لا يستطيع أحد إنكار وجود مجهود تبذله إدارة مهرجان القاهرة السينمائى لتجاوز عثراته، والتأكيد دائما على أنه واحد من أهم المهرجانات الدولية، فهناك محاولة جادة من القائمين على المهرجان هذا العام لعرض مجموعة من الأفلام السينمائية الهامة داخل المسابقة الرسمية، والتى يعرض بها حوالى 4 أفلام مرشحة لجوائز مختلفة فى الأوسكار، منها الفيلم التركى «رأيت الشمس» إخراج ماهسون كير ميزيجول، والفيلم اليونانى «عبيد لديونهم» إخراج تونيس ليكورسس.
وإذا كانت المسابقة الدولية تحمل تنوعا إلى حد ما وثراء، إلا أن المسابقة العربية فى اختياراتها أتت لتؤكد على أن هناك أزمة حقيقية تعانى منها السينما العربية، خصوصا وأن الحكومات العربية أصبحت تركز على كل ما هو احتفالى، والتعامل مع المهرجانات على أنها وسيلة جذب سياحى فقط، دون أن يكون لها دور حقيقى فى دعم صناع السينما، لذلك ستجد أن المسابقة العربية تضم أفلاما، عرض بعضها فى مهرجانات عربية ودولية منذ عام مضى وأكثر، ومن هذه الأفلام «الليل الطويل» لحاتم على والذى يعد واحدا من الأفلام التى تناولت أوضاع المعتقلين السياسين فى سوريا، والفيلم سبق أن حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان تاورمينا، وعرض فى وهران وغيرها من المهرجانات العربية.
ويعرض أيضا فيلم «المر والرمان» لنجوى نجار والذى كان العرض العالمى الأول له بمهرجان دبى السينمائى الأول فى دورته الماضية، وهو من الأفلام الفلسطينية التى تستحق المشاهدة، خصوصا وأنه يراهن علاقة شديدة الإنسانية بين زوج يتم اعتقاله- وزوجه شابة فى منتصف العمر، تعمل راقصة استعراضية بإحدى قرى رام الله، ويأخذ الفيلم إلى تفاصيل الحياة الفلسطينية، بعيدا عن الصور النمطية التى باتت ملتصقة بالفلسطينيين من نشرات الأخبار، حيث لا نراهم سوى قتلى وجرحى أو فدائيين. وإذا كان «المر والرمان» يرصد تلك الصورة الحية من حياة الفلسطينيين، والتى لا تخلو من مقاومة من أجل الأرض.
أما فيلم «أمريكا» للمخرجة الفلسطينية الأمريكية شيرين دعيبس- والذى شاركت روتانا فى إنجازه- يعد من أهم الأفلام الفلسطينية التى عرضت فى مهرجان كان السينمائى الدولى كفيلم افتتاح، ومؤخرا بمهرجان سلا لفيلم المرأة، وحصل مؤخرا على جائزة مهرجان بيروت السينمائى الدولى.
وتدور أحداث الفيلم حول امرأة فلسطينية مطلقة من بيت لحم تدعى «منى»، تشرح رحلة عودتها من عملها إلى منزلها، وتمر فى طريقها بالعديد من المستوطنات ونقاط التفتيش الإسرائيلية مروراً، ووسط كل هذا تحمل «منى» بداخلها هموما تتعلق بمستقبل وسلامة ابنها المراهق «فادى»، وتمر الأحداث حتى تحصل على تأشيرة هجرة إلى الولايات المتحدة، وتحلم بحياة أفضل، لكنها تصطدم بواقع الشراسة والبيروقراطية والتعصب الذى يواجه المهاجرين فى أمريكا، كما إنها فى أمريكا تكتشف نفسها والآخر من خلال المدرس اليهودى الذى يعطى دروسا لابنها.
فواصل
- جروب على موقع التعارف الشهير الفيس بوك، يطالب بمنع القبلات نهائيا فى الأفلام، بدعوى الحفاظ على الأخلاق، فهل تحول الفيس بوك إلى رقيب جديد على الأفلام، ألا يكفى تعدد الرقابات على السينما، ولكن يجب ألا يفهم من ذلك أننا مع التزيد فى الأفلام، لكننا مع حرية المبدع فى أن يقدم فيلمه كما يراه.