علا الشافعى

مخرجو السلخانة والظواهر الصوتية

الجمعة، 05 ديسمبر 2008 05:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل ما أعرفه وكان يحرص أساتذتى فى معهد السينما التأكيد عليه يتمثل فى أن المخرج هو قائد العمل والمسئول الأول والأخير عنه.. لذلك فمكان التصوير بالنسبة له يعد أشبه بالمحراب.. إذن الإخراج له أصوله وأدبياته، وهو ما يستدعى أن يكون المخرج صاحب رسالة وثقافة قائمة على أساس سليم.

ولكن حاليا يهل علينا المخرجون من كل حدب وصوب، وبين يوم وليلة أصبحت أسماؤهم تتصدر معظم أفيشات الأفلام.. رغم أننا لا نعرف عن هويتهم شيئا، وذلك ليس لأنهم لم يدرسوا تكنيك الإخراج أو لم يتعلموا أصول المهنة، ولكن لأن بعضهم دخل الإخراج من باب خدمة النجوم والاستظلال بظلهم.. فهم جاهزون دوما لتلبية طلباتهم وتفصيل أفلام على مقاسهم، أو لأن دمهم خفيف ويجيدون إطلاق النكات، وآخرون يجيدون رص الشيشة للمنتج.. لذلك لم أندهش عندما روت لى إحدى المخرجات من صديقاتى عن المنتج الذى كان يدخل اللوكيشن ليصرخ فى وجه المخرج المبتدئ قائلا «لو الفيلم مجبش فلوس هعلقك زى الدبيحة».

بل أحيانا كان «يزيح» المخرج ليجلس على المونيتور ويقول «أكشن» أو «ستوب» ويكتفى المخرج الراغب فى الحصول على فرصة عمل بالابتسام والتأكيد على عبقرية المنتج الفذة.
وهناك من يصرخون ويهللون فى الندوات ليتحولوا إلى ظاهرة صوتية أينما ذهبوا لرغبتهم فى لفت الأنظار. ومن كثرة متابعتى للمهرجانات والندوات الفنية تعودت على أن أغمض عينى وأذنى عن مثل هذه الظواهر الصوتية.

ولكن ما قام به المخرج على رجب فاق كل ما سبق، حيث إنه اتصل بزميلتى فى القسم سارة نعمة الله التى مازالت فى بداية مشوارها الصحفى، وسبها وسب الصحيفة بألفاظ يعاقب عليها القانون وتندرج تحت جريمة السب والقذف، وكل ما ارتكبته سارة أننى كلفتها بإجراء حوار معه بمناسبة عرض فيلمه «بلطية العايمة» فى مهرجان القاهرة، ولكن رجب لم يرق له عنوان الحوار الذى نشره موقع الجريدة والذى قال فيه «أنا واثق من نفسى ولا يهمنى رأى النقاد»، والمفارقة أن هذه ليست هذه المرة الأولى التى يقول فيها مثل هذا التصريح، حيث سبق أن أكده فى ندوات لأفلامه وحوارات نشرت معه ومنها حوار لجريدة «الشرق الأوسط» بتاريخ 10 سبتمبر 2007.

وعندما اتصلت به لأناقشه فى تحفظاته إذ به يرفض الحديث، وهذا لم يحدث من قبل مع أى فنان يحترم مهنته، والأصل فى الفن أنه وسيلة لتوصيل المشاعر ونقل الأفكار، وأذكر أن الفنان محمود عبدالعزيز اتصل بى إحدى المرات يعاتبى على عنوان لحوار أجريته معه لم يعجبه، وتفهمت منه وجهة نظره، وهو ما جعلنى الآن أحمد الله على أننى بدأت عملى الصحفى مع هذا الجيل من النجوم والمخرجين أمثال محمود عبدالعزيز وداود عبدالسيد ومحمد خان، لأنهم يحترمون مهنتهم ولم يدخلوها من باب السلخانة.

فواصل
اعتذر للصديق الناقد طارق الشناوى على ما جاء على لسان النجمة إلهام شاهين فى ندوة «خلطة فوزية» التى عقدناها بجريدة «اليوم السابع»، وأؤكد له أننا لم نقصد الإساءة إليه، وأننا نكن له كل تقدير واحترام.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة