مراكز القوى فى اتحاد الكتاب

الجمعة، 20 نوفمبر 2009 08:14 م
مراكز القوى فى اتحاد الكتاب الكاتب محمود الغيطانى
محمود الغيطانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن السيد "محمد السيد عيد" – نائب رئيس الاتحاد، ورئيس لجان الفحص- باتحاد الرقابة على الأخلاق- الصفة الجديدة لاتحاد كتاب مصر الموقر، قد أخذ قضية النشر فى المخالفات الإدارية التى تتم داخل الاتحاد وإثارة قضية الرقابة الأخلاقية على الكتّاب والمبدعين فى مصر بشكل شخصى يمسه هو شخصيا، ربما لأنه يظن نفسه من مراكز القوى التى لا يمكن أن تُمس أو الحديث بشأنها، وبالتالى حينما وجد الرجل من يتحدث فى الفساد الإدارى والمخالفات المهنية التى تخص الكتابة داخل الاتحاد انزعج أشد الانزعاج، ومن ثم بدأ يتخبط فى تصريحاته وأخذه ألغى مأخذه فحوّل القضية إلى قضية شخصية تخصه أكثر مما تخص الاتحاد ومجلس إدارته بالكامل.

وبناء على التصريحات التى أدلى بها "محمد السيد عيد" –والمليئة بالمغالطات التى لا يقع فيها أحد، إلا إذا كان منفعلا، وبما أن هذه التصريحات بأكملها تخصنى ككاتب، كان لابد من الرد على مغالطاته وإثبات تداعى كلامه من أساسه.

وأول هذه الأمور هو رفض "محمد السيد عيد" تداول قضية القاص "محمود الغيطانى" عبر الصحف ووسائل الإعلام، مما جعلنى أتساءل كثيرا: هل هذا الرفض يعود لكوننا نتعامل مع جهة مخابراتية لا يصح أن تتناول وسائل الإعلام شئونها؟ أم أن الحديث فى مثل هذا الأمر يمثل خطرا على الأمن القومى المصرى وبالتالى فنحن كوسائل إعلام فى حاجة ماسة إلى تصريح من النائب العام كى ننشر فى هذا الموضوع؟

يبدو أن الأستاذ "محمد السيد عيد" لم يدرك بعد أن تناول الصحف ووسائل الإعلام لمثل هذه القضية لم يكن من أجل عيون "محمود الغيطانى" بقدر ما كان اهتمامها بالأمر لأنه يمثل ناقوس خطر حقيقيا على الكتّاب جميعا فى مصر، لأن الاتحاد الذى يمثلهم والذى لابد أن يدافع عن حقوقهم يمارس رقابة أخلاقية عليهم ومن ثم يرغب فى تشذيب أقلامهم/أظافرهم وإدخالهم الحظيرة لتدجينهم، وإذا كان نائب رئيس الاتحاد قد أكد عبر تصريحاته المنفعلة بأن القانون الخاص بالاتحاد حدد طريقة التظلم من خلال لجنة القيد، فهو بذلك يرغب فى تحويل القضية من قضية عامة تهم جميع الكتّاب والمثقفين فى مصر إلى قضية خاصة تخص عضوية كاتب تمت رفض عضويته، بالرغم من أنه يعرف جيدا أن الأمر ليس كذلك، وأنى لن أقاتل من أجل عضوية اتحاد لن تمنحنى أو تسلبنى شرعية كونى كاتبا، لأن منجزى الإبداعى والنقدى يجعلنى كذلك سواء شاء "محمد السيد عيد " ذلك أم أبى.

ثانيا: يعرّف "عيد" السيدة "وفية خيرى" التى اعتمد تقريرها بعدم الموافقة على منح الغيطانى عضوية اتحاد الكتاب، بأنها المبدعة التى كتبت سيناريو "القاهرة 30 " ، مما جعل الأمر مثار سخرية واستهجانا من تعريفه، لأنه إذا كانت هى المبدعة التى كتبت سيناريو القاهرة 30 فهل هذا يعطيها الحق والرخصة فى كتابة تقرير أخلاقى عن عمل إبداعى؟! وهل هناك مبدع يكتب تقريرا أخلاقيا فى عمل مبدع آخر؟ أم كان من الحرى بها أن تكتب تقريرا فنيا يتخذ من النقد الفنى معيارا أساسيا للحكم على العمل؟

كما أود أن أشير إلى أمر هام فات على "محمد السيد عيد" حينما حاول أن يبرئ ساحة السيدة "وفية خيرى" من الأمر فقال كلاما ليس له معنى؛ لأنى كناقد سينمائى فى الأساس يكتب النقد قبل الرواية والقصة أحب أن أشير له إلى أمر هام فات عليه، وهو أن كتابة سيناريو سينمائى مأخوذ من أصل أدبى يعد أمرا ليس فيه أى إبداع على الإطلاق، ولا يمكن أن نطلق على كاتبه مبدعا لأنه لا يفعل أكثر من تحويل النص الأدبى من وسيط يعتمد المفردة اللغوية أداته الأساسية إلى وسيط آخر يعتمد الصورة مفردته الأساسية، والأمثلة على ذلك كثيرة والتى كان آخرها سيناريو "عمارة يعقوبيان" الذى لم نر فى معالجة "وحيد حامد "للرواية أى إبداع أكثر من تحويل العمل من وسيط إلى آخر، كما أود أن أوجه إليهما سؤالا أخيرا قبل أن نتخطى هذه النقطة، هل كان فيلم "القاهرة 30 " – من خلال منطقهما الأخلاقى – خاليا من الجنس أم كان زاخرا به؟ وهل هو ينتمى إلى السينما النظيفة، والإبداع النظيف الذى يرغبانه؟ أعتقد أن الإجابة عندهما وعند المشاهد.

ثالثا: يبدو أن نائب رئيس الاتحاد يصر إصرارا لا رجعة فيه بل ويعترف اعترافا صريحا بأن اتحاد الكتاب هو بالفعل جهة رقابية أخلاقية على الإبداع والمبدعين فى مصر حينما رأى أن السيدة "وفية خيرى" لا تجهل معنى توظيف الجنس التوظيف الصحيح فى الإبداع مما يعنى أنه يصرّ على موقفه الخاطيء وأنه قد وافق على التقرير الأخلاقي/الرقابى وهو على اقتناع تام به، وهو بذلك يعلن أمام الجميع بأن اتحاد الكتاب قد تحول بالفعل إلى جهة رقابية ترغب فى خنق وقتل ما يكتبه المبدعون فى مصر، وبأنه الوحيد الذى يسيطر على مقدرات الاتحاد والمتحكم فيه وبالتالى فالسيد "محمد سلماوى" غير قادر على اتخاذ أى قرار معه أو مع غيره ولعل الدليل على ذلك وقوف "سلماوى" موقف المتفرج، ولكنى أتساءل إذا كان هذا الموقف يحدث فى اتحاد كتاب مصر ويقف رئيسه مثل هذا الموقف السلبى، فماذا سيفعل "سلماوى" فى مشاكل الكتّاب العرب بعد أن اُختير رئيسا لاتحاد الكتاب العرب؟ هل سيقف مكتوفا أمام مشكلاتهم والمخالفات التى قد تقابلهم أيضا؟ ولكنى أود أن أسأل "عيد" سؤالا بناء على ذلك، هل قرأ رواية "فى مديح زوجة الأب " للروائى "ماريو بارجس يوسا " من قبل أم لم يفعل؟ وما هو نوع هذا الأدب فى رأيه؟ هل هو أدب أم قلة أدب؟ وهل سيقبل هذا الكاتب اللاأخلاقى كعضو عنده فى اتحاد الأخلاقيين أم لا؟ وهل قرأ رواية "مدار السرطان " للروائى الأمريكى "هنرى ميللر" أم لا؟ ودعك من ذلك وسأطرح عليك سؤالا أخيرا، هل قرأت للروائى المغربى "محمد شكرى"؟ أعتقد أنه إذا لم يكن قد قرأ فلقد قصر فى حق نفسه كثيرا وبالتالى أنصحه أن يفعل ذلك.

رابعا: أما عن نفيه ما قلته بخصوص لجان الفحص وبأنه لابد من وجود شرط فى لجنة الفحص ينص على قيام اثنين من المتخصصين بالفحص وقال إن اللجنة لها حق الاختيار ولها أن تستعين بما تراه مناسبا، فلقد كان ذلك ظنا منه عن جهلى بالأمور هناك-وكأنه يعتقد أن الاتحاد ليس إلا مبنى مخابرات- فأنا أعرف جيدا أن "محمد السيد عيد" هو رئيس لجنة الفحص وأن الشاعرة "إيمان بكرى" والأستاذ "أبو دومة" معه فى لجنة الفحص كمديرين وأنهم لهم الحق إذا رأوا أن يعطوا العمل لفاحص واحد أن يفعلوا ذلك، ولكن إذا ما كتب هذا الفاحص تقريرا سلبيا عن العمل لابد أن يتم إعطاؤه إلى فاحص ثان حتى يتساوى الطرفان أو يختلفا، ولكن هذا مالم يقم به "محمد السيد عيد"- ربما لأنه يظن نفسه الآمر الناهى فى الاتحاد، أو أن الأمر مجرد ملكية خاصة له- كما أنه لا يوجد كاتب مبدع يقوم بتقييم مبدع مثله، فهذه المهمة منوطة بالنقاد وليس بالكتاب، وإذا ما قال الناقد إن هذا ليس بكاتب فهذا حقه الذى لا نستطيع الرد عليه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة