تقودني قدماي إلى الأماكن العتيقة، فأبدو كطفلة تتعلق بإبهام أبيها وتتعثر خلفه في انتظار قطعة الحلوى التي سيشتريها لها.. غير أن التاريخ يأخذ قيلولته في أحضان الجدران الصماء عند عتبات بازار يختبئ في قلب المدينة العتيقة.
لمْ تكُن وحدها، كانت السَّاحة مُزدحمة بأخواتها وجيرانها، بينما هي شاردةُ الذِّهن مُنهمكة في التفكير، تتذكر كل شيء، عُمرها القصير منذ بدأ، لحظات العطشِ والاحبَاط والانكسار.
انتقاني الفيروس في لحظة لا أدري كيف، ربما من أحد العملاء أو الزملاء، الذي تعدى مسافة التباعد الإجتماعي المفترضة كي يبثني شكواه وفيروسه.
يجلس على الرصيف المقابل للمقهى، يتفحص أدواته ويعيد ترتيبها بعد أن يتأكد أن مازال في العُلب الصغيرة بقية من دهانات، يتطلع إلى الصورة الملصقة على صندوقه المتسخ..
من تكون أنت من دون ذاكرة، من دون تاريخ، من تكون أنت بلا ماض؟<br>لن تكون شيئًا بالتأكيد، ستكون هباءً منثورا.<br>