عندما تهتم الدولة ببناء الإنسان، وتقدم كل ما من شأنه، يساعد في تحقيق تلك الغاية الكبرى، سوف تجد المجتمع في مجمله قادر على العطاء، ولديه رغبة في التغيير، والإرادة نحو تجاوز التحديات، بل والتطلع لمستقبل مشرق، يتسم بالطموحات، والآمال، والأحلام، المفعمة بالإيجابيات في شتى المجالات؛ ومن ثم تتحقق ماهية جودة الحياة، بصورة تدريجية، يلمسها الجميع دون استثناء.
صلاح وإصلاح مؤسسات الدولة، وقطاعاتها المختلفة، الهدف منه، توفير الحياة الكريمة، لشعب كريم يستحق أن ينال كل تقدير؛ ومن ثم سعت الدولة بكل طاقتها عبر مؤسساتها إلى أن تطور من البنية الصحية، والتعليمية، والخدمية، بما يعود بالثمرة المباشرة على المواطن المصري، ويجعله راضيًا، وراغبًا، في تقديم أفضل ما لديه؛ من أجل تقدم ورقي وطنه الحبيب؛ فميدان العمل خير شاهد على ثورة النشاط، والرغبة في التحسين؛ بغية الريادة والتنافسية التي نشاهدها، من قبل العديد من المؤسسات الرسمية منها، وغير الرسمية.
الحياة الكريمة نرصدها في ملامح الإعمار المتنامي، يومًا تلو آخر؛ فترى كل فجر جديد، أيدي عاملة في الميادين، وعقول معطاءة في كل مجال، وتضافر مؤسسي، يقدم أفضل ما لديه، وهذا ما تدعمه القيادة السياسية، وتحث عليه في كل وقت وحين، وتقدم الدعم اللوجستي والمعنوي، الذي يدفع إلى بذل مزيد من الجهود، وحصد مزيد من النتاج، العائد أثره على المواطن المصري؛ ليحيا حياة كريمة، ويتطلع لمستقبل أفضل.
في مصر حياة كريمة، نرصدها في إعمار متواصل، يضمن السكن اللائق بالمصريين، ويخرج من يعيش في عشوائيات إلى مدن متكاملة الخدمات؛ كي يتربى النشء في بيئات مواتية، تجعله قابل لاكتساب الخبرات، وقادر على أن يحسن من مستواه، ويقيم ذاته، ويتنامى لديه أمل تحقيق أهدافه المشروع، التي تولد في خضم مجتمع راقٍ، يتشارك معه الرؤى، ويبلغ لديه الطموح الذرى؛ فيبذل الجهد الحميد؛ كي يصل إلى غاياته، التي تصب في مصلحة وطنه الكبير في نهاية المطاف.
ما أجمل حياة كريمة!، تضمن أن يكون المواطن في بلده قادر على العمل والإنتاج، ولديه رغبة في العطاء، وبذل أقصى ما في الجهد، وأن يحافظ على مقدراته، ويصونها، ويبرهن عن ولائه وانتمائه، ويقدر رموز وطنه، ويصطف خلف الدولة وقيادتها السياسية؛ ليثبت للعالم أنه قادر على التحدي، وأن لديه عزيمة وإرادة لا تلين، متمسكًا بقيمه ومبادئه، لديه إدراكًا تامًا بما يحيط به من متغيرات وتحديات؛ ومن ثم ينظر دومًا صوب هدفه، ولا يلتفت خلفه؛ فيتخلف عن ركب التقدم.
في مصر حياة كريمة تحافظ على حقوق غير القادرين، وتقدم لهم أطر الرعاية والحماية المستدامة، وتوفر لهم فرص، تناسب ما لديهم من ملكات وقدرات، وتحترم طبيعتهم، وتكرمهم، وتجعلهم قادرين على العطاء، وبلوغ التحدي، وتفجر طاقاتهم، في كافة المناحي المفيدة عبر أنشطة عديدة ومتنوعة، تناسب خصائصهم وطبيعتهم، وهذا في مجمله يبعث بالأمل والتفاؤل، لدى قادرون باختلاف على الدوام.
الحياة الكريمة في بلادنا يشار إلى نماذجها بالبنان؛ حيث الشراكة الفاعلة غير المسبوقة بين مؤسسات الدولة الرسمية، ومؤسسات المجتمع المدني؛ بهدف العمل الجاد، تجاه تقديم صور الرعاية، لكافة الفئات التي تعاني حالة العوز؛ ليستطيع المواطن أن يفي بمتطلباته الأساسية، وأن يستشعر اهتمام الجمهورية الجديدة، نحو أن ينال حقوقه، التي كفلها الدستور؛ ومن ثم يصبح شريكًا في بناء ونهضة الوطن، بل ويتحمل المسؤولية، حيال مواجهة الصعوبات، والأزمات، والتحديات، التي باتت لا تتوقف.
في مصر العظيمة مؤسسة تحت اسم حياة كريمة، ميثاق عملها التكافل والرحمة، اللذين يحققان غايات نبيلة؛ ففي خضمها تعيش العديد من الأسر المصرية، تحت مظلة الأمان، وفي سياج من المحبة، التي تحفظ على المواطن عزته وكرامته، وتعيد إليه ثقته في نفسه، وتعزز لديه محبة تراب هذا الوطن العظيم.
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، دومًا ما يحرص على تعزيز الحماية الاجتماعية، والتي تؤكد في مساقها على الشمول، والمشاركة، والشراكة، والعدل، والمساواة، ورغبة تحقيق كرامة العيش؛ ومن ثم نستخلص أن بناء الأوطان، يقوم على فلسفة رئيسة لا مناص عنها؛ ألا وهي الاندماج الاجتماعي.
ودعونا أن نصف ماهية الاندماج الاجتماعي، في مصرنا الحبيبة؛ حيث يشير إلى علاقات المودة، والعطف، وحب الآخرين، والتعاون، واحترام حقوق الغير، والتعلم العميق، الذي ينتج أفكارًا مثمرة، تؤدي إلى مزيد من التفاعل الاجتماعي مع المجتمع، الذي يستوعب فيه الفرد ثقافته ولغته؛ لذا نؤكد على أن حياتنا الكريمة في بلادنا الحبيبة تمكن الجميع من الانصهار في المجتمع، أفقيًا بالحفاظ على القيم، والعادات، وأنماط المعيشة، التي ترسخ مفاهيمنا الثقافية، ورأسيا باكتساب هوية سياسية، تعزز انتساب الجميع لمؤسسة الدولة، وتوطد ولاءهم لها.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.