أكرم القصاص

جرائم نتنياهو فى غزة.. هل تعوض الإبادة فشل 15 شهرا؟

الأربعاء، 19 مارس 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن استئناف نتنياهو للحرب فى غزة مستبعدا، لكن الواقع أن رئيس وزراء الاحتلال لا يمكنه تبرير الحرب هذه المرة، مع اتفاق انتهت مرحلته الأولى ويحاول نتنياهو شغل الرأى العام عن محاكماته، بجانب غموض حول مستقبله السياسى.. وخلال ساعات بدأ القصف المجرم، الذى أدى إلى استشهاد أكثر من 400 فلسطينى وأصيب المئات وسط دعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو دعم يشير إلى استمرار الارتباك داخل إدارة الرئيس ترامب، بجانب السعى من قبل نتنياهو لتحقيق انتصار من أى نوع.

وكما وصف المدير العام لوزارة الصحة فى غزة الدكتور منير البرش، فقد غدر الاحتلال الإسرائيلى بسكان غزة وشن غارات وحشية وهم نيام، ومعظم ضحايا المجازر من النساء والأطفال، كما أن العديد من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض مع وجود نقص حاد فى جميع الإمكانيات الطبية، وخروج 25 مستشفى من أصل 38 عن الخدمة، والحاجة الماسة إلى مستشفيات ميدانية.

وبدأت عمليات تستهدف تهجير الفلسطينيين داخل القطاع، وإنذارات لسكان بيت حانون شمالى قطاع غزة وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة «جنوب»، واعتبرتها مزاعم جيش الاحتلال مناطق قتال. رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قال إن الجيش تلقى تعليمات باتخاذ إجراءات حازمة ضد منظمة حماس فى أعقاب رفضها المتكرر إطلاق سراح رهائننا، وأن الهجوم استهدف قيادة حماس وبنيتها التحتية وسيستمر «ما لزم الأمر»، وهذه التصريحات تبدو نوعا من إخفاء الخيبة، بعد أن عجز جيش الاحتلال عن تنفيذ مخططات التهجير، أو القضاء على حماس طوال 15 شهرا، بجانب استمرار فرض حصار وحرب تجويع ضد سكان غزة، ويزعم الاحتلال أن الضربات «استهدفت قادة عسكريين من الرتب المتوسطة، ومسؤولين قياديين، وبنية تحتية تابعة لمنظمة حماس»، وهى أهداف فشل الاحتلال فى تنفيذها طوال 15 شهرا.


حركة حماس ردت فى بيان لها مؤكدة أن «نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرضون الأسرى فى غزة إلى مصير مجهول، مشيرا إلى أن الاتصالات قائمة مع الوسطاء، وإن الحركة حريصة على استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ووقف شلال الدم، وأكدت حركة الجهاد أن ما عجز نتنياهو وجيشه الهمجى عن تحقيقه طوال خمسة عشر شهرا من الجرائم وسفك الدماء سيعجز مجددا عن تحقيقه بفضل صمود شعبنا المظلوم.

اللافت للنظر أن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض الأمريكى، قالت إن  إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس دونالد ترامب قبل شن غاراتها على غزة، وقالت فى تصريحات لـ«فوكس نيوز» الأمريكية: «لقد تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة، وكما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين سيدفعون ثمنا باهظا وستفتح أبواب الجحيم، ليست إسرائيل فحسب، بل معها الولايات المتحدة الأمريكية أيضا ستعمل على ذلك».

هذه المؤشرات تكشف عن دعم أمريكى لنتنياهو، فى حرب لا تظهر لها ملامح، بل إن عائلات المحتجزين الإسرائيليين اتهموا الحكومة فى تل أبيب بتخليها عن ذويهم، مؤكدة أن استئناف القتال سيكلفهم حياة 59 محتجزا لا يزالون فى غزة، وقالوا «نحن مصدومون وغاضبون وقلقون بشأن التعطيل المتعمد لعملية إعادة أحبائنا من الأسر المروع لدى حماس».

من جانبها، أعلنت مصر عن إدانتها بأشد العبارات للغارات الجوية الإسرائيلية التى استهدفت قطاع غزة، واعتبرته  انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار، ويعد تصعيدا خطيرا ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة، مؤكدة رفضها الكامل لكل الاعتداءات الإسرائيلية الرامية إلى إعادة التوتر للمنطقة، والعمل على إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار، وطالبت مصر المجتمع الدولى بالتدخل الفورى لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة للحيلولة دون إعادة المنطقة لسلسلة متجددة من العنف والعنف المضاد.

كل هذه التداعيات تكشف عن عودة المتطرفين وتجار الحرب فى محاولة لتحقيق نجاحات بعد فشل الحرب فى تحقيق أى أهداف فى التهجير أو القضاء على حماس، وهو محاولة أخيرة للبقاء فى الصورة، وتجاوز القضايا والاتهامات لرئيس الوزراء، وأيضا محاولة الإبقاء على حكومة المتطرفين، خاصة مع دعم أمريكى يفترض أن يثير رد فعل رافض دوليا وإقليميا، خاصة مع انتهاء المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار، بينما هى حرب نتنياهو وترامب والمتطرفين.


 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة