دينا شرف الدين

"في رثاء أمي"

الجمعة، 21 مارس 2025 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكتب كل كلمة من كلمات مقالى اليوم بدموع قلبى الذى يعتصره الحزن على فراق أول وآخر من أحبنى كما قال النبى صلى الله عليه وسلم، فقد فارقت أمى الدنيا بما تفيض به من ضجيج وصراع ولهث وأفراح وآلام لا ينفض يده منها ابن آدم إلا بأمر من الله ليحمله من عالم الدنيا بكل ما تحمله الكلمة من معان الدنو إلى عالم الأسرار الخفية التى لا يعلمها إلا الله.

تلك الشجرة الطيبة التى أنبتت نباتًا بفضل الله طيبًا لا تموت ذكراها ولا ينقطع عملها من الدنيا لطالما كانت هناك فروع صالحة تستمر فى نبتها وتكبر لتشيخ ويخرج منها نبتْ جديد، تلك حكمة الحياة الدنيا.

علمتنى أمى: أن أصدق القول وأحسن الفعل وأتقى الله فمن يتقى الله يجعل له مخرجًا.

علمتنى أمى: التواضع والبساطة وجبر خاطر الضعيف والمسكين لأنه من تواضع لله رفعه.

علمتنى أمى: أن الكلمة الطيبة صدقة وأن فعل الخير لا يتطلب الكثير من التفكير والتدبير فلابد أن يكون أسلوب حياة لا ينفصل عن كل تفاصيلها.

علمتنى أمى: أن أفرح بما آتانى الله وأسجد له شكرًا وألا أحزن على ما فاتنى وأحمد الله على ما رزقنى ولا أتطلع لما رزق به غيرى.

علمتنى أمى: أن العطاء لا حدود له وأن إنكار الذات هو أعلى الدرجات.

علمتنى أمى: أن حب الناس هو خير دليل على حب الله فمن أحبه الله أحبب فيه جميع خلقه.

علمتنى أمى: أن السيرة الطيبة هى أكبر كنوز الدنيا وأن الإنسان يفنى تاركًا وراءه كل ما جمع من مال وعدده وأن ذكره الطيب هو الأبقى.

ذهبت من كان يكرمنى الله من أجلها، لكن كلماتها وصوتها سيظل يرن بأذناى ويستقر بقلبى ما دامت حياتى فى الدنيا.

رحيل الأم غصة قلب لا تموت حتى نموت، اشتقت لروح لن تعود.

فأكثروا من الإحسان لأمهاتكم وتقربوا إلى الله ببرهن وقبلوا أقدامهن فالجنة تحتها.

رحمكِ الله يا أمى وجعل كل ما علمتنيه من خير فى ميزان حسناتك ورفعكِ به فى أعلى الدرجات مع النبيين والصديقين والشهداء.

فلكم  كنت أنتظر طيلة سنوات عمري أجمل الأعياد وأحبها إلي قلبي وهو عيد الأم، إذ كنت أفكر وأسرح كثيراً في كل ما يمكن أن يسعد أمي ويكون لها هدية مميزة، وعندما أستقر بعد طول تفكير علي هديتها  ، أقضي أسعد لحظات حياتي وأنا أحتفظ بهديتي حتي يأتي اليوم المنتظر وأتوجه مسرعه لأرتمي بأحضانها وأقبل يديها وجبينها  وأعطيها بكل الحب هديتي المتواضعة لأري سعادة بعينيها لا مثيل لها و دعاء لن أسمعه يوماً بعد الآن.

ولكن: قد اختار لي المولي عز وجل منذ عدة أعوام ألا أفرح بشراء هديتها وألا أرتمي بأحضانها و أقبل جبينها.

فقد رحلت أمي إلى بارئها و تركت  بقلبي غُصة لا تزول  و ذكريات لا تفارق خيالي  و حياة  باهتة بلا ألوان  وشوق واحتياج غير مُحتمل.

أدعو الله من كل قلبي وبكل  جوارحي أن يديم على كل إنسان نعمة وجود الأم، فوجودها بركة لا تنتهي ودعاء لا ينقطع  وعطاء غير محدود وأمان  ليس كمثله أمان في الدنيا.

نصيحتي لكم أعزائي في عيد الأم: أكثروا من برهن ، تسارعوا في إسعادهن، قبلوا أيديهن و أقدامهن، لا تتركوا مشاغل الدنيا تلهيكم عن الإستمتاع  بأحضانهن، فوزوا كل الفوز برضاهن  فهذا هو الفوز العظيم.

وكل عام  وكل الأمهات بخير وسعادة وسلامة، رحم الله  كل أم غابت عن الدنيا وجعل عيدها في جنات النعيم، ورحمكي الله يا أمي وجعل عيدك أجمل الأعياد، وتقبل الله مني هديتي لكي هذا العام، وهي الدعاء الخالص من القلب:

((اللهم اجعلكِ في عليين وألحقكِ بالصالحين في جنات النعيم  وارفعكِ في أعلى الدرجات مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وأمهات المؤمنين أجمعين )).







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة