أكرم القصاص

«فى قلب اللحظة» جمال الكشكى مشروع عربى فى نظام عالمى مختل!

الأحد، 13 أبريل 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طوال الربع الأول من القرن الواحد والعشرين، لم تتوقف التحولات السياسية والاستراتيجية فى العالم، سواء تغير شكل الصراعات أو تجلياتها فى صورة تحولات اقتصادية وسياسية، موجات متعددة تمتد من أمريكا إلى أوروبا، ومن الصين إلى روسيا، حروب وصراعات تتفاعل لتضاعف من حجم التغيير الذى يشهده العالم منذ ما بعد الحرب الباردة، لكنه يتجلى الآن فى منطقة الشرق الأوسط من خلال مشروعات متقاطعة ومتصارعة، ربما تتجلى فى الحرب الدائرة فى غزة، ومحاولة تغيير واقع القضية الفلسطينية، وهو ما يواجَه بصمود وحسم من قبل مصر.


فى كتابه «فى قلب اللحظة.. حدود ملتهبة ونظام عالمى جديد» يحاول الصديق جمال الكشكى، رسم سيناريو مختلف لواقع عربى أقل تشاؤما، ويرفض القول بأن العرب خرجوا من التاريخ، بل إنهم يجب أن يواصلوا القدرة على العمل ومواجهة هذا الواقع وتغييره.
جمال الكشكى يشير إلى ما يجرى فى فلسطين، ويراه امتدادا لثمانية عقود ظلت فيها فلسطين تنزف، واشتدت المعاناة منذ 7 أكتوبر 2023، وما جرى من سعى نتنياهو والتيار الإسرائيلى المتطرف إلى شن حرب إبادة على غزة، ومحاولة طمس قضيتها فى ظل عجز دولى، بل ومساندة قوى دولية للعدوان.


جمال الكشكى، يتنقل بين ما يجرى فى فلسطين، وما يدور فى السودان وليبيا، بمعنى انعكاسات سنوات متعددة من التفاعلات والصراعات والمحاولات لصناعة فوضى، لكنه يلتقط نقطة أمل واضحة من مصر، وخروجها من مصائر دول أخرى، وأن «30 يونيو» تمثل نموذجا للمواجهة.


ويلفت جمال الكشكى النظر إلى أن العالم لم يتوقف عن التحول، وأن التدخلات الخارجية تعكس مخططات تغيير واقع الدول وفتح مجال للسيطرة عليها، وهو ما انتبهت له مصر، وسجلت واقعا مختلفا، لافتا إلى أن مصائر الاستسلام للتدخلات تظهر فى ما يجرى بالسودان وليبيا، وكيف تغرق الدول فى الصراعات ولا تخرج بسهولة، وأن كلا من ليبيا والسودان يمثلان ضلعين فى مثلث التكامل مع مصر، ويؤثران على الأمن القومى لمصر التى تمثل النواة الصلبة لهذا المثلث، وللإقليم ككل، ويرى «الكشكى» أن على العرب استغلال اللحظة والتعامل مع هذه التحولات بمواجهة وعمل جماعى يمكن أن يكون قوة اقتصادية واجتماعية، تسهم فى فتح شرايين الإقليم، كضرورة حتمية، من خلال عملية تحديث تنتبه إلى هذا التغيير وأهميته.


ويشير «الكشكى» إلى المشروعات السياسية التى تسعى لانتزاع النفوذ والتأثير على مستقبل المنطقة وتسعى كل منها لتغيير خرائط الإقليم، «والبديل لها هو السعى لبناء خارطة عربية تقوم على التكامل والوحدة، ويرى «الكشكى» أن البديل لها هو فرض مشروعات نفوذ أخرى.
يحاول «الكشكى» البحث عن نظرة متفائلة لواقع صعب وتحولات لا تتوقف، سواء فى الدور الأمريكى المترامى على المسرح الدولى، وتطورات الحرب «الأوكرانية - الروسية».


كتاب «فى قلب اللحظة.. حدود ملتهبة ونظام عالمى جديد» يضم 8 فصول بجانب مقدمة تمثل جزءا من لحم الموضوع وفكرة الكاتب، فهو يشير إلى «عدمية القوى العظمى وتلاشى النظام الدولى، وأن أمريكا تمثل خاتمة النظام الدولى القديم، الكتاب يتضمن فصولا مهمة عن الحرب «الروسية - الأوكرانية»، ومصر وخطوطها الحمراء، فى الشرق والغرب»


كتاب جمال الكشكى «فى قلب اللحظة.. حدود ملتهبة ونظام عالمى جديد»، محاولة لقراءة واقع لا يتوقف عن التحول والتفاعل بشكل مستمر، وينعكس علينا وعلى محيطنا والإقليم، ويرى «الكشكى» ضرورة إصلاح أو إعادة بناء النظام العالمى أحادى القطب، الذى يضع دولة واحدة فوق القانون والقواعد والإنسانية.


 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة