أكرم القصاص

مأزق نتنياهو ومخاوفه فى حرب بلا أفق

الإثنين، 24 مارس 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هذه المرة نتنياهو وتجار الحرب فى الكيان يواجهون مأزقا بعد استئناف الحرب بلا أى ذرائع أو مبررات، وتتواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلى على غزة، بعد توقف لأسابيع تم خلالها تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.


وتستمر الحرب هذه المرة من دون أفق واضح، ولا أسباب، فقد بدأت الحرب بذريعة عملية طوفان الأقصى، واستنفدت أغراضها أو أهدافها أو بالمعنى الأدق بعد 15 شهرا من القصف والاجتياح والتدمير الكلى لغزة، اكتشف الاحتلال أن ما أعلن عنه من أهداف لم يتحقق، فقد تم تدمير غزة كاملة وقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء.


لكن هذه المرة يبدو نتنياهو غير واثق من تحقيق نتائج، ويتذرع بأن قوات حماس خرجت من الحرب وظهرت فى استعراضات أثناء تسليم المحتجزين بكامل سلاحها وسياراتها، وهو ما بدا نوعا من الإحراج لنتنياهو الذى أعلن أنه قضى على أغلب قوة حماس، ومن هنا يبدو أنه يشن حربا لاستعادة أى نوع من الانتصارات، بعد أن أصبح فى موقف شديد التعقيد، سياسيا وقضائيا، كما أنه يضغط لإطلاق سراح المحتجزين بينما لا يعرف مكانهم، وفشل طوال أشهر الحرب فى التعرف على أماكن المحتجزين.


والمفارقة أن الحرب تتم هذه المرة بمعرفة الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب، وهم من كانوا أطرافا فى إبرام الاتفاق، ولا تزال أمريكا ضمن وسطاء وقف الحرب، وهو ما قد يبدو مثيرا للدهشة، وقد حاول الاحتلال اتخاذ ذرائع من الصواريخ التى زعم أنها أطلقت من لبنان أو غزة، وهو ما نفته الأطراف المعنية فى البلدين، فقد نفى حزب الله إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل وأكد التزامه بالهدنة، مؤكدا أن ادعاءات الاحتلال ‏تأتى فى سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على ‏لبنان والتى لم ‏تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار، ‏وجدد حزب الله التأكيد على التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، ‏وكان الحزب يرد على مزاعم جيش الاحتلال، التصدى لثلاثة صواريخ قال عنها إنها أُطلقت من لبنان على بلدة المطلة الحدودية الشمالية.


ويبدو بالفعل أن الاحتلال نفسه وراء إطلاق هذه الصواريخ أو ما يثار حولها، لأن نتنياهو أمر الجيش بضرب «عشرات الأهداف» فى لبنان ردا على ما زعم أنه إطلاق الصواريخ.


ونفس الأمر فيما يتعلق بمزاعم إطلاق الصواريخ من غزة، ومن الواضح أنها إما مجرد شائعات أو أنها تنطلق بمعرفة الاحتلال أو الجهات التابعة له، والتى تمثل ذرائع لاستمرار الحرب التى تستقطب المتطرفين داخل الاحتلال، كما أنها تمنح نتنياهو مزيدا من الوقت للاستمرار فى الواجهة، فى وقت يتوقع أن يخضع لمحاسبة على نتائج  الحرب التى لم يحقق من وراءها أهدافا باستثناء تدمير غزة، وارتكاب  المجازر بشكل أكثر هيستيرية مما سبق، ورغم أن بنيامين نتنياهو أعلن أنه كسر شوكة حزب الله، ويحتل سوريا، فما زال غير واثق من نتائج حربه التى توقفت وعاد لاستئنافها من دون أفق أو أهداف واضحة، وتضعه فى مأزق بين استمرار جرائم بلا هدف، وانهيار حكومته فى حال توقف الحرب.


ومن هنا يأتى موقف مصر الذى يحذر من اتساع النزاع إقليميا مما قد يفتح مجالا لمزيد من التوتر والصدام، وتدين مصر استئناف الحرب على غزة، أو قصف لبنان، باعتبار أنها اعتداءات تخالف الاتفاقات المبرمة، كما أنها تمثل مخالفة للمواثيق والقوانين الدولية، بجانب أن الاحتلال فشل فى تنفيذ أى خطوات نحو التهجير، مما يجعل من الصعب أن يحقق فى أيام أو أسابيع ما عجز عن تحقيقه طوال 15 شهرا، مع وجود موقف مصرى حاسم يرفض التهجير، أو أى من مخططات تمثل جرائم كاملة.

p
مقال أكرم القصاص بعدد اليوم السابع الورقي






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة