قبل أن يهاجر النبى عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة، نظر إليها وقال، إنها أحب أرض الله إليه، ولولا أن أهلها أخرجوه منها لما خرج، وروى أن جندياً عراقياً وقع أسيراً ببلاد الروم، وأصابته حالة مرضية فقالوا له: ما تشتهى قال: حفنة من تراب بلدى أشمها، وشربة ماء من نهر دجلة.
وفى أوائل القرن الماضى سافر عدد من شعراء لبنان إلى أمريكا، منهم جبران خليل جبران، وإيليا أبوماضى، وميخائيل نعيمه، وبها أصدروا عدداً من الصحف الأدبية، وبعد فترة دفعهم الحنين إلى الوطن إلى العودة، فرأى أحدهم إيليا بعد عودته فقال له: إننى ظننتك لن تعود، وأنك نسيت الأهل والوطن فقال إيليا مخاطباً وطنه:
زعموا أنى سلوتك
ليتهم نسبوا إلى الممكن
أنى مهما سلوت
فهيهات أن أسلى الموطن
وقال أحمد شوقى وهو فى منفاه بالأندلس، شوقاً إلى الوطن وحنيناً إليه:
وطنى لو شغلت بالخلد عنه
نازعتنى إليه فى الخلد نفسى
وبعد عودة شوقى من منفاه قال:
ويا وطنى لقيتك بعد يأس
كأنى قد لقيت بك الشباب
محمد أمين عيسوى الإسماعيلية