حنان يوسف

في العيد ..للفرح حق

الإثنين، 31 مارس 2025 04:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل عام وأنتم بخير نحتفل هذه الأيام المباركة  بعيد الفطر  المبارك اعاده الله علي الأمتين العربية والإسلامية .
والعيد ليس مجرد مناسبة عادية بل هو تذكير بأن للفرح حقّ علينا، وأن الحياة، بكل ما فيها من قسوة، تستحق لحظات تنتصر فيها السعادة


في عيد الفطر، نتبادل التهاني، نرتّب البيوت، و نلبس الجميل والجديد، لكن في زوايا هذا الفرح…هناك من يمتليء قلبه بالجراح ولكنه يتجاوز هذه الحالة ويحتفل بالعيد ويشارك في بهجته وطقوسه.


فالعيد ليس فقط لمن يملكون أسباب الاحتفال، بل لكل من قاوم الحزن، وتعلّق بالأمل رغم كل ما يخذله.


في العيد، نفرح  عملا بمنطق ان السعادة ليست ترفا، والعيد ليس رفاهية… بل هو حق إنساني، ينبغي أن نوسّعه، نشاركه، ونمنحه معنى يتجاوز طقوس العيد.


في تنفيذ شعيرة مبهجة من شعائر العيد وهي الفرح والسرور وانشراح الصدور .


وهنا تظهر فلسفة الفرح في  العيد عند المسلمين والحكمة   في إدخال الفرح والسرور على المسلمين حيث يعتبر  العيد مناسبة لإظهار الفرح في الدين، وإظهار السرور بين الناس، فإفراح الناس عبادة يحبها الله - تعالى -، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على] ويكون ذلك بالزيارة، أو الهدية، أو بالسؤال عنه عن أحواله، وهذه الأعمال في سائر السنة إلا أنها تتأكد في العيد لإنها قائمة علي الفرحة.


وينجلي من خلال إظهار  الفرحة شكر  الله تعالى فمن حكم مشروعية العيد أنه وسيلة لإظهار الشكر لله - تعالى - على نعمه، وعلى تجدد نعمه كل عام، كما أن العيد شكرٌ لله - تعالى - على التوفيق لأداء العبادات من صيام وحج، وشكر المسلم لله - تعالى - على أن بلغه مواسم الخير مثل ليلة القدر والعشر من ذي الحجة.


ففهم الحكمة من الفرح في مشروعية العيد يجب فهمها كقيمة نبيلة تنعكس على الفرد والجماعة، ولها تأثير على الصغار والكبار، والرجال والنساء، وهي كثيرة ومتعددة، ومنها  ضبط  التوازن النفسي ومعالجة الاكتئاب الذي يمكن أن يصاب به الانسان الآن من ضغوط الحياة اليومية فالإنسان الفرح المسرور هو إنسان متزن متماسك نفسيا قادر علي البناء والاصلاح والقيام بدوره المجتمعي أفضل ما يكون .


وفي   المشاركة  في الفرح  من تعظيم شعائر الله تعالى حيث يظهر في العيد تطبيق المسلمين لمظاهر الإسلام من اجتماع المسلمين في الطرقات والساحات في صلاة العيد، وتطبيق سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكل هذا من تعظيم شعائر الله - تعالى -، وقد قال -عز وجل-: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ففعل هذه العبادات يعد علامة على أن القلب محب لشعائر الله - تعالى -؛ أي محب لتعظيم العلامات الخاصة بهذا الدين.


غير معناها الفلسفي والاجتماعي الكبير في التضامن المجتمعي والتوحد والاصطفاف علي معني جميل ونبيل وبالتالي فهو رسالة قوية الي أن هذا التضامن المجتمعي الحقيقي يمكن تكراره بقوة في حال الإتفاق علي قيم نبيلة ورسالة من رسائل إلهية واضحة لما يحبه الله ويرضاه .


إن يوم العيد هو يوم فرح وسرورٍ شُرع للمسلمين بإتمام فريضة فرضها الله ـ تعالى ـ عليهم، ولهذا فإن رسول الله ـ ﷺ ـ رخص في إظهار السرور في هذا اليوم وتأكيده، بالغناء واللعب واللهو المباح، وكثير  من الأحاديث ما يفيد أن إظهار هذا السرور في الأعياد شعيرة من شعائر هذا الدين.


وهنا تأتي الحكمة من انتهاج عبادة الفرح بدءا من فرحة الأعياد الي نشر منطق التمسك  بحق الفرح في حياتنا  اليومية.
ففي فهم فلسفة  الفرح في العيد  والعمل به ، نفهم الحكمة من الفرح رغم الصعوبات، ونفهم كل ما تحمله هذه الفلسفة الفرحة من قيم الإيمان بالله ، والصبر ، والوعي ، والصلابة ، والاستمرار ، والتوحد المجتمعي علي الحقيقة المطلقة وهي رسالة الله في إصلاح وإعمار النفس والارض بالخير والحق والجمال .


وبذلك يعتبر الفرح في العيد حق فرضه الله علينا ويجب التمسك به والعمل عليه.


فمن المنطلق الديني وهو إحياء السنن المؤكدة  في العيد من نشر الفرحة الي المنطق الاجتماعي والصحي والنفسي والاقتصادي وغيرها من مجالات الحياة  بالوعي بنشر الفرح والتمسك به من  أجل  تحقيق الانجاز في الحياة  بشكل عام من خلال الحفاظ  علي صحة الانسان وحياته ، فالفرح جسر لصحة الأنسان.


والأهم ان  الفرح في العيد هو حق إنساني، ينبغي أن نحصل عليه ونمارسه ونوسّعه، ونشاركه، ونمنحه معنى يتجاوز طقوس العيد ونرفع الوعي للجميع بضرورة الحصول علي الحق فيه ..فالفرح حق .


كل عام وأنتم بخير… وبقلب يؤمن  أن الفرح ممكن حتى في أصعب الظروف وعقل يفهم أن لفرح حق يجب الحصول عليه  والتمتع فيه..


اذن هو العيد فلنفرح..حيث أن الفرح فريضة وحق لا نتنازل  عنه .
وكل عام والجميع بخير


ووطننا  الغالي في فرح وسعادة وسلام  .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة