).
وأكد علوش في بيان مقتضب أنه اعتباراً من صباح اليوم السبت أصبحت هذه المعابر مع تركيا تدار من طرف الحكومة السورية الجديدة بشكل كامل.
في سياق آخرن كشف مدير المكتب الإعلامي السابق في القصر الجمهوري السوري كامل صقر، عن تفاصيل اللحظات الأخيرة في حكم الرئيس السابق بشار الأسد، مسلطًا الضوء على مشاهد من العزلة السياسية، التحولات الميدانية، والملفات الحساسة التي واجهها النظام السوري قبيل سقوطه. والعلاقة المتوترة مع الحلفاء الإيرانيين والروس، وصولًا إلى كواليس التحضير لكلمة تم تأجيلها مرتين لتلغى إثر هروب الأسد من دمشق.
وزعم صقر في تصريحات نقلتها وسال إعلام سورية أنه كان من آخر المغادرين من القصر الجمهوري برفقة زميل آخر من المكتب السياسي والإعلامي، حيث غادرا المكان حوالي الساعة الثالثة صباحًا، وسط أجواء من الترقب والسرعة التي فرضتها الأحداث منذ ظهر يوم السبت السابع من ديسمبر الماضي وحتى فجر يوم الأحد، الثامن من ديسمبر.
يستكمل صقر روايته عن تلك اللحظات، موضحًا أن الأيام التي سبقت سقوط بشار الأسد كانت مليئة بالاتصالات السياسية المكثفة بقيام وزير خارجيته بسام صباغ ومعاونه حبيب عباس قادا مفاوضات على مدار يومين مع أطراف مختلفة، من بينها الحكومة العراقية، لافتا إلى أن الهدف الأساسي كان الوصول إلى صيغة سياسية انتقالية، إلا أن تسارع الأحداث الميدانية حال دون ذلك. ويشير صقر إلى أن التطورات العسكرية، خصوصًا بعد بدء عمليات المعارضة من محور حلب، فرضت واقعًا جديدًا تجاوز النقاشات السياسية التي كانت تُجرى حينها.
وتابع أن بشار الأسد كان في موسكو يوم 26 نوفمبر الماضي للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف طلب المساعدة، ووصل الأسد يوم الأربعاء، لكن اللقاء المرتقب تأخر حتى الجمعة. خلال تلك الفترة، كانت حلب قد وقعت بيد قيادة العمليات العسكرية، وهو ما ضاعف من تعقيد الموقف.
في تلك المرحلة، طلب الأسد من نظيره الروسي فلاديمير بوتين دعمًا عسكريًا مباشرًا، إضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإيرانية عبر المجال الجوي السوري، وذلك لتقديم الإسناد العسكري لجيشه الذي كان يواجه ضغوطًا كبيرة من المعارضة. يوضح كامل صقر أن الأسد طلب من بوتين شخصيًا تأمين عملية النقل الجوي للمساعدات الإيرانية، بما يشمل استخدام قاعدة حميميم الجوية. إلا أن الرد الروسي كان مختلفًا عما كان الأسد يتوقع.
وأوضح صقر أن المؤسسة العسكرية السورية لم تكن راغبة في خوض معركة جديدة، ووفقًا لصقر، كان "الجيش" يرى أن المعركة قد تجاوزته، ولم تعد لها جدوى بعد سنوات من القتال المستمر.