أكن كل الاحترام للفنان عزت أبوعوف، والذى التقيته فى لقاءات عابرة سواء فى برنامج «القاهرة اليوم»، أو خلال فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى فى الدورات الماضية، حيث كان يظهر بشكل سريع فى أروقة المهرجان، وتحديدا فى الفندق الذى يستضيف فيه النجوم والفنانين العرب والأجانب، أو فى بعض ندوات كبار ضيوف الشرف، والتى كان يحاول أن يقوم خلالها بالترجمة بنفسه أو بمساعدة بعض شقيقاته.
وأقدر العديد من أدواره التى استطاع أن يفاجئ بها جمهوره مثل دوره فى فيلم «أسرار البنات» أو تجسيده لدور «حسنين باشا» فى مسلسل «الملك فاروق» وغيرها. لذلك فتساؤلاتنا حول مهرجان القاهرة السينمائى، تنبع من الغيرة عن مهرجان يحمل اسم مصر، ويعد من أعرق المهرجانات فى المنطقة العربية.. والأوحد المصنف دوليا، كما يروق لمنظميه التأكيد على تلك الصفة الدولية دون غيرها، كما أننا لا نقصد فى «اليوم السابع» التقليل من حجم الجهد الذى يبذله منظمو المهرجان.
ولكن عندما نقرأ فى الصحف المختلفة، أن مفاجأة المهرجان هذا العام، تتمثل فى السعى الحثيث من جانب إدارة المهرجان فى الحصول على موافقة نجمى المسلسل التركى «نور ومهند»، فى حين أن مهرجانات مثل أبوظبى ودبى ومراكش، باتت تتنافس فى الحصول على أفضل الأفلام ،وأهم الانتاجات السينمائية فى العالم، وكذلك كبار نجوم هوليود وأوروبا وآسيا، فى الوقت الذى لا يستطيع أحد أن ينكر أن هناك تراجعا حادا، بات يشهده مهرجان القاهرة السينمائى عاما بعد آخر، بدءا من المستوى التنظيمى، ووصولا لكافة التفاصيل المتعلقة بانتظام العروض والندوات، وطريقة توزيع مطبوعات المهرجان، ومدى تفاعل الجمهور وإحساسه بفعاليات المهرجان..
وبالتأكيد عندما تطرح تساؤلات خاصة بسلبيات مهرجان القاهرة، ستجد الرد الفورى، بأن الأزمة تتعلق بحجم الميزانية المرصودة، ويزيدون عليك.. نحن ننفذ المهرجان بملاليم، نحن غلابة.. نعمل بالفتات.. وهو حق يراد به باطل ،خصوصا وأن الراحل سعد الدين وهبة، كان يعمل بميزانية أقل مما هو مرصود حاليا، والذى أصبح يتوفر له الرعاة الرسميون حاليا من كبار رجال الأعمال، واستطاع سعد سابقا أن يجعل المهرجان مستقلا بذاته، ويمول نفسه ذاتيا، إذن فالأزمة الحقيقية هى أزمة إدارة.. صارت منغلقة على نفسها، ولا تسمع سوى صوت أهل الثقة من المقربين، وهى النظرية التى للأسف تتحكم فى الكثير من مؤسساتنا.
وللأسف أصبح كل من ينتقد المهرجان ويطالب بتصحيح المسار.. يصنف عدوا ومغرضا أو راغبا فى الانضمام إلى القافلة المنظمة للمهرجان..وكأن المهرجان أصبح ينتمى إلى مجموعة بعينها، تناسوا أن هذا المهرجان يمثل مصر ويحمل اسم القاهرة، لذلك نتمنى أن يسترد عافيته ومكانته، التى تسحب منه رويدا تماما، وأرجو ألا ينسى فاروق حسنى- وزير الثقافة المصرى، والذى طالما خذل السينما كثيرا، أن للمهرجان أهمية سياسية وثقافية وفنية، وإذا تركنا المهرجان هكذا دون وقفة حقيقية، لن تتبقى لنا حتى الصفة الدولية، التى نتشدق بها، ونضعها فى عيون المهرجانات العربية الصاعدة والمتنافسة.