أكرم القصاص

القمة العاشرة للتوافق السياسى والاقتصادى بين مصر وقبرص واليونان

الخميس، 09 يناير 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الاقتصاد والطاقة والسياحة والتعاون الثنائى، والقضايا الإقليمية على رأس تركيز القمة الثلاثية العاشرة التى انعقدت بين مصر وقبرص واليونان، ضمن علاقة تطورت بشكل متصاعد منذ 2014 وأثمرت اتفاقات وخطوطا من التعاون والشراكة، وإحياء روابط تاريخية، وتفعيل الدائرة المتوسطية، الاستراتيجية التى أحياها الرئيس عبدالفتاح السيسى، ضمن دوائر مصر الاستراتيجية التقليدية العربية والإسلامية والأفريقية، ضمن سياسية الانفتاح والتعاون التى تم وضعها على مدار سنوات، ويحرص الثلاثى على دورية انعقاد القمة، عُقدت القمة الأولى بالقاهرة نوفمبر 2014، والثانية بقبرص أبريل 2015، والثالثة باليونان فى ديسمبر 2015، وتوالت القمم سنويا لتصل إلى التاسعة «قمة أثينا» عام 2021، بين الرئيس السيسى، ورئيس قبرص، وكيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان، وهو نموذج لتعاون وتنسيق وتفهم واتفاق على القضايا المختلفة، وطرح وجهات نظر الثلاثى فى ما يجرى بالإقليم، والعالم، حيث تشهد المنطقة تحولات متعددة سياسيا واقتصاديا، تنعكس على الإقليم بأكمله.


وخلال المؤتمر المشترك للرئيس عبدالفتاح السيسى أمس الأربعاء، مع كل من الرئيس القبرصى نيكوس خريستودوليدس، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، أكد الرئيس أن الروابط القوية التى تجمع مصر وقبرص واليونان، أصبحت نموذجا للتعاون الإقليمى المتكامل، وبالفعل فإن التعاون الاقتصادى بين مصر وقبرص واليونان، خطوة استراتيجية حيوية، ليس فقط من ناحية مساهمته فى تعزيز النمو الاقتصادى وإنما أيضا باعتباره خطوة محورية نحو تعزيز التكامل الاقتصادى الإقليمى، ومن هنا ينعقد منتدى الأعمال بين مجتمعات الأعمال بين الدول الثلاث على هامش القمة ليكون منصة لتبادل الرؤى والخبرات واستكشاف فرص تعزيز الاستثمارات المتبادلة التى تنعكس إيجابيا على شعوب الدول الثلاث.


وبالفعل أصبح التعاون المصرى مع اليونان وقبرص فى مجال الطاقة، عنصرا محوريا فى استراتيجيتنا المشتركة، ويعتبر مشروع الربط الكهربائى بين مصر واليونان نقطة تحول فى التكامل الإقليمى، ويدعم تبادل الطاقة النظيفة ومساهمة فعالة فى تحقيق أهداف التحول نحو الاقتصاد الأخضر، بينما التعاون مع قبرص فى مجال الغاز الطبيعى يعكس رؤية واضحة، من خلال البنية الأساسية المصرية ممثلة فى محطات التسييل المصرية، كخطوة لإعادة تصدير الغاز إلى الأسواق الأوروبية، استنادا إلى الإمكانات المتاحة لمصر واليونان وقبرص وقدرتها على تأمين إمدادات الطاقة لأوروبا، وكما أشار الرئيس فإن قطاع السياحة محور رئيسى لتعزيز التعاون الاقتصادى، باعتبار أن مصر وقبرص واليونان، تزخر بمصادر سياحية غنية، وبالتالى فإن التعاون فى هذا المجال - سواء من خلال الترويج المشترك للمقاصد السياحية، أو تعزيز السياحة الثقافية والبيئية - سيعود بالفائدة الكبيرة على شعوب الدول الثلاث ويزيد من حجم السياحة بينها.


القضايا الإقليمية بالفعل مهمة للدول الثلاث، وقد ثمن الرئيس السيسى ثمن موقف قبرص واليونان المؤيد لحق الشعب الفلسطينى فى الحصول على استقلاله وإقامة دولته المستقلة وفقا للمرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وأثبتت آلية التعاون بين البلاد الثلاثة أنها ليست مجرد أداة لبحث قضايا إقليمية، بل هى شراكة راسخة تهدف إلى تعزيز الاستقرار فى الإقليم، والذى يعتمد - بشكل أساسى - على التعاون فى مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتتضاعف أهمية التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث، مع تطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط.


الرئيس دعا إلى ضرورة تكثيف الجهود والضغوط من أجل التوصل إلى التهدئة فى المنطقة والتعامل مع أزماتها، وعلى رأسها الحرب على غزة ولبنان، وتحقيق الاستقرار فى سوريا وليبيا واليمن والسودان، وتجنب استمرار تصعيد الصراع فى المنطقة وتحويله إلى حرب شاملة، وما سيترتب على ذلك من تداعيات كارثية ستطال الجميع، سواء كانت سياسية، أو اقتصادية، أو أمنية، فضلا عن موجات غير مسبوقة من النازحين والهجرة غير الشرعية.


الرئيس القبرصى نيكوس خريستودوليدس، أكد فى الكلمة الافتتاحية لأعمال القمة الثلاثية العاشرة بين مصر وقبرص واليونان، أهمية الائتلافات إقليمية، ومنها الائتلاف الثلاثى، فى التنمية البشرية والازدهار الاقتصادى، وهناك الكثير من الفرص المتعلقة بالسياحة والطاقة والأمن، ودعا للعمل من أجل وقف إطلاق النار فى غزة والإفراج عن المحتجزين والوصول إلى حل الدولتين، مشيرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت أقل استقرارا وأمنا، ما يتطلب مزيدا من جهود التعاون الجيوسياسية، من أجل مسارات سياسية فى ليبا وسوريا.


وبالتالى، فإن القمة الثلاثية العاشرة، تدعم نتائج القمم السابقة، تجاه تقوية الدائرة المتوسطية لمصر ضمن سياسة تقوم على التعاون والتنسيق، ما يضاعف بناء الثقة والقدرة على دعم الاستقرار، فى الدول الثلاث.

 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة