يحتفل العالم في الثامن من مارس في كل عام باليوم العالمي للمرأة للعديد من الأهداف أبرزها تذكير العالم بدور المرأة القوي والمؤثر في المجتمعات، والاحتفال بإنجازات المرأة، ودعم وتشجيع المساواة بين الجنسين، والاهتمام بقضايا المرأة.
ويعتبر هذا اليوم مصدرا للاحتفال في العديد من البلدان، ويحتفل به اجتماعيًا أو محليًا في بلدان أخرى. وتحتفل الأمم المتحدة بالعيد فيما يتعلق بقضية أو حملة أو موضوع معين في حقوق المرأة.
وفي بعض أنحاء العالم، لا يزال اليوم العالمي للمرأة يعكس أصوله السياسية، ويتميز بالاحتجاجات والدعوات إلى التغيير الجذري؛ في مناطق أخرى سيما في الغرب هو اجتماعي ثقافي إلى حد كبير ويتركز حول الاحتفال بالأنوثة والنساء .
ويحتفل العالم في 8 مارس، بيوم المرأة، تقديرا لدورها في بناء المجتمع، وإسهاماتها في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتتبع جذور هذه المناسبة إلى الحركة النسائية العالمية التي نشأت في أوائل القرن العشرين، في عام 1910، من خلال مؤتمر النساء الاشتراكيات الثاني الذي عُقد في كوبنهاجن، قررت جمعية المرأة الاشتراكية الدنماركية المقترح من الألمانية كلارا زيتكيند تقديم يوم دولي للمرأة، حيث كان الهدف منها تحقيق المساواة والعدالة للنساء، وتم تمرير القرار بالإجماع وقررت الجمعية الاجتماعية الدولية في فبراير 1911 أن يتم الاحتفال بيوم المرأة العالمي في 8 مارس من كل عام.
ومنذ ذلك الحين، أصبح الثامن من مارس يومًا دوليًا للاحتفال بإنجازات النساء وللعمل نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، وتطورت فكرة الاحتفال بيوم المرأة لتشمل الاعتراف بدور المرأة في مجالات متعددة مثل السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والتعليم، وغيرها.
وبمرور الزمن، تطورت هذه المناسبة لتشمل الاحتفال بالتقدم النسائي والنضال من أجل حقوق المرأة في مختلف أنحاء العالم. وبدأ يوم المرأة العالمي يحتفل به بشكل رسمي في العديد من البلدان ويعد فرصة للتأكيد على أهمية دور المرأة في المجتمع ومواجهة التحديات التي تواجهها.
والتاريخ يشير ايضا الي انه في مثل هذا اليوم خرج آلاف النساء في عام 1856م؛ للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي يجبرن على العمل تحتها، ، ورغم أن الشرطة تدخلت لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت فى دفع المسئولين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية.
وقد تكرر هذا المشهد يوم 8 مارس في عام 1908 عندما سارت 15000 امرأة في مدينة نيويورك مطالبة بحقوق التصويت، والحصول على ساعات عمل أقل، لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود فى خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية شعار "خبز وورود"، وطالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.
وشكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق فى الانتخاب،
ورغم. هذا التاريخ النضالي من اجل الدفاع عن حقوق النساء واعتبارا يوم ٨ من مارس عيدا عالميا لهن إلا ان هناك اهتمام متفاوت
للاحتفال بين البلدان، حيث العديد من النساء عبر العالم يجهلن بوجود يومهن العالمي، بينما هذا العيد يعتبر بأهمية عيد الأم وعيد الحب في روسيا على سبيل المثال.
من جهتها تحرص الشركات العالمية على الاحتفال بهذا اليوم لتخاطب زبائنها وعملاءها من النساء ولتظهر صورة حديثة وعصرية. فعلى سبيل المثال تحرص "غوغل" على تغيير "لوغو" محرك البحث الخاص بها في هذا اليوم لتكريم إنجازات النساء في مختلف المجالات ولتسليط الضوء على التحديات التي يواجهنها.
وعلي صعيد اخر تطور ما يسمي بمفهوم الدبلوماسية النسوية حيث يوجد في العالم حوالي خمسة عشر بلداً ينتهج دبلوماسية نسوية وتهدف إلى تعزيز قوة دبلوماسيتها الرامية إلى الدفاع عن حقوق النساء في العالمي ووضع حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في قلب السياسة الخارجية، من دون اعتماد خريطة طريق فعلية.
