"قلنا هنبنى وادى إحنا بنينا السد العالى".. هكذا كان يردد أبناء السد العالى الذين شاركوا فى هذا الإنجاز العظيم الذى استطاع أن يكون سداً منيعاً يحمى مصر من الجفاف والفيضانات على مدار عشرات السنين.
وفى يوم التاسع من شهر يناير عام 1960، وضع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حجر الأساس لبناء مشروع السد العالى بأسوان، أعظم المشروعات الهندسية فى القرن ذاته، وتحتفل مصر هذا العام بمرور 65 عاما على هذه الذكرى، التى بدأ فيها العمل بالمشروع الكبير الذى يعد نموذجا لكفاح الشعب المصرى على البناء والعمل عندما استطاعت السواعد المصرية بناء السد العالى بكل إصرار وعزيمة.
قال محمد يوسف، أحد بُناة السد العالى، لـ"اليوم السابع"، إن السد العالى هو قصة كفاح شعب استطاع أن ينهض ليستعيد لهذا البلد أمجاده وتاريخه العريق، رغم كل المحاولات التى وقفت ضد هذا المشروع القومى لمصر، وكسرت مصر وقتها شوكة الاستعمار والقوى الغربية التى رفضت تمويل مشروع السد العالى ثم حاربوا مصر من خلال العدوان الثلاثى.
وأضاف محمد يوسف أن السد العالى كان بمثابة "الابن" للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، من شدة حرصه على أن يرى هذا المشروع النور وينعم أهل مصر جيلا بعد جيل بهذا الإنجاز العظيم، فكان "عبد الناصر" كثير الزيارات لأسوان لمتابعة هذا المشروع وخطوات إتمامه، لافتاً إلى أن الرئيس الراحل كان يحب السد العالى ويدعم العاملين فيه ويوفر لهم المزايا وصولاً للانتهاء من هذا المشروع القومى، رغم أنه توفى قبل افتتاح السد، ليستكمل مسيرة العطاء من بعده الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وأوضح المهندس مصطفى جاد، مدير عام الصيانة بالسد العالى، لـ"اليوم السابع"، أن السد العالى حامى مصر من الجفاف والفيضانات على مدى عشرات السنوات، وافتتحه الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى يوم 15 يناير عام 1971 ليصبح هذا اليوم عيداً قومياً لمحافظة أسوان وكتب العاملون بهذا المشروع تاريخاً عظيماً يُروى لأجيال عديدة قادمة ، عندما تمكنوا من ترويض الطبيعة الصخرية فى جنوب مصر ليبنوا السد العالي كعلامة بارزة وخالدة فى تاريخ مصر.
وأشار إلى أن قرار بناء السد العالى اتخذ فى عام 1953 بتشكيل لجنة لوضع تصميم للمشروع، وتم وضع تصميم السد العالى فى عام 1954 تحت إشراف المهندس موسى عرفة والدكتور حسن زكى بمساعدة عدد من الشركات العالمية المتخصصة ولجأت مصر آنذاك لتأميم قناة السويس فى عام 1956 لتوفير الموارد المالية اللازمة لبناء السد العالى، ليتم توقيع إتفاقية بناء السد العالى في عام 1958 ووضع حجر الاساس فى عام 1960.
وعن رمز الصداقة بالسد العالى كشف المهندس مصطفى جاد، عن رمز الصداقة المصرية السوفيتية والذى يتجاوز عمره نصف قرنا، يعد من أهم أركان السد العالى، ويجسد تحفة معمارية من الطراز الفريد مما يجعله قبلة للزائرين السائحين الأجانب والمصريين، حيث صمم الرمز على هيئة زهرة اللوتس، التى تحظى بقدسية لدى المصريين القدماء، وتتكون من 5 ورقات، ففى مدخل النصب التذكارى للرمز تجد الجدار الأول الذى مدون عليه الآية الكريمة "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ"، وتحمل صورة عبارة عن كفتا لليد المصرية والسوفيتية والتى توحى بالدعاء لسقوط الأمطار، وعبارات مدونة للزعيم جمال عبد الناصر والزعيم محمد أنور السادات، وتمثل الورقات الأخرى ازدهار الزراعة والصناعة والتعليم لبيان مدى ارتباطهم بالازدهار الاقتصادى الذى أحدثه السد العالى لمصر، وبداخل منطقة الرمز يمكنك مشاهدة محافظة أسوان من أعلى نقطة مشاهدة، ولن يكلفك ذلك سوى أن تتخذ المصعد لتصعد أعلى الرمز على ارتفاع 72 مترا فى مشهد لا يتكرر.
الرمز فى السد العالى
ترسانة العمل
جسم السد العالى
رمز الصداقة
سد أسوان
لحظة اندفاع المياه من بوابات السد العالى
مياه النيل خلف السد العالى
نهر النيل بأسوان
