المصريون القدماء لم يخلفوا وراءهم مجرد تماثيل وأهرامات ومعابد وإمبراطوريات انتقلت من ضفاف النيل لتعيش باقى أيامها فى صفحات التاريخ.. لكنهم تركوا للعالم كله ما هو أهم وأبقى.. فقد اخترعوا الضمير والفضيلة والأخلاق.
فى شهر يونيو من كل عام نتذكر كل ما فى الساحل الشمالى من متعة رائعة ومشكلات قاتلة ويبقى الساحل وما فيه مَلِك الأحاديث سواء فى الجدل الهام أو النميمة التافهة، وما أن ينتهى أغسطس حتى تختفى كل هذه الأحاديث مع إغلاق الشاليهات الصغيرة أو الفيلات الكبيرة، وتغليف أبوابها وشبابيكها بالبلاستيك طوال التسعة أشهر المتبقية من العام.
سؤالٌ يراودُنى كلما طالعتُ بعضَ تعليقاتٍ عجائبية حول مقالاتى ومقالات الزملاء، يعلو وجهى الاندهاشُ حينًا، والابتسامُ أحيانًا، ثم الحَزَنُ. تتكلمُ فى مقالك عن الآية الكريمة «والفتنةُ أشدُّ من القتل»، من حيث أن لها تفسيرًا شعبيًّا مغلوطًا، لكنه المستقرُّ فى بعض الأذهان.
لا أتلهف على السفر، ولا أسعى إليه، وكلما أتيحت لى فرصة أبدل بها الأمكنة والأزمنة والوجوه أهرب منها بكل ما أوتيت من حيلة، أردد فى داخلى بيت أبى الطيب المتنبى:<br> خُلِقْتُ أَلُوفًا لو رَجَعْتُ إلى الصبا<br> لفارقتُ شيبى موجع القلبِ باكيا
سألت أحد الذين عاشوا فى بؤرة الضوء لسنوات وسنوات ثم توارت عنه هذه الأضواء المبهرة وانسحب هو إلى الظل وهو حزين «كيف تجد الآن كل هذه الأضواء واللذة التى أحسست بها آنذاك؟» رمقنى بعيون منكسرة يغلفها الحزن ولاح على وجهه شبح ابتسامة وقال وهو يقرر ما حققه الآن: «قبض الريح».
أنا اللى طول عمرى بصدق كلام الصبر فى المواويل - ومن غير ما يعدى على جهاز كشف الكذب - لم أعد أصدقه منذ ركبت التوك توك لآخر مرة، فالولد الذى كان يمثل دور السائق، وما هو بسائق، كان «ألدغ» فى كل الحروف, ما عدا حرف الـ«آه»، وظل حريصاً على أن يطربنى طوال الرحلة بصوته الذى لا يفرق كثيراً عن صوت موتور توك توكه.
«يا ست يا سيدة يا أم المقام الزين.. يا اخت الحسن والحسين وبنت بنت الزين.. سكنت جارك وكان هنايين ونعمة لى.. شوفت الكرم والحنان والدنيا ناعمة لى.. طالب من الله يوفقنى فى أعمالى ويصلح لى حالى عشان حضرة نبينا الزين».
لا يزال الساحل الشمالى ثعباناً يفتح فمه الواسع ليبتلع كل نهار المزيد من أموالنا وثرواتنا وأحلامنا وقدرتنا على التغيير والتنمية.. فالساحل الشمالى أصبح هو المشروع القومى الحقيقى فى مصر منذ أكثر من عشرين عاما..
لم أجد إجابة عندما سألنى صديق إعلامى «هى المشكلة فينا وللا فى اللى بيحكمونا؟» كان عائدا لتوه من إجازة ليريح أعصابه فرضاً، ولكنه لم يتخلص من حالة الاجهاد النفسى والعصبى الذى يسببه، من وجهة نظره، كل ما يواجهه يومياً من انفلات من تصرفات كل من حوله.
الآن، فى جميع مطارات أوروبا لافتةٌ تقول: «مَن يرى مُدخِّنًا ولا يُبلغ عنه سلطات المطار، يُجرَّمُ بدفع غرامة قيمتها خمسون يورو!» يعنى ليس فقط مَن يُدخِّن سوف يدفع غرامة، بل مَن يراه، ولا يُبلِغُ، يُعتبَرُ مُشاركًا فى جُرْم تلويث البيئة وإتلاف رئات خلق الله.
انتقل الدكتور محمد رجب من زعامة الأغلبية فى البرلمان إلى نفس المكانة فى مجلس الشورى، لكنه يرى الحياة داخل الشورى أكثر هدوءا، ورفض الحديث عن قضية النائب هشام طلعت مصطفى، واكتفى بالقول: «ليس صديقى لأقوم بزيارته فى السجن، لكنه سيظل يحتفظ بمقعده البرلمانى ووكالة لجنة الشئون المالية لحين الحكم النهائى فى القضية».
