لم تكن مفاجأة أن يستضيف الإعلامى «محمود سعد» فى حلقته من برنامج «البيت بيتك» يوم الأربعاء الماضى، الشيخ «خالد الجندى»، فهو ضيف أسبوعى كل أربعاء، ولم يكن غريبًا أيضا أن يكون موضوع الفقرة الدينية الأسبوعية هو «حسن الخلق»، فبذكاء تم اختيار الموضوع، لأن الضيف الأساسى للحلقة كان الفنان «نور الشريف»، للحديث حول حادث نشر إحدى الصحف أخبارا ملفقة حول اتهامه بالتورط فى فضيحة أخلاقية مع فنانيين آخرين.
اللافت فى الحلقة، كان الموضوع الذى طرحه «سعد» على «الجندى»، مما جعله يمس قناعة مترسخة لدى ملايين المصريين، وهى «صلاة الاستخارة»، طرح «سعد» السؤال حول الطريقة السليمة لهذه الصلاة، وأسهب «الجندى» فى الحديث حول معنى «الاستخارة» وكيف تؤدى هذه الصلاة، فى النهاية، كان التعمد واضحا فى تحويل دفة الحديث نحو «إعمال العقل»، فلقد دارت الفكرة الرئيسية لشرح «الجندى» حول أن هذه الصلاة هى نوع من أنواع طلب المساعدة من الله، ولكن بعد إعمال العقل واتخاذ القرار المبنى على أسباب عقلانية.
كلام جميل.. لكنه يؤكد أن هناك توجها عاما يجد منفذه عبر البرنامج، للاقتراب من مسلمات أصبحت راسخة لدى المصريين؛ بل والخوض فيها، فليس ببعيد آخر حلقات البرنامج قبل شهر رمضان، والتى ناقشت حجاب الفتيات الصغيرات، وهو موضوع لم يتم الاقتراب منه من قبل أبدا على الشاشة الرسمية، والآن.. تتم مناقشة «صلاة الاستخارة» التى يعتبرها المصريون هذه الأيام بديلاً عن إعمال العقل، وبمعنى آخر وسيلة للهروب من إعماله ومن تحمل مسئولية القرارات التى يتخذونها، على اعتبار أن هذا ما أراده الله لى وهذا ما حدث.
«الجندى» تطرق إلى الموضوع بقوة، استنادا إلى رصيده من شعبية كبيرة لدى المشاهدين، خاصةً أن الفقرة بلا اتصالات هاتفية، فلم يكن هناك مجال للمناقشة مع متصلين ربما يحولون دفة الحديث بانفعال ٍ لا يناسب المنهج الذى تم اختياره لإدارة الفقرة، فهل يعنى هذا أن تشهد الأيام المقبلة الاقتراب من موضوعات أكثر حساسية وإثارة للجدل؟
بقى سؤال ملح هنا:
لماذا يقدم برنامج يومى فى التليفزيون الرسمى فقرة دينية أسبوعية ثابتة، فتكون إسلامية وحسب؟، نحن فى دولة ذات أغلبية مسلمة هذا صحيح، لكن تجربة سابقة قدمها البرنامج نفسه باستضافة رجل دين مسيحى يقدم معلومات عن المسيحية للجميع، كانت ناجحة للغاية، فلماذا لم تستمر ولو مرة شهريا، كطريقة لتقريب وجهات النظر والتعريف بالآخر بين عنصرى الأمة، فإذا كان بوسع أى مسيحى الاطلاع على معلومات تخص المسلمين بسهولة من خلال برامج التليفزيون؛ فلم لا يكون للمسلم الحق نفسه فى الاطلاع عما يريد أن يعرف عن الآخر؟ ولم لا يكون للمسيحيين حق تقديم أنفسهم أيضا؟ ولما لا يبادر «البيت بيتك» بهذه التجربة لتكون الأولى من نوعها؟.