هل فكرت من قبل في تأمل التغيرات الكبيرة التي لحقت بنا فيما يتعلق بالثقافة، والرؤية، وتغير مفهوم القيمة والأخلاق؟ هل فكرت في أن العالم لم تعد فيه مركزية نعتمد عليها؟
صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة كتاب تحت عنوان "الحداثة والإبهام"، للكاتب زيجمونت باومان، وترجمة حجاج أبو بكر.
لماذا هذا الشر الكامن فى العالم؟ وإذا كان الله عدلا أو محبة، فكيف يخلق عالما ملؤه الشر والظلم؟ وإذا كان الله هو القدير، فلم لا يقضى على الشيطان ويعفى البشر من كل هذا العذاب؟
"تقول الأسطورة إن الحداثة هى قصة ارتقاء الإنسان من عالم البربرية إلى عالم العقلانية والتطور الأخلاقى، وهكذا فإن الهولوكوست التى وقعت داخل البناء الحضارى الغربى، مجرد لحظة عابرة انكسرت فيها القبضة الحضارية...
فى مقابلة له عام ٢٠١١ مع مجلة "بوليتكا" البولندية، انتقد زيجمونت بومان إسرائيل، وقال إنها لم تكن مهتمة إطلاقًا بالسلام، بل كانت تستخدم الهولوكوست كعذر لشرعنة أفعالها المتوحشة
إنه كتاب عن العيش فى عالم حديث سائل، عن حصار الفرد من قبل كل الأحوال التى تمنيه بالحرية فى حين تصادرها بخلق الاحتياج، وتعده بالتحقق وهى تسلب منه ثقته بذاته، وتزعم أنها الحل فى حين أن الأزمات المتولدة عنها يتم الترويج لها باعتبارها إخفاقا شخصيا فى التكيف لا خللًا أصليا فى النموذج الحداثى
"ليس أكثر من محاولة للإمساك بعالم يسير، عالم يواصل، وعلى نحو استفزازى، التغير بشكل أسرع مما نستطيع أن نتكيف معه، وبدلا من اقتراح حلول لمتاهاتنا، أتساءل عن الكيفية التى يحتمل أن تتشكل بها تلك المتاهات.