معظم الحكومات العربية لا تستريح للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكنها فى الوقت نفسه لا تستريح لفكرة خلعها عن طريق صحوة شعبية يمكن لأثرها أن يقفز فوق الحدود، وهو ما يمكن أن يساهم فى تفسير رد فعل السيد جمال مبارك عندما فوجئ بسؤال حول رأيه فى تداعيات الانتخابات الإيرانية.
ليس مهما ما يقوله أوباما ولكن المهم ما نقوله نحن العرب.. علينا أن نستعد بخطة عمل جماعية وعلى أسس فكرية واضحة تماماً، وأن نتفق أصلا على أن نتفق، وليس على أن نختلف، فالمتناقضات بيننا كثيرة باختلاف مشاربنا وتوجهاتنا ورؤيتنا للحل.
فى حوار.. طويل جدا ولكنه ليس هاما جدا.. أجراه الصديق والزميل عبدالله كمال مؤخرا فى جريدة روز اليوسف.. اختصر الدكتور أحمد نظيف الحكاية كلها دون أن ينتبه حين قال إن رئيس الجمهورية هو رئيس السلطة التنفيذية، وله القرار النهائى فى النهاية ولكن الرئيس وهذا يدل على ديمقراطيته يستمع إلى آراء أخرى لكن فى النهاية.. القرار هو قرار الرئيس.
غاب عم مصطفى, سألت عنه, قالوا لى: البلدية أخدته.. كنت أرى من يفوتهم نداء عم مصطفى يبحثون عنه فى الشوارع حتى يجدوه, عم مصطفى هو أقدم بائع فول بمنطقتنا بمصر الجديدة.
خلال متابعتى لوباء الأنفلونزا القادم إلينا من الخارج لفت نظرى شىء وهو أن ضحايا أنفلونزا الطيور بمصر هم من قرى مصر، وهم الناس الغلابة الذين يقومون بتربية الطيور لأكلها.
أرسل إلينا المحاسب رضا محمد من مواطنى محافظة حلوان، يناشد المحافظ حازم القويضى التدخل لوقف الكثير من السلوكيات والتصرفات التى يعانى منها مواطنو المحافظة.
يجتهد الكتاب وكل من يهمه أمر بلده، وينشد لها الخير والصلاح.. مئات المقالات وعشرات الدراسات، تقدم وتنشر كل يوم، ولكن للأسف لا نجد رداً ولا سمعاً، من السادة الوزراء.
تلك روشتة للوقاية من التطرف الدينى، أياً كان دينك، للأسف لا تصلح للعلاج. فلو شعرت بظهور أعراض تطرفية عليك، من رفض للآخر، والاعتقاد بأنه ضال ومصيره جهنم، أو أنه مخلوق أقل شأناً وقيمة من ذاتك اليقينية، فبادر باستخدام تلك الروشتة.<br>
كان شعار حكومة الستينيات «اللى يفتح بقه هانحط السيخ المحمى فى صرصور ودنه»، وكان شعار حكومة السبعينيات «دول شوية عيال خليهم يلعبوا»، أما شعار حكومة اليوم «أدن فى مالطة يا حبيبى زى ما أنت عايز واحنا ودن من طين وودن من عجين».
قبل أن يهاجر النبى عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة، نظر إليها وقال، إنها أحب أرض الله إليه، ولولا أن أهلها أخرجوه منها لما خرج، وروى أن جندياً عراقياً وقع أسيراً ببلاد الروم، وأصابته حالة مرضية فقالوا له: ما تشتهى قال: حفنة من تراب بلدى أشمها، وشربة ماء من نهر دجلة.
إذا لم تثق فى طبيب ما، فليس من حق أى جهة فى العالم أن تجبرك أن تُعالَج على يده حتى إن كان عبقريا. إذا لم تثق فى محامٍ ما، فليس من حق أى جهة فى العالم أن تجبرك أن يتولى هذا المحامى الدفاع عنك وتمثيلك رسمياً؛ فالأمر متعلق بمصالحك المباشرة.
تذكرونى ولا تنسونى<br> تذكروا المغنية الحزينة<br> التى غنت لكم من قلبها<br> غنت لكم أفراحها وأحزانها<br> تذكروها ولاتنسوها!
فى معظم البيوت المصرية، غرفةٌ مغلقةٌ دائمًا. لا تنفتحُ إلا إذا جاءَ ضيفٌ مُهمٌّ. نسميها «الصالون» فى المدينة، ونسميها «غرفةَ الجلوس» عند أثرياء الريف المصرىّ، و«المَنْدَرَة» عند عامّته. نفتحُ الغرفةَ وندخلُ، خِلسةً مع الضيف، كى نتلصصَ على مكوّناتها.
قبل أن أواصل حديثى عن علاقة الشعر بالنثر، أحب أن أوضح مسألة أعتقد أنها فى غاية الأهمية، وهى أن الشعر كثير كما أن النثر كثير.<br>
أرسل إلينا عدد من أهالى عزبة أبونجم الملاك مركز أبوحماد شرقية، منهم عمرو محمد المعتصم نجم.. محمد طارق نجم.. أحمد حافظ نجم، يناشدون د. يسرى الجمل وزير التعليم التدخل لحل مشكلتهم لدى هيئة الأبنية التعليمية.
عندما يشب حريق، تهرع إليه قوات الإطفاء، وتتم دراسة كيفية المواجهة حسب نوع الحريق ومكانه وتأثير امتداده على ما يحيط به. وتتنوع أساليب المواجهة من حصار للموقع وعزله، إلى اقتحام ومكافحة بوسائل الإطفاء المختلفة.
حظى خطاب الرئيس الأمريكى أوباما الذى وجهه للعالم الإسلامى بتأييد واسع النطاق على المستويين الرسمى والشعبى داخل وخارج مصر، وأعتقد أن سبب هذا استخدامه لمفردات بسيطة ذات معان عميقة الدلالة فى جمل قصيرة لا تحتمل التأويل،
لا يمكن أن أرى إصلاحا ملحوظا يبدأ فى مصر دون أن أرى حلا للمناطق العشوائية.<br> أهم واجبات الحكومة الآن وأول أولوياتها يجب أن يكون الاهتمام بالمواطنين الذين يقطنون العشش، ويعيشون فى ظروف غير آدمية وتسكينهم فى مساكن تليق بإنسانيتهم.
فى مصر نوعان فقط من الهم، هم يضحّك وهم ميضحّكش، يعنى مفيش هم يبكّى، لأنه لا أحد يستطيع البكاء ليس لأسباب سياسية لا سامح الله ولكن لأسباب اقتصادية، فكما يقولون «الدموع غالية», وكثير من المصريين لا يملكون المال الكافى لشراء الدموع أو حتى تأجيرها.
لا أحد يطالب المخرج خالد يوسف أو غيره من المخرجين، بأن يغسل الشوارع بالماء والصابون لتبدو جميلة ونظيفة، كما الأفلام القديمة وخصوصا فى الخمسينيات والستينيات، لنفاجأ اليوم بالعكس تماما.
أحمد النمر، كاتب، أرسل إلينا يطالب اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية بالتدخل لإنقاذ المنطقة التى تضم شوارع فلسطين وأحمد عرابى ومصطفى حافظ أمام فندق السلام بعين شمس من الفوضى المرورية بها.
اختزلنا الربح والخسارة، بل البقاء نفسه، فى مساندة أوباما وأمريكا. من هنا اقتصر الكثير من التحليلات السياسية والصحافية لخطاب أوباما على مَن يساند الرجل.. العرب أم إسرائيل؟
فى آخر الثمانينيات كنت أعمل فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، حين زارتنا فتاة صيغرة ترتدى الزى المدرسى بصحبة والدها، أو ربما عمها، لتسمعنا صوتها، وكنا مجموعة من العاملين فى الهيئة، تجمعنا فى مكتب واحد لنسمع هذه الفنانة الصغيرة.
كيف بالله لا أفرحُ به، ولا أراهنُ عليه؟ مثلما كنّا، صغارًا، نراهنُ على سانت كلوز يأتى لنا بأحلامنا الصغيرة، وألعابنا، التى يوهمنا آباؤنا أنها لن تتحقق، لنجدها وقد تحققت جميعُها فى ليلةٍ بعينها.
فى صالون الأربعاء الذى تقيمه لجنة الشعر فى المجلس الأعلى للثقافة فى آخر أربعاء من كل شهر، كان عبدالرحمن الشرقاوى هو نجم الصالون الأخير.
لن تتغير مصر إلا إذا نفضنا عن أجسادنا تلك الطبقة السميكة من اللامبالاة والأنانية والأنامالية التى زرعتها داخلنا أنظمة الحكم المتتالية..
تشكل فى مصر ما يسمى «بالمجلس القومى المصرى لحقوق الإنسان» برئاسة الدكتور بطرس غالى، وهذا يعد سابقة تستحق أن نسعد وأن نفخر بها كمصريين، لأننا وجدنا أخيراً من سيهتم بحقوقنا كبشر، ولكن يا فرحة ما تمت، فمنذ تشكيل المجلس لم نلحظ أى اهتمام بما تتعرض له آدميتنا من إهانات.
اقتربت الثانوية العامة، وسن الجميع أسلحتهم لينهشوا لحم وسمعة رؤساء اللجان، ثم المراقبين والملاحظين على البيعة، إذ يرى المسئولون أن رؤساء اللجان عندهم استعداد تام لخيانة الأمانة، وبيع وتسريب الامتحان، ما لم يكونوا خونة فعلا، لماذا لا نعتبرهم شبه أسوياء.
كثرت أخطاء الحكومة فى الفترة الأخيرة وكثر أيضا عدم الرضا عنها من قبل الشعب، فعلى سبيل المثال وليس الحصر.. وزارة التعليم «فضيحة تسريب امتحانات الثانوية العامة العام الماضى، مقتل تلميذ الإسكندرية.