بعد أكثر من عامين من الشغور الرئاسي منذ أن غادر الرئيس السابق ميشال عون قصر الرئاسة في بعبدا بلبنان باءت أكثر من 12 جلسة نيابية لانتخاب رئيس بالفشل.
وعقدت اليوم الخميس جلسة الانتخاب الأكثر زخما في تاريخ لبنان وذلك في حضور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الموفد السعودي يزيد بن فرحان، سفراء اللجنة الخماسية وعدد من الدبلوماسيين .
وشهدت الجلسة خلافات حادة تطورت إلى تبادل الشتائم بين بعض النواب الدين يرون فى انتخاب قائد الجيش جوزاف عون مخالفة غير مقبولة للدستور اللبناني وفريق آخر يرى أن لبنان لم يحتمل الشغور الرئاسى وعليه انتخاب رئيس بسرعة لإنقاذ البلاد .
وبالمقابل يحظى جوزاف عون بتأييد كل من فرنسا والولايات المتحدة الامريكية ودول عربية أخرى.
وعقب انتهاء كلمات النواب طلب رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري توزيع الأوراق على النواب للبدء بعملية انتخاب الرئيس.
وبدأت عملية عز وفرز أوراق الإقتراع التي وضعها النواب في صندوق الانتخاب .
مشادات بين النواب
من جانبه قال النائب إلياس بوصعب نائب رئيس البرلمان إن هناك مشكلة دستورية حقيقية وفي العام 2008 تم اعتبار انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان قد أتى بإجماع وطني، وأضاف نحن أمام فرصة حقيقية اليوم ولا يجب الخروج من القاعة قبل انتخاب رئيس للجمهورية.
وقد توجه النائب سليم عون إلى الرئيس نبيه بري بعد تلاوة المواد الدستورية قائلا: "دولة الرئيس.. ليش عم نقرا الدستور.. بدنا نطبقو؟".
من جانبه، قال النائب ملحم خلف خلال الجلسة: "حفاظاً على الحرية والجمهورية وتمسكاً بالديمقراطية وامتثالاً لأحكام الدستور وحرصاً على آلية الانتخاب التي تمنع إنتخاب موظفي الفئة الأولى فإنه لا يمكن للنواب خرق أحكام الدستور".
ودعا النائب خلف إلى عدم خرق أحكام الدستور أو تعليقها بحكم الواقع والذهاب جميعاً إلى انطلاقة جديدة لدولة نريدها جميعاً دولة الحق والقانون وتحترم الدستور، كما قال.
من جانبه، قال النائب جبران باسيل خلال جلسة الإنتخاب ان "مقدمة الدستور تنصّ على أن السيادة يمارسها الشعب عبر المؤسسات الدستورية والمجلس النيابي هو المؤسسة الدستورية الأم الأكثر التصاقاً بالشعب ومرجع المجلس لممارسة سيادته هو الشعب وليس الخارج".
أضاف باسيل: لقد عدنا إلى "عهد القناصل" في لبنان من خلال فرض اسم الرئيس من الخارج ونحن الآن نشهد عملية تعيين يمارسها مجلس النواب اللبنانى من خلال عملية الانتخاب الحاصلة اليوم".
وطالب باسيل الرئيس بري بإعلان من هي الشخصيات المؤهلة للترشح واعتبار كل ورقة تحمل شخصية غير مؤهلة للترشيح بحُكم الملغاة.
النائب جميل السيد، بدوره قال في كلمة له خلال الجلسة: "لم أتعرض لأي ضغط خارجي لانتخاب رئيس جديد وأوافق ما قاله خلف عن رفضه خرق الدستور والجلسة الحالية ليس لها صلاحيات تشريعية لا علنية ولا ضمنية".
من جانبه، اعتبر النائب أسامة سعد ان النفوذ الأميركي تسلل إلى صحراء السياسة اللبنانية والانتخابات تُجرى اليوم أمام توافقات اللحظة وفيها من التكاذب والصفقات الكثير.
تبادل الألفاظ المسيئة بين نواب المجلس
بدورها، طلبت النائبة بولا يعقوبيان الكلام، وقالت ان العماد جوزاف عون قد يكون منافساً للطبقة السياسية ولديه شعبية". وفق "لبنان 24”.
فتوجه النائب سليم عون للنائبة يعقوبيان قائلا: "غطيتي رئيس حكومة مخطوف وجاية تحاضري بالعفة"، فحصل حينها إشكال بين النائبين تخلله ألفاظ مسيئة.
النائب فراس حمدان، طلب أيضا الكلام وقال: "كيف أصدق التباكي على الدستور وسط كل التجاوزات التي تطاله ؟"، وتابع: "لا يمكننا إستخدام الدستور متى ما نشاء ونتجاهله حينما نريد".
وقال بدوره النائب ميشال ضاهر خلال الجلسة انه "في آخر 20 عاماً بتنا نشهد على شغور رئاسيّ لأكثر من عامين في كل دورة"، مشيرا إلى انه "آن الآون لهذه الطبقة السياسية لأن تبتعد جانباً ونحن فشلنا".
من ناحيته، قال النائب ياسين ياسين انه لدينا فرصة تاريخية لـ انتخاب رئيس وإنقاذ لبنان من أزماته.
النائب وضاح الصادق اعتبر من ناحيته في كلمة له خلال الجلسة ان وضع البلد في حالة إحتضار وواجبنا أن نمنع استمرار النزيف في لبنان.
النائب ميشال معوض رأى انه "حان الوقت أن ننتخب رئيساً صارماً وجامعاً ويعمل على إخراجنا من الإنقسامات وإن لم يكن لدينا الدعم العربي والدولي لا يمكننا إعادة النهوض بالبلد".
بدوره، قال النائب أديب عبد المسيح في كلمة له ان "لبنان في القلب والدستور على الرأس لكنه لا ينصّ على أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون مارونياً".
أما النائب سامي الجميل فقال خلال الجلسة انه "في العام 2008 تم تكريس سابقة دستورية أسفرت عن انتخاب سليمان رئيساً آنذاك واعترضنا عليها آنذاك وإثر ذلك ذهبنا إلى المجلس الدستوري ورفضنا أي مخالفة للدستور".
وتمنى الجميل ان "نشهد فتح صفحة جديدة وأقول للثنائي الشيعي أن البلد لنا جميعاً ولن نقبل أن يعيش أي لبناني الاضطهاد والتخوين الذي عشناه".