عصام محمد عبد القادر

مهارات القرن الحادي والعشرون

الإثنين، 14 أبريل 2025 05:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سوق العمل يبحث دومًا عمن يمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين؛ كون من يحوزها يستطيع أن يقدم نتاجًا مبتكرًا، يحقق ماهية الريادة، والتنافسية، التي تسهم في إحداث تنمية اقتصادية في شتى المجالات، وهنا يتأكد لدينا أن فرص العمل المتميزة تبحث عن أصحاب الخبرة، والمهارة المتفردة، وهذا ما يشير إلى ضرورة الاهتمام بصقل الخبرات لدى الباحثين عنها، ومريديها، مما يعني أن تقدمنا في مناحي الاقتصاد مرهونٌ بتوافر تلك النوعية من المهارات.
التحديات، والمشكلات التي تواجه المجتمعات، يسهل التعامل معها، في ظل امتلاك أفراد المجتمع لمهارات القرن الحادي والعشرين؛ حيث إمكانية التغلب على الصعوبات، وتجاوز العقبات، بصورة منهجية، تقوم على العمل المتقن، المصبوغ بإرادة، وعزيمة، وقدرة على تحمل المسئولية، وهذا ما يتعطش إليه ميدان العمل، وإذا ما أردنا أن نرصد مسار التقدم في دولة ما، نجد أن متنوع مهارات القرن الحادي والعشرين، تشكل تنظيمات مبهرة في ساحة العمل، بغض النظر عن المجال الذي ينتمي إليه.


التدريب على مهارات القرن الحادي والعشرين، لا ينفك قطعًا عن تنمية أنماط التفكير المختلفة، ومهاراتها المنسدلة منها؛ ليستطيع الإنسان أن يمارس السبر، والتقصي، والابتكار، والتنظيم، ومهارات النقد البناء، من استنتاج، وتفسير، واستنباط، وعرض لبعض الحجج، وهذا أيضًا يرتبط بصورة التفاعل مع الآخرين، ومدى المقدرة على  إحراز أهداف جماعية، ناهيك عن تفرد في الأداء، يظهر أهمية مراعاة الفروق الفردية، وضرورة التعاطي معها بشكل إيجابي.


الاهتمام بالتقنية، وكافة الممارسات، التي تصقل مقدرة الفرد؛ لتحقيق الإفادة منها، وتوظيفها في شتى المجال التنموية، والخدمية، أمر لا مناص عنه؛ فقد صار لزامًا، وليس من قبيل الترف، أو الاختيار، وهذا يحتم علينا دون مواربة، ضرورة إتقان الخبرات الرقمية، وما يرتبط بها من مهارات نوعية، تحدث نقلات كبرى في العديد من المجالات؛ فجميع الدول المتقدمة تحرص على توظيف التقنية؛ حيث أصبح التحول الرقمي فرض عين، لا غنى عنه سواءً في التعاملات، أو الإنتاجية.
كثيرًا ما سمعنا عن المهام غير التقليدية، التي تؤديها أدوات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وهذا ما يجعلنا نركز على الجوانب الإيجابية للاستخدام، والتوظيف؛ لتتحقق الغايات المنشودة، وبناءً على ذلك تتأتى الضرورة القصوى تجاه تنمية الاستخدامات الصحيحة لمفرزات التقنية المتلاحقة، كما أن المؤسسات المعني بها اكساب الخبرات، والتدريب عليها، ينبغي أن تضع من البرامج، ما يسهم بصورة وظيفية، ومتسارعة في تأهيل الفرد للعالم الرقمي، الذي أضحى يعول تقدمه على مهارات القرن الحادي والعشرين.
مهارات المرونة، والتكيف والمقدرة على التغيير لها قدر من الأهمية؛ حيث إن بلوغ الأهداف، وتحقيق النجاحات تحدثها هذه النوعية من المهارات؛ كونها تؤهل الفرد لأن يتعامل مع زخم التغيرات، والتقلبات، والتموجات اللامتناهية بصورة متأنية بما يجعله لا يتأثر بها بصورة سلبية، كما تحفزه على أن يتعامل مع ما يفرزه الفضاء الافتراضي بحذر، ويوظف مستحدثاته بالشكل الذي يساعد على تحقيق غايات مجال العمل الذي ينتسب إليه.


يعاني جميعنا من أسلحة العصر الفتاكة، التي باتت تضير بأبنائنا، خاصة في مقتبل أعمارهم، وهنا نتحدث بصورة مباشرة عن الثقافات المستوردة، التي يصدرها الفضاء غير المنضبط، الذي يتعامل معه الجميع سواءً أكان مفروضًا عليه، أم من قبيل الاختيار، وفي كل الأحوال، يتوجب أن نضع البرامج التي من شأنها أن تكسب الفرد الخبرات، وما بها من معارف، وممارسات، ووجدانيات، تصون الفرد، وتقيه من سلبيات، يصعب حصرها.


رغم ضرورة اكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين؛ إلا أن تمام فائدتها يعتمد على أمر، لا مناص عنه، يتمثل في تعضيد للنسق القيمي النبيل، الذي يُحْيي في وجدان الإنسان الأمانة، والصدق، والشرف، والمحبة، والتعايش السلمي، والإيثار، والتكافل، والتعاون، والترابط، وغير ذلك مما يجعله إيجابيًا؛ ومن ثم لا ينغمس في شتى تدفقات الهوى، والجموح المخالف للمعتقد الوسطي، بما يحفظ عليه المقاصد الشرعية، ويحقق فلسفة الإعمار، التي تنشدها الإنسانية قاطبةً.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة