أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد صلاح العزب

أنا بيب

الخميس، 22 يناير 2009 11:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وأنت بيب، وكلنا ندعو الله أن تنفرج أزمة الأنابيب. هذا مبدئيا، أما بعد, فإن أفضل الغاز هو الغاز الطبيعى، وشر الغاز هو المعبأ فى الأسطوانات الزرقاء والخضراء والحمراء، التى تعانى من الصدأ والتآكل والانبعاج وخلافه، والتى يسميها العامة «أنابيب»، ومفردها «أنبوبة» للمؤنث، ولم يثبت حتى الآن أن لها مذكراً، وهى لا تلد ولا تبيض، ولكن تُحمل على الكتف من البيت إلى المستودع، الذى سمى بهذا الاسم لأن الخارج من بيته متوجها إليه يودّع أهله قائلاً: أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه، ويخرج ليعود بإحدى الحسنيين: الأنبوبة أو الشهادة. فى الغربية سقط الشهيد الأول فى سبيل الحصول على أنبوبة بجنيهين ونصف، وفى الدقهلية اعترض صاحب ورشة على وقوف الطوابير المحتشدة بالمواطنين والتروسيكلات أمام ورشته، فجمع الصنايعية وناولهم أسلحة مختلفة، وخرج يحمل سيفا فى يده، ويصرخ: «هل من مبارز؟».

صاحب الورشة لديه حق، فزبائنه حاولوا اختراق الطابور والدخول إليه، فظن الواقفون منذ الصباح الباكر أنها طريقة جديدة للتحايل والحصول على مكان متقدم فى الطابور، فمنعوهم، وقالوا لهم: «تقفوا فى الطابور برضه»، فأصبح الواقفون فى الطابور نوعين: نوعاً يطلب أنبوبة، ونوعاً يطلب ورشة، وهو ما خشى كبير الصنايعية أن يتحول إلى أزمة فى الورش تحرج مصر أمام المجتمع الدولى، فاستل سيفه من غمده وركب حصانه وخرج هو وجنوده مشهرا الحرب على فقراء المسلمين. شهود عيان من الكفار ذكروا أن معركة حامية الوطيس دارت رحاها أمام المستودع، سقط فيها جرحى من الجانبين، وأن أزمة الأنابيب سببها الغاز الطبيعى الذى تصدره مصر لإسرائيل حتى يحرقوا به أطفال غزة.

فقراء المسلمين فى الدقهلية تحمصوا طوال اليوم فى شمس الشتاء، وطلب بعضهم أن تركّب لهم الحكومة خلايا شمسية فى أجسادهم حتى يمكنهم إشعال البوتاجاز بالطاقة الشمسية بدلا من الأنابيب، وقال بعضهم: لنا فى الأسلاف أسوة حسنة، وحكوا مواقف من أفلام بلال بن رباح وفجر الإسلام وهجرة الرسول ومن مسلسل لا إله إلا الله، وقاموا على قلب رجل واحد، وجمعوا الحطب، وأشعلوا النيران، ووضعوا أياديهم فوق بعضها البعض، وتعاهدوا على الوقوف صفا واحدا أمام أى مستودع، وهو الاتفاق الذى أطلق عليه فيما بعد «معاهدة الأنبوبة».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة