"عطاء بلا حدود، الأم مهما قلنا عنها وتحدثنا بشأنها فلن نوفيها حقها على الاطلاق، يكفي أن نعرف أن الجنة تحت أقدام الأمهات، الأم هي الإنسانة الوحيدة فى حياتك التى تمنحك كل ما تملك أن تعطيه من وقت وجهد ومال واهتمام وعناية بلا أى مقابل، وهي تفعل هذا الأمر بمنتهى الحب والعشق والقناعة، مهما فعلت لأجل أمك ومهما حاولت أن تنال رضاها عنك فلن تستطيع أن ترد ولو مقدار ذرة واحدة مما قدمته لك".
قطعت سيدة صعيدية من مدينة أدفو بمحافظة أسوان مسافة 1000 كيلو مترا وتحملت عناء السفر من أجل إجراء التحاليل الأولية للتبرع بكليتها لابنها لتخفيف معاناته مع الغسيل الكلوى، وكلل الله تعبها بالتوفيق ونجاح الجراحة التى تمت داخل وحدة زرع الكلى داخل مستشفيات جامعة الزقازيق بالتبرع بكليتها لنجلها، ويأتى ذلك ضمن النشاط الطبى لمستشفيات الزقازيق الجامعية ، والذى يتضمن إجراء العمليات الجراحية للحالات الاكثر تعقيدا والأشد خطورة ، بما فى ذلك عمليات زراعة الكلى والكبد بالمجان، وذلك فى إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدعم برامج زراعة الكلى فى مصر فى إطار جهوده للقضاء على الأمراض المزمنة والمستعصية.
بعفوية وطيبة أهل أسوان سردت السيدة" " إيمان محمد فايز" ربة منزل صاحبة الوجه الملائكى المقيمة بمدينة "ادفو "محافظة أسوان، قصة تبرعها لنجلها لانقاذ حياته فى حديثها لـ" اليوم السابع " قائلة : إن الأم هى الإنسانة الوحيدة التى تتمنى أن ترى أبنائها أفضل منها وتضحى بحياتها من أجل راحتهم وليس بجزء من جسدها، متابعة أنها كانت تعيش حياة طبعية تعيش فى حالة من الهدوء والطمئانية إلى أن تعرضت لابتلاء من الله فى وعكة صحية عاشها نجلها" أحمد" صاحب الـ30 عاما، وارد الله اختبار صبرها على هذا البلاء، عندما داهمته آلام شديدة فى معدته وحالة قئى مستمرة، دون سابق أنذار.
وتابعت" بعرضه على الأطباء طلبوا منه إجراء تحاليل وظائف كلى وفحوصات ، وبعدها طالبوه بضروة الغسيل الكلوى الفورى، وبعدها اصطحبت نجلها " أحمد" رفقة شقيقه الأصغر، للسفر إلى محافظة القاهرة لاجراء فحوصات طبيبة والتأكد من الحالة، وجاءت النتيجة أيضا بضرورة الغسيل الفورى حرصا على حياته، وعادت رفقة ابنيها إلى مدينة " إدفو".
وبعد رحلة على مدار عام ونصف من الغسيل الكلوى، نصحها الأطباء بالبحث عن متبرع لنجلها لزراعة كلى، للتخفيف من معاناته ثناء الغسيل، ولم تفكر لحظة قررت أن تتبرع هى بكليتها لفلذة كبدها، ودخلت فى حالة من الجدال مع نجلها الأصغر الذى قرر أن يتبرع هو لشيقيقه، لكنها أصرت على أن تتبرع لنجلها، وبعد رحلة فى مستشفيات القاهرة وعين شمس التخصصى والمنصورة، استقر بهما الأمر لإجراء التحاليل والفحوصات الأولية داخل جامعهة الزقزيق، وجاءت نتيجة الفحوصات توافقه وتم إجراء العملية بسلام، وخرجت الأم ونجلها من المستشفى الجامعى بالزقازيق بعد تماثلما للشفاء .
بالدموع تسترجع لحظة الإفاقة من التخدير داخل غرفة الإفاقة وتطلب من الأطباء السماح لها بمشاهدة نجلها لكي يطمن قلبها، وتستطرد فى حديثها لـ" اليوم السابع" قائلة : الحمد لله كنت واثقة فى ربنا انه هيكون رحيم معى وأن الفحوصات تكون متطابقة والحمد لله عمرى ماذهبت لطبيب طول حياتى ولا اعانى من امراض الضغط والسكر، وحاسة بعد إجراء عملية التبرع لنجلى أصبحت إنسانة جديدة هشوف الحياة فى عيون نجلى بعد إنهاء معاناته مع آلام الغسيل الكلوى،وعن أمنيتها فى الحياة أعربت انها تتمنى من الله أن يمن على نجلها بالشفاء التام ويرزقه الله ببنت الحلال ويكون عام 2025 هو عام العوض له من الله .
" أمي وهبتني حياة جديدة".. بهذه الكلمات تحدث أحمد كمال الدين 30 عاما حاصل على معهد فنى صحى عن عطاء أمه معه قائلا: كانت حياتي طبيعية جدا ومنذ عام ونصف شعرت بحالة إعياء شديد مع فقد الشهية فى تناول كافة الأطعمة، وبالعرض على الطبيب نصحني بإجراء تحاليل وظائف كلى وأشعة على الكلى، وتبين أن الكلى بها ضمور لابد من الغسل الفورى، وبعد رحلة معاناة على مدار عام ونصف فى الغسيل الكلوى، ذهبت إلى مستشفيات جامعة الزقازيق، ووجدت معاملة محترمة وراقية من كافة الأطباء والتمريض،وأجريت العملية بتبرع من والدتى والحمد لله خرجنا بعد نجاح العملية والمتابعة مع الأطباء.
واستطرد" أحمد" : أمى لا يوجد مثيل لها فى الوجود وأتمنى من الله أن يتم فضله عليه بالشفاء التام والعودة إلى عملي وحقق لها امنيتها بزيارة الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج.
فيما يقول الدكتور عزت مصطفى، رئيس قسم الباطنة العامة بمستشفى جامعة الزقازيق، ومدير مشروع زرع الكلى بجامعة الزقازيق، إن مشروع زراعة الكلى بدأ فى مستشفيات جامعة الزقازيق بالتعاون مع جامعة المنصورة عام 2007، وتم زراعة 6 حالات حتى عام 2010، ثم توقف المشروع لعدم توفر موارد مالية لتغطية متابعة الحالات فتوقف المشروع، وتم استئنافه من جديد عام 2018 بإصدار الترخيص لاستكمال المشروع، وفى عام 2021 تم زراعة حالتين،وفى عام 2022 تم تفعيل البروتوكول زرع الكلى بمستشفيات جامعة الزقازيق، منذ عامان، فى عهد الدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق السابق، وتم مواصلة العمل فى هذا الإطار من قبل الدكتور خالد الدرندلى، رئيس جامعة الزقازيق الحالى، بجهود ودعم من الدكتور أحمد عنانى، عميد كلية طب بشرى الزقازيق، والدكتور وليد ندا، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة الزقازيق، وبجهود من إدارة الكلية والجامعة، مستمرين فى زراعة الكلى، فى طب بشرى جامعة الزقازيق.
فيما يوجد تعاون مثمر بين قسم الباطنة والفريق الطبي المكون للقسم من كلا من الدكتور "سيد النحال" والدكتور "رضا كامل" والدكتورة "هالة علام"، والدكتورة "فاطمة طاهر" والدكتورة "فاطمة عطية" مع المدرسين المساعدين والنواب ومس منى خليل، وبين قسم المسالك البولية بقيادة الدكتور" لطفى بندارى"، رئيس قسم المسالك البولية، وفريقه الطبي متمثلا فى كل من الدكتور" مصطفى كامل " والدكتور" أحمد رجب"، والدكتور" أحمد عطية "والدكتور "أحمد علوة،"بالتعاون مع أقسام الأشعة و الكلينيكال باثولوجى والباثولوجي، ويتم اختيار الحالات من درجة قرابة اولى، وبعد التوافق بين المريض والمتبرع، يتم نقل الكلى بعد تخدير المريض بأدوية مثبتة للمناعة،بعد العملية و إفاقة المريض ويتم متابعة كمية البول والسوائل ودرجة مستوى الأدوية المثبتة للمناعة وبعد استقرار الحالة يغادر المستشفى تحت المتابعة المستمرة.
وتقول "منى خليل" بوحدة غسيل الكلى، إنها مسؤولة عن تحضير الحالات بوحدة زراعة الكلى، قبل إجراء العملية وإنهاء كافة الفحوصات والأوراق الرسمية بالشهر العقارى من قبل المريض والمتبرع، وأن جميع الحالات التى تتم داخل جامعة الزقازيق أقارب من الدرجة الاولى، وتم منذ أيام إجراء عملية تبرع من أم لنجلها ، وكانت لشاب يدعى" أحمد" من أسوان يعانى من الفشل الكلوى إلى أن قررت والدته" إيمان" " إنهاء معاناته مع الغسيل الكلوى، والحمد لله بعد توافق الأنسجة بينها وبين والدته ، لم نقابل أي مشاكل وسهلنا كافة المعوقات والحمد لله تمت الزراعة بنجاح، معبرة عن فرحتها الشديدة باليوم الذي يتم فيه إجراء زراعة الكلى.
السيدة ايمان
الام-اجمل-ما-فى-الانسانية
الام-ونجلها_1
السيدة-ايمان_1
الشاب-بعد-تمثاله-للشفاء_1
الفريق-الطبى-4
الفريق-الطبى-الذى-اجرى-العملية
صورة-تذكارية-مع-الفريق-الطبى
صورة-مع-الام-ونجلها-رفقة-الفريق-الطبى
قبلة-على-الراس