مى الشربينى

من يحمى مصر؟

الخميس، 06 نوفمبر 2008 10:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى دبى منذ حوالى عدة أشهر سألنى مدير قناة العربية الكاتب السياسى عبد الرحمن الراشد: كيف حال القاهرة؟ قلت له متنهدة: والله ناس كتير بتقول مصر رايحة فى داهية!» ضحك ثم قال: اطمئنى.. هم يقولون كذلك منذ أن مات فرعون لكن مصر «مابتروحش فى داهية»، ابتسمت وقلت له: «عندك حق»، إلا أن كلمته ظلت عالقة فى ذهنى، مصر محروسة وأهلها محفوظون.. قد تكون من الفريق الذى يؤمن بأن هذه حقيقة ثابتة و يُراهن على الأيام لتثبت صحتها، لا داعى إذاً للقلق، وقد تكون من الفريق الذى يرى أن «مصر المحروسة» كفكرة ومعنى هى مجرد جزء من تراثنا غرسته فينا دراستنا وتربيتنا وكتبنا فإنك، برغم إيمانك بهذه الفكرة ستشك كل يوم فى أبدية الحماية.

سواء كنت من هذا الفريق أو ذاك, كم من المواقف والمشاهد اليومية تطرح عليك الأسئلة وتستفز داخلك قلقاً مشروعاً عليك وعلى أولادك وأحفادك؟ عندما يصور لك البعض أن مصر يمكن أن تشتعل بنار الفتنة بين السنة والشيعة فتقلق وأنت تعلم أنه قد لا يكون لذلك أساس, عندما تتخيل أن ابنتك يمكن أن تكون ضحية لتفشى التحرش الجنسى فقط لأنها تسير فى الشارع, عندما تخشى على ابنك من دخول مستشفى ياعالم ماذا سيكون مصيره حتى ولو كنت تعلم أن هناك ملتزمين, ولكنه فى النهاية شعور عام بقلق دائم.

فى وسط هذا القلق نتساءل من يحمى مصر بعد الله سبحانه وتعالى؟ الحزب الحاكم بشعاره هذا العام «فكر جديد لمستقبل بلدنا»؟ أم ماكين أو أوباما, أيهما يصل إلى البيت الأبيض؟ أم وعود الحكومة بتطوير العشوائيات وانتشال أهلها من الحياة والأوضاع اللاآدمية التى يعيشون بها؟ فى وسط هذه العشوائيات رأيت فى طريقى طفلين شبه غارقين فى أكوام القمامة التى بالكاد تركت مساحة تمر بها السيارات وعراكا أصاب الشارع الضيق بفقره وبؤسه بهرج ومرج غير مفهومين، وصلت فى النهاية إلى اسطبل عنتر فوجدت بعض المنازل الصغيرة وقد أضافت ألوان طلائها الخارجى بعض البهجة على قتامة المشهد، وزادت هذه البهجة بضحكات 60 طفلا يمرحون ويتعلمون فى مبنى اختفت منه القمامة.

رأيت حولى ابتسامات بعض السيدات من اسطبل عنتر وحماسة «تواصل» الجمعية التى كونها عشرون شابا وفتاة قرروا أن يحموا مصر بطريقتهم فأقاموا هذا المبنى وبدأوا فى تعليم أطفال المنطقة وفتح أبواب تعليم الحرف لأهاليهم وتطوير أوضاع معيشتهم داخل بيوتهم، والأهم من ذلك أنهم أضافوا البسمة لوجوههم، قد يراها البعض قطرة أمل فى بحر قاتم ولكنها بالنسبة لى تفسير ولو جزئى على مقولة الراشد «مصر ما بتروحش فى داهية».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة