ليس سهلاً أن يحافظ مقدم برنامج محوره المطبوعات الصحفية على صلته بالمشاهد، دون أن يشعره بالملل، سواء من تكرار إطلالة مقدم البرنامج اليومية، أو من تشابه مضمون الصحف المصرية، يوماً بعد الآخر. هذا هو المأزق الذى ربما يجد الكاتب الصحفى «أحمد المسلمانى» نفسه فيه كل يوم فى برنامجه «الطبعة الأولى» وعلى شاشة «دريم 1» :كيف يتم الاختيار ما بين الموضوعات التى تقدمها الصحف جميعاً، لتقديم «بانوراما» كاملة، لا تطالها شبهة الملل، وفى الوقت نفسه ترسم ملامح لما يدور فى الوطن.
يطل «المسلمانى» فى الثامنة والنصف مساءً، حاملاً أخبارا قد تكون مرت على المشاهد فى الصباح، ويكون المطلوب منه إقناع المشاهد بأن ثمة ما لم يلحظه، وهو ما يبذل فيه جهداً واضحاً، حتى إن مشاهدة الحلقة توفر قدراً لا بأس به من الاطلاع على الصحافة المصرية، لكن المأزق الدائم للصحافة، التى تخشى الوقوع فى دائرة الملل، هو نفسه الذى ينزلق البرنامج للوقوع فيه، فالمشهد ثابت لا يتغير: الخلفية نفسها والطلة التقليدية لمقدم البرنامج . صحيح أن «المسلمانى» يحاول كسر هذه الدائرة بحلقة نهاية الأسبوع، باستضافته شخصية يحاورها وتشاركه الحلقة، إلا أن ذلك وحده ليس كافياً لتجنب الوقوع فى الملل، حيث لا يمكن الرهان على ولاء المتفرج فى زمن يمنح فيه جهاز «الريموت كونترول» حريةً بلا قيود.
مشكلة أخرى تواجه «الصورة» فى البرنامج، فالألوان الداكنة للخلفية والديكور، إذا أضفنا إليها طبيعة الموضوعات المختارة من الصحف، والتى غالباً ما تتسم بالكآبة، يصبح الجو العام للحلقة غير مشجع على الاستمرار فى متابعتها. بعض من «الحركة» داخل الاستوديو، سيكسر الإيقاع الرتيب أيضاً، نصف ساعة ليست بالوقت القليل بالنسبة لبرنامج، وبقاء مقدمه ساكناً أمام الشاشة، ليس جذاباً بالقدر الكافى هذه الأيام. يحتاج البرنامج إلى التجديد كل فترة، بأن يقدم للمشاهد ما لا يتوقعه، وهو ما يحتاج إلى كثير من الجهد لمنح التميز لبرنامج توجد منه نسخ على محطات أخرى، مما يوجب عليه، توظيف أدوات أفضل كى يحتفظ بمكانة خاصة.
أحياناً يستعين البرنامج بلقطات قصيرة، كما حدث فى الحلقة التى عرض فيها لقطات وثائقية عن تأميم قناة السويس، يومها كانت الحلقة أكثر جاذبية، فالتليفزيون وكما هو معروف صورة بالأساس، يمكن استخدام هذه التقنية فى بقية الحلقات قدر الإمكان، ستحتاج إلى جهد يومى كبير، لكنها ستمنح البرنامج خصوصية، هو فى أمس الحاجة إليها، وكى يظل بالنسبة للمشاهد دوماً: الطبعة الأولى لا الأخيرة.