و تعزيز حقوق المرأة والدفاع عنها، سواء في إطار الهيئات الدولية أو من خلال المنظمات العاملة لصالح النساء والفتيات.
وعلي مستوي الدول العربية فهناك اهتمام كبير بدعم مسيرة المرأة وهناك جهود مبذولة من قبل القيادات السياسية نحو تمكين النساء بدرجة كبيرة وتزخر المنطقة العربية برموز النساء الباردات في مختلف المجالات السياسية والثقافية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية اللواتي حققن نجاحات باهرة رغم ما يواجههن من تحديات كبري أبرزها الظروف الاجتماعية والثقافية
وفي مصر تعيش المرأة امتيازا حقيقيا بفضل الدعم الدائم لفخامة السيد عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لها حيث يوصف هذا الوقت بأنه العصر الذهبي للنساء لدعم القيادة السياسية لها ويصفهن بأنهن" عظيمات مصر " ، فهناك تقدير سياسيي كبير للمرأة من قبل القيادة السياسية وهي بالفعل محل ذلك فقد حققت المرأة في مصر و مختلف الدول العربية نجاحات مبهرة في مختلف المجالات رغم التحديات الكبيرة .
ولكن المشكلة ان النساء تحتاج الي مزيد من الدعم المجتمعي واظهار. صورتها الحقيقية أمام المجتمع والمسئولية هنا تقع علي مؤسسات التنشئة الاجتماعية ومؤسسات التنوير وفي مقدمتها الإعلام والثقافة والتعليم والمجتمع المدني ،
ومؤخراً أطلقت مبادرة مصرية طموحة تحمل عنوان " نساء في الصورة " في إطار الإحتفال بيوم المرأة العالمي، وتستهدف إلقاء الضوء على عدد من السيدات اللاتي أثرن بشكل فعال في المجتمع سواء على الصعيد المحلي أو العربي.
الفكرة تهدف إلى تعريف الشباب والنشء بتلك النماذج الهامة في المجتمع، من خلال التركيز علي عدد من النماذج النسوية اللامعة، لتعريف أجيال النشء والشباب وطباعة صورهن في شكل رمزي علي هيئة طوابع بريدية بتصميم فني جذاب تقديرا لعطائها ولتكون قدوة للأجيال الجديدة.
كذلك تقدم هذه المبادرة الدعم الإعلامي والثقافي لكل النساء الناجحات في سبيل إظهار صورة نجاحها وتميزها ومساعدتها في تذليل المعوقات التي تعترض طريقها.
والفكرة جميلة وتحتاج الي دعم جميع الجهات من أجل دعم النساء الناجحات ووضعها في صورة الصدارة للمجتمع وتسليط الضوء عليها وعلي نجاحاتها دعما لها من منطلق أن دعم المرأة هو دعم للمجتمع كله فلا يوجد مجتمع صحي إلا من خلال تقدير واحترام المرأة التي تعتبر رمانة الميزان فيه.
وهي دعوة لجميع المؤسسات الإعلامية بتبني هذه المبادرة الطموحة ووضع جميع. النساء اللامعات في الصورة وتحت الأضواء وتقديم قصص نجاحهن وجعلهن قدوة للاجيال الجديدة وللمجتمع كله .
وختاما اتوجه بالتحية والتقدير والشكر لكل النساء في العالم علي جهودهن وبصفة خاصة النساء في مناطق النزاعات المسلحة اللواتي يتحملن مشقة يعجز القلم عن وصفها
فكل عام وكل امرأة بخير وبصفة خاصة المرأة المصرية والعربية رمز العطاء والصبر والإخلاص والشريكة الفاعلة في مسيرة التنمية والبناء والتطوير .
وفي هذا اليوم الاستثنائي تقف كل امرأة مع نفسها وترصد إنجازاتها التي حققتها خلال عام كامل، وتضع أهدافا جديدة من أجل تدشين مكانتها بالمجتمع، وتأكيد قدرتها على أحداث التأثير.
كل عام وكل امرأة ملهمة وقوية، ومعطاءة وفي قلب الصورة .