دندراوى الهوارى

نار الغضب والثأر تشتعل فى الصدور.. سيناريو «عين جالوت» قد يتكرر قريبا مع التتار الجدد

الخميس، 03 أبريل 2025 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستحق حكومة نتنياهو، كل الأنواط والأوسمة الرفيعة، لنجاحها المبهر فى إعادة شحن بطاريات الكراهية المفرطة، وإشعال نار الغضب فى صدور الشعوب العربية والإسلامية، فما تجرعته إسرائيل - منذ ظهورها كورم خبيث فى جسد الأمة العربية - من نار الكراهية، لا يوازى مثقال حبة من خردل من الكراهية التى تزن أثقال الجبال فى صدور جميع شعوب الأمة، منذ لحظة قرارها بشن حرب الإبادة ضد أهالى غزة، والقضاء على الحرث والنسل، ثم ضرب جنوب لبنان وتدمير سوريا، وضرب اليمن، والتهديد بتوسيع دوائر نيرانها ضد العراق ومصر والأردن، وبقية الدول العربية!


نتنياهو وحكومته يخوضان حرب تدمير إسرائيل، بكفاءة وقدرات متميزة، مرتديا، تارة، عباءة «شمشون» وتارة أخرى، عباءة «هولاكو» قائد جيش التتار فى معركة عين جالوت منذ 950 سنة بالتمام والكمال، والذى خاض حرب إبادة الشعوب العربية والإسلامية، وحقق انتصارات مدوية، رفعت لديه منسوب الزهو والغرور، فقرر استكمال المسيرة بغزو مصر، فخرج لهم جيش الكنانة، وبدعم شعبى قوى، لملاقاته فى «عين جالوت» وهناك وضع الجيش المصرى نهاية قاسية وموجعة للجيش التتارى الذى لا يقهر، وفرق جمعه و«مرمط» راياته تحت أقدام الخيول، وأنقذ الجيش المصرى مصير الأمة الإسلامية بأسرها من نهاية مأساوية، ليُكتَب فصل جديد فى تاريخها.


بعد مرور 950 سنة عاد سيناريو التتار الجديد، المتمثل فى الكيان الإسرائيلى المحتل، والذى انتهز أحداث 7 أكتوبر 2023 ووظفها لتنفيذ مشروعه بتأسيس إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، وارتدى بنيامين نتنياهو، عباءة هولاكو، فأمر جيشه بشن حرب إبادة تقضى على الحرث والنسل فى غزة، والتمدد فى سوريا ودك جنوب لبنان وضرب قلب طهران، ثم بدأ فى توظيف ما صرح به الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بضرورة تهجير الفلسطينيين والسيطرة على غزة لتحويلها إلى «ريفيرا»! فقرر التصعيد والعمل على تنفيذ هذا المقترح، مهددا دول الجوار مصر والأردن والعراق كمرحلة أولى، وبدأ فى التحرش، من خلال تصريحات لمسؤولين حاليين وسابقين ومصادر مجهلة وتسريبات فى وسائل الإعلام الإسرائيلية بمختلف مشاربها، وكأنها رسائل صريحة أحيانا، ومبطنة فى معظم الأحيان.


المذابح التى يرتكبها الجيش الإسرائيلى وتهديداته للشعوب العربية المجاورة أو البعيدة، أججت مشاعر السخط والغضب فى صدور الشعوب العربية، وأعاد الأمور إلى «المربع صفر»، فبينما الأجيال الجديدة لم تضع - من بين مقدمة أولوياتها - قضية الصراع العربى الإسرائيلى، بفعل عوامل الزمن، من ناحية، والهدوء النسبى رغم هشاشته، وسياسة ضبط النفس ومحاولة الجنوح نحو السلام، ومحاولات إعادة العلاقات الطبيعية بين الشعب الإسرائيلى وشعوب المنطقة، جاءت القرارات الغاضبة بالحرب البربرية على غزة، لتوقظ الشعور القومى لدى الأجيال العربية الجديدة ووضع القضية الفلسطينية فى بؤرة اهتماماتهم.


بنيامين نتنياهو، وبإصراره على استمرار الحرب الوحشية على قطاع غزة، وما يفعله فى سوريا ولبنان وتهديد الجيران، أشعل نار الغضب فى كل صدور الشعوب العربية، وأجج قضية الثأر، وصار الدماء الكثيفة التى سالت عبارة عن بنزين يشعل نار ستحرق الأخضر واليابس، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن قضية الثأر - عند العرب بشكل عام، والمصريين بشكل خاص - عقيدة مرتبطة بالعزة والكرامة والكبرياء، مثل عقيدة الأرض، عرض وشرف، وهى ثقافة متجذرة فى عمق التاريخ.


الشعب المصرى عن بكرة أبيه، وفى القلب منه الأجيال الجديدة - زاد عمق اصطفافه خلف قيادته السياسية، ومؤسساته العسكرية والأمنية، ويطالب بإصرار وغضب بالثأر، والرد بقوة غاشمة، على أى اعتداء، والاستعداد النفسى بأن الحرب المقبلة إذا ما اندلعت شراراتها، ستكون مدمرة لا شبيه لها، ودمارها يفوق كل الحروب السابقة من عينة الحربين العالميتين الأولى والثانية، ولن يضمن شعب ما فى المنطقة كلها أن ينأى بعيدا عن هذه النيران، فالجميع سيكونون تحت لهيبها المشتعل، وفى مقدمتهم الشعب الإسرائيلى!


بنيامين نتنياهو وحكومته والمتطرفون من حوله، يسيرون على نفس نهج هولاكو وجيش التتار، فى شكل جديد أكثر شغفا وتعطشا للدماء، وإن شاء الله، لا خوف على وطن تجلى على أرضه رب العباد، وتربى فوق ترابه ولجأ إليه رسل وأنبياء وأولياء، وقال أشرف الخلق، محمد صلى الله عليه وسلم، عن جنده أنهم خير أجناد الأرض وفى رباط إلى يوم القيامة، ورغم أن مصر تنشد السلام، ولا تعتدى على أحد، وتعمل كرجل مطافئ لحرائق المنطقة، إلا أنها جاهزة ومستعدة للدفاع عن مقدراتها، والرد بعنف مفرط على أى اعتداء، وأن شعب مصر يريدها «عين جالوت» ثانية، تسدل الستار على نهاية أطول مسرحية دراماتيكية!







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة