عصام محمد عبد القادر

الوعي السياسي عبر بوابة الأحزاب السياسية

الأربعاء، 02 أبريل 2025 01:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نذكر بماهية الحزب السياسي، والتي وردت بالقانون المصري؛ حيث يقصد بالحزب السياسي، كل جماعة منظمة، تؤسس طبقًا لأحكام القانون، وتقوم على مبادئ، وأهداف مشتركة، وتعمل بالوسائل السياسية الديمقراطية؛ لتحقيق برامج محددة، تتعلق بالشئون السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية للدولة، وذلك عن طريق المشاركة في مسئوليات الحكم، وهذا التجمع، أو الاتحاد، يشكل الكيان له مساعي مشروعة، منها الوصول إلى السلطة السياسية، أو تولي المناصب العامة، التي تقوم على الانتخاب، أو الاختيار المباشر؛ ومن ثم تؤثر أنشطته على المسار السياسي بصورة إيجابية.

الأحزاب السياسية من شأنها أن تخلق المناخ الداعم؛ لممارسة السياسة في صورتها النظيفة، التي تقوم على حرية الرأي، ومسئولية الكلمة، والعمل بالضوابط، وتحقيق الغايات والمقاصد العليا للوطن، وتقديم المصالح العامة عما سواها، وبذل الجهود؛ من أجل أن ينال جموع الشعب استحقاقاته، وتلبي متطلباته، واحتياجاته الأساسية، وصولًا لمستويات الرفاهية، وعبر البوابة الحزبية، تتكون الذات السياسية، التي تجعل الفرد ينغمس في ممارسات بشكل طوعي؛ ليخدم بيئته المحيطة في مجالاتها المختلفة.

النشاط السياسي عبر الأحزاب، يعضد بقوة ماهية النشاط الاجتماعي، لدى منتسبي الأحزاب، بل ويحث الآخرين على أن يحذو حذوهم؛ ومن ثم تزداد المقدرة على العطاء المتصل، وتنمو القناعات بأن العمل العام له ثمار يحصدها الجميع، وأن الأعمال التطوعية تُعد أفضل ما يقوم به الإنسان، الذي يؤمن بمعنى التكافل، ويعي فلسفة المواطنة الصالحة، وبالطبع يساعد ذلك في مجمله من أن يطور الفرد من ذاته، وينمي من قدراته النوعية؛ ليستطيع أن يتبوأ الصفوف الأولى في العطاءات المستدامة.

ونود التأكيد على ماهية الوعي السياسي، حيث يعني إدراك المواطن ما يدور حوله من أحداث، على الساحات المحلية، والإقليمية، والدولية، وتفهمه للعملية السياسية - بشكل عام-؛ ومن ثم يتعرف على غايات النظام السياسي، ويستقرئ مدى اتساق هذا النظام مع الدستور الذي شارك فيه، ناهيك عن مقدرته على استيعاب عمق القرارات السياسية المتخذة؛ لتحقيق مصالح الدولة العليا، وبشكل مستدام، يحاط بالتحديات السياسية، التي تواجه بلاده والعالم بأسره؛ ليستطيع أن يشارك في تحليل المشهد الآني والمستقبلي، وما يطرح عليه من قضايا، ويستنبط العوامل المؤثرة فيها، وبناءً على ذلك يمتلك الشجاعة على المشاركة السياسية، وفق اتجاهاته قناعاته، سواءً بالتصويت، أو التمثيل الانتخابي، أو بالتعبير عن الرأي، من خلال القنوات المشروعة.

بوابة الأحزاب السياسية الفاعلة، يمكنها أن تشكل حالة من النضج المجتمعي؛ فهي تستهدف كافة الأعمار والفئات دون استثناء، وهذا يؤكد على حالة ديمومة الديمقراطية في المجتمع، ويفتح المجال أمام التطور تجاه المراحل الديمقراطية، التي تنتهجها السلطة بالبلاد؛ فالممارسات يتم تحسينها من الحين إلى الآخر، بما ينعكس إيجابًا على المسار السياسي للدولة، ويؤكد على أن الوعي السياسي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بكافة المجالات الأخرى؛ ومن ثم تزداد المشاركات الفاعلة في بناء ونهضة وإعمار الوطن.

وعبر بوابة الأحزاب السياسية، يمكننا أن نكون اتجاهات إيجابية، ومعتقدات صحيحة، ومشاعر طيبة، تجاه العمل السياسي؛ وهذا يبدو متاحًا إذا ما اجتهدنا في توفير البيئة السياسية، التي تساعد في تنمية الوعي بأنماطه المختلفة، وفي خلق الذات السياسية، من خلال مزيد من المعلومات، عن طبيعة العمل الحزبي، ودوره الفاعل في المجتمع، والصلاحيات المتاحة لمنتسبيه، وفق ما حددها المشرع، ونشير إلى أنه رغم التباين في التوجهات السياسية بين الأحزاب؛ إلا أن هنالك مبادئ جامعة، يلتف الجميع حولها، ويأتي في مقدمتها الشراكة في بناء الوطن، وحماية مقدراته، والانتماء لترابه، والولاء لقيادته السياسية دون مواربة.

دور الأحزاب السياسية في تنمية الوعي السياسي، يقوم على تنمية المفاهيم السياسية، لدى منتسبيها، ولدى سائر الفئات الشبابية في المجتمع؛ كي نعمل على تفعيل الفكر السياسي، لدى قطاع كبير من الجماهير؛ ومن ثم تصبح هناك شراكة حقيقية في العملية السياسية، ويستطيع المواطن أن يعبر عما يجول في خاطره بآلية صحيحة، ولا يرتكن لأساليب تحدث الفوضى، والارتباك، في المشهدين السياسي والمجتمعي على السواء.

الحوار البناء والمناقشة الحرة والمنضبطة مع الطرف الآخر، وفق آداب وأسس، تحقق الهدف المنشود منها، والتعرف على الحقوق السياسية، وصورة الحرية المسئولة، التي تساعد في إيجاد مُناخ إيجابي، يحض على العمل والبناء، كل هذا ويزيد، يمكن تحقيقه عبر بوابة الأحزاب السياسية.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.


 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة