أكرم القصاص

«طبيب سم النحل» ومواجهة مراكز الخزعبلات الطبية

الإثنين، 21 أبريل 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد إغلاق مركز الطبيب الخزعبلى للعلاج بسم النحل، خرج الطبيب المشهور فى عالم التواصل يقول إن ما تم إنتاجه من فيديوهات يروج فيها لمنتجات غير مرخصة ومجهولة، إنما هى من ألاعيب الذكاء الاصطناعى، وأنه ليس هو وإنما ناس تانية تقوم بهذا النشاط المذهل، والواقع أن الطبيب إياه والذى تم التحقيق معه من نقابة الأطباء ظل طوال سنوات يروج لأنواع من العلاجات والمركبات يزعم أنها تعالج القولون وتقضى على السمنة، والكوليسترول والسكر، وأخيرا افتتح مركزا للعلاج بسم النحل، حسب شكاوى بعض المرضى تسبب لهم فى كوارث صحية ومشكلات ضاعفت من آلامهم.

الشاهد أن هذا الطبيب له سنوات وآلاف الفيديوهات، هو وعدد ممن يقدمون أنفسهم أنهم أطباء، يروجون لمنتجات يزعمون أنها تنقص الوزن بعشرات الكيلوجرامات، أو تعالج السكر والضغط والقلب وانسداد الشرايين، وشاهدت له فيديو يقدم فيه بكل ثقة وصفة يقول إنها تذيب دهون الشرايين والجسم بالكيلو، وبالطبع فإن هذه الوصفات تجد من يصدقها، ويتوقف عن تناول الأدوية وتتدهور حالتهم، كما أن عيادات العلاج بسم النحل مستمرة فى أماكن مختلفة، وبعضها تسبب فى إصابة مرضى السكر بالغرغرينا، أو ضاعف من آلام مرضى الروماتويد، بجانب حالات حساسية تدهورت أحوال المرضى فيها.

والواقع أن الطبيب بائع الخزعبلات، والذى يحقق ملايين من تجارة الوهم والوصفات المضروبة، يوجد مثله كثيرون يبيعون الأوهام للمرضى، ويتسببون فى تدهور بل إنهم يقتلون بعض المرضى بوصفات لا تناسب حالاتهم.

وهذه الجرائم فى حق الطب والمرضى، تستمر بفضل السوشيال ميديا التى تمثل أدوات دعاية مجانية وآمنة لتجار الوهم الطبى، وغالبا ما تتحرك الجهات للضبط متأخرة، لكنها تتحرك، وتواجه أكاذيب الدفاع من نفس الأطباء، ومنها مزاعم الذكاء الاصطناعى، بينما تقارير وزارة الصحة والجهات المسؤولة تؤكد التعمد بالذكاء الطبيعى، حيث أعلنت وزارة الصحة إغلاق مركز الدكتور جودة المتخصص فى التغذية العلاجية، ومعمل تحاليل تابع للمركز بمحافظة القاهرة، لمخالفتهما الاشتراطات الصحية والتراخيص، بل إن الطبيب فتح المركز برغم صدور قرار نقابة الأطباء بإيقافه عن مزاولة المهنة لمدة عام، وذلك لما نُسب إليه من مخالفة أحكام لائحة آداب المهنة الصادرة بقرار وزير الصحة رقم 238 لسنة 2003، كما تم ضبط كميات كبيرة من الأدوية والمستحضرات الطبية مجهولة المصدر بالمركز وأدوية وكيماويات منتهية الصلاحية جاهزة للاستخدام للمرضى بالمعمل، وأن الطبيب  استخدم اسمه فى الترويج للأدوية والعقاقير ووسائل العلاج المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعى، بالمخالفة للقانون.

الواقع أن هذا المركز حالة من بين مئات الحالات ممن يزعمون امتلاك شهادة الطب، ولا يختلفون عن «الفود بلوجرز» الذين يبيعون الوهم للمستهلكين، نفس هؤلاء الأشخاص يقومون بترويج أدوية عشبية مجهولة المصدر للتخسيس أو التسمين أو علاج السكر والضغط والقلب، أو مكملات غذائية لا توجد لها تجارب سريرية، وتمثل خطرا على المستخدمين.

فى عالم التواصل الاجتماعى فإن البوست العادى أو حتى الشائعات والفبركة، تقتصر أضرارها على المتلقين، لكن بوستات وفيديوهات الخزعبلات الطبية من غير المختصين تسرق سلطة الأطباء وتضر بالمرضى، وتؤدى إلى تداعيات خطرة، نحن أمام مئات الفيديوهات والبوستات عن أمراض وأدوية ووصفات، تضلل المرضى، وتضر بصحتهم وهى فوضى تحتاج إلى مواجهة، وتحرك سريع، وتعاون من جهات كلها يفترض أنها معنية بحماية صحة المواطنين، بالطبع نقابة الأطباء وهيئة سلامة الغذاء والدواء، ووزارة الصحة وحماية المستهلك وجهات مراقبة الإعلانات، ويمكن الاستفادة من إمكانات مباحث الإنترنت فى الداخلية، لتتبع هذه الحسابات، ويفترض أن تكون لهذه الجهات أدوات متابعة على مواقع التواصل تستخدم التكنولوجيا مثلما يوظفها تجار الخزعبلات، ونواصل الحديث فى هذه القضية المهمة.

p
مقال أكرم القصاص






